شدَّ انتباهي وأنا أتصفح آيات القرآن الكريم ورود آيات الكثرة والقلة في ثنايا السور التي تتحدث عن المواقف وتصنيف الناس عبر مراحل تاريخ البشرية
فلقد وردت آيات الكثرة في أكثر من (90) آية، والقرآن ليس كتاب تاريخ يتحدث عن الماضي وإنما هو كتاب الحاضر والمستقبل
إنَّ قانون الكثرة والقلة هو قانون اجتماعي، وفي مقابل الكثرة تحدَّث القرآن عن القلة في أكثر من ثلاثين آية، نقرأ في قوله تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الأنعام 116 ، ونقرأ ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين)، وعلى المستوى الإيماني ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وعلى المستوى الجهادي ( ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً) و على المستوى العدد ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.).
إن تقويم النظرة الإسلامية لمعنى الكثرة تقويم سلبي فقد يطغى الانحراف على الفكرة الصحيحة، والرفض للإستماع للحق ومحاربة أهله، والاستناد إلى القوة العددية وحدها بإهمال القيمة المعنوية للإنسان، والإستقواء والطغيان في مسرح الحياة نلاحظ قانون الكثرة يعمل عمله مقابل قانون القلة.
كثيرون في المسرح يشاهدون القليل يمثلون، كثيرون يجلسون مع أحلامهم يشاهدون القليل ينجحون، كثيرون يجلسون يتكلمون يشاهدون القليل يسمعون، كثيرون يجلسون مع كتبهم يشاهدون القليل يقرأون، كثيرون تحت يشاهدون القليل فوق، متهمون كثر ومحامون قلة، الكثير لديه كفيل والقليل لديه دليل، كثيرون ينزلون وقليلون يرتفعون، وبالمقابل كلما تأزمت الأمور واستكملت حلقات الفساد كان المفتاح دائماً بيد القلة المؤمنة. (وما آمن معه الا قليل)، هود (40). ( وقليل من عبادي الشكور) سبأ (13) . ( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم....) ص (24).
ان صفات هذه القلة هو الاخلاص والاستعداد للبذل، منهم يخرج المجددون المصلحون كنواة للاصلاح، وهنا لا نتحدث عن فرد، فذاك هم الأنبياء، ولكننا نتحدث عن فرد يخرج من بين قلة تريد الإصلاح، لقد وعد الشيطان رب العالمين رب العباد عندما قال ( لاحتنكن ذريته الا قليلا) الإسراء 62.
إن قانون القلة والكثرة يفعل فعله في كل حال، فالقلة الواعية المدركة لسنن التغيير هي ضمان استقرار الدولة، لأن الناس قد تندفع مع الأفكار الرابحة في وقت معين، ويخشى الفرد أن ينعزل فيسير مع الكبار.
قد يشعر أصحاب التنظيم الكبير أن مهمتهم المقدسة هي الحفاظ على هذا التنظيم، والمسألة لا تتعلق بالحجم بل بصحة الموقف وآداء الواجب. فالحق مستقل بذاته ولا علاقة له بالعدد والانسياق وراء الجماعة الكبيرة فيه دفء ومصالح نفسية واجتماعية. إن الكثرة بما هي كثرة ليست هي المقياس في كل المجالات الإيمانية أو العسكرية.
ان مفهوم الأكثرية والأقلية بحاجة إلى اعادة نظر على كل المستويات، فنحن نتحدث عن حق وصواب، وعن منهج مرتبط بسنن التغيير ولكن لا نتحدث عن اعداد كثيرة، بغض النظر عن محتواها وصواب منهجها، وهو ما يرشدنا إليه القرآن الكريم والسنة النبوية في معرض الدلالات والمآلات والتصورات، وفي اسلوب التنفيذ وفي الوصف حينما نتحدث عن غثاء السيل الكثير الذي في النهاية هو زبد يختلف عما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
د.فايز الربيع
فلقد وردت آيات الكثرة في أكثر من (90) آية، والقرآن ليس كتاب تاريخ يتحدث عن الماضي وإنما هو كتاب الحاضر والمستقبل
إنَّ قانون الكثرة والقلة هو قانون اجتماعي، وفي مقابل الكثرة تحدَّث القرآن عن القلة في أكثر من ثلاثين آية، نقرأ في قوله تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الأنعام 116 ، ونقرأ ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين)، وعلى المستوى الإيماني ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وعلى المستوى الجهادي ( ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً) و على المستوى العدد ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.).
إن تقويم النظرة الإسلامية لمعنى الكثرة تقويم سلبي فقد يطغى الانحراف على الفكرة الصحيحة، والرفض للإستماع للحق ومحاربة أهله، والاستناد إلى القوة العددية وحدها بإهمال القيمة المعنوية للإنسان، والإستقواء والطغيان في مسرح الحياة نلاحظ قانون الكثرة يعمل عمله مقابل قانون القلة.
كثيرون في المسرح يشاهدون القليل يمثلون، كثيرون يجلسون مع أحلامهم يشاهدون القليل ينجحون، كثيرون يجلسون يتكلمون يشاهدون القليل يسمعون، كثيرون يجلسون مع كتبهم يشاهدون القليل يقرأون، كثيرون تحت يشاهدون القليل فوق، متهمون كثر ومحامون قلة، الكثير لديه كفيل والقليل لديه دليل، كثيرون ينزلون وقليلون يرتفعون، وبالمقابل كلما تأزمت الأمور واستكملت حلقات الفساد كان المفتاح دائماً بيد القلة المؤمنة. (وما آمن معه الا قليل)، هود (40). ( وقليل من عبادي الشكور) سبأ (13) . ( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم....) ص (24).
ان صفات هذه القلة هو الاخلاص والاستعداد للبذل، منهم يخرج المجددون المصلحون كنواة للاصلاح، وهنا لا نتحدث عن فرد، فذاك هم الأنبياء، ولكننا نتحدث عن فرد يخرج من بين قلة تريد الإصلاح، لقد وعد الشيطان رب العالمين رب العباد عندما قال ( لاحتنكن ذريته الا قليلا) الإسراء 62.
إن قانون القلة والكثرة يفعل فعله في كل حال، فالقلة الواعية المدركة لسنن التغيير هي ضمان استقرار الدولة، لأن الناس قد تندفع مع الأفكار الرابحة في وقت معين، ويخشى الفرد أن ينعزل فيسير مع الكبار.
قد يشعر أصحاب التنظيم الكبير أن مهمتهم المقدسة هي الحفاظ على هذا التنظيم، والمسألة لا تتعلق بالحجم بل بصحة الموقف وآداء الواجب. فالحق مستقل بذاته ولا علاقة له بالعدد والانسياق وراء الجماعة الكبيرة فيه دفء ومصالح نفسية واجتماعية. إن الكثرة بما هي كثرة ليست هي المقياس في كل المجالات الإيمانية أو العسكرية.
ان مفهوم الأكثرية والأقلية بحاجة إلى اعادة نظر على كل المستويات، فنحن نتحدث عن حق وصواب، وعن منهج مرتبط بسنن التغيير ولكن لا نتحدث عن اعداد كثيرة، بغض النظر عن محتواها وصواب منهجها، وهو ما يرشدنا إليه القرآن الكريم والسنة النبوية في معرض الدلالات والمآلات والتصورات، وفي اسلوب التنفيذ وفي الوصف حينما نتحدث عن غثاء السيل الكثير الذي في النهاية هو زبد يختلف عما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
د.فايز الربيع
تعليق