بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إذا حقق الهدف يكون رضا الله عن الإنسان، فالرضا هو أن يوافق الهدف؛ أي أن يأتي بشيء محققاً للهدف، فإذا حققت هدف الله من وجودك أصبحت مرضياً عند الله، لأن الرضا هو العمل المحقق للهدف، والهدف من وجود الإنسان ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، متى ما كان الإنسان مظهراً للعبودية ومظهراً للتسليم المطلق إلى الله تبارك وتعالى، ومظهراً للخضوع المطلق في كل حركاته وسكناته وتصرفاته، يُظهر العبودية والتسليم والخضوع المطلق لله كان مرضياً عنده، والإنسان المرضي الذي يغمره رضا الله عزوجل هو الإنسان الذي يعيش العبودية والتسليم لله في كل حركاته وسكناته وأفعاله، لذلك عندما يقول تبارك وتعالى ..
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ «27» ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً «28»﴾ مرضية لأنها حققت العبودية بأجمل صورها، فالمقياس في رضا الله تحقيق الهدف من وجود الإنسان ألا وهو هدف العبودية.
وأما المقياس في رضا الإنسان عن الله، فهناك أناس غاضبون على الله إلى يوم الدين وهناك أناس يرضون عن الله بمقدار، وهناك أناس قد رضوا عن الله رضاً تاماً، ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22] لأنهم يعيشون الرضا الكامل من الله عنهم، ويعيشون رضاً منهم كاملاً عن الله تبارك وتعالى.
ويرضى الإنسان عن ربه إذا أدرك أن الله هو المنعم، وأن كل ما في الوجود هو نعمة، وأنه محفوف بالنعم ظاهرها وباطنها ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20] فإذا أدرك الإنسان أنه محاط بالنعم من كل جانب وحتى المصيبة التي تأتيه هي نعمة في واقعها لأنها امتحان لإرادته وقوة إيمانه، فإذا أدرك الإنسان ذلك سيحصل له رضاً عن الله تبارك وتعالى ويكون من أولئك الذين قال عنهم تبارك وتعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾