[ زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذلُّ نفس ]أمير المؤمنين (ع)
فلو تتبعنا الأسلوب السوي في تكوين العلاقات لوجدناه يتكون من ثلاث مكونات تؤسس لإقامة علاقات إجتماعية ناجحة نسبياً، وهي المكون المعرفي، والمكون الوجداني، والمكون السلوكي، كل مكون من هذه المكونات الثلاث يشغل حيزاً بقدر معين في تكوين البناء الإجتماعي، إذ أن الخلل في تقدير أحد هذه المكونات يعود بالضرر على علاقات الفرد في محيطه لما لها أهمية من تحديد مدى الانجذاب أو التنافر في المجتمع.
أمّا المكون المعرفي فيتمثل دوره في البناء المعرفي أي ما يمتلكه الفرد حيال الطرف أو الأطراف الأخرى من معلومات، وهذا البناء المعرفي يتشكل حول الأطراف من خلال الإحتكاك المباشر في التعامل أو الغير مباشر من خلال المتابعة عن بُعد (كالمتابعة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي)، فلكل فرد سماته التي تميّزه بين الآخرين، ويرجع هذا التميّز بين الأفراد لعوامل عدّة منها عوامل التربية المتلقاة والتي تشكلت بفعلها جزء من الشخصية والجزء الآخر الذي تشكّل بفعل العلم والتجارب المؤدية لتراكم الخبرات، فتترجم هذه الشخصية على أرض الواقع بأقوال وأفعال تعكس أبعاد تلك الشخصية المتميزة ويستقبلها الوسط المحيط ويتحدد بذلك مدى قبولها أو رفضها من جهة الممارسة السلوكية في المجتمع، وعادة ما يكون هذا الرفض أو القبول نسبي يختلف من شخص لآخر.
وبفعل المكون المعرفي تتشكل المشاعر التي يُعبَّر عنها بالمكون الوجداني كمشاعر الحب والبغض والغضب والانبساط وغيرها من المشاعر القلبية التي توجه الإنسان إلى اتخاذ فعل يتناسب والمشاعر التي شكلّها البُعد المعرفي بالأشخاص، وبعد ذلك اتخاذ السلوك المناسب مع المشاعر المصاغة في النفس وهذا ما يُعبّر عنه بالمكون السلوكي.
الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (ع) والتي تصدّرت المقالة تعبّر عن مسلكين للجانب السلوكي في بعض صور تكوين العلاقات الاجتماعية وهما (زهدك) والذي يمثل الرفض و(رغبتك) والذي يمثل القبول، يشير أمير المؤمنين (ع) إلى نقصان الحظ في رفض من أقبل إليك أيها الإنسان، لأنه ليس من حق من رغب فيك أن تكافأه بالإساءة، والشطر الآخر من الرواية إذلال النفس التي كرمها الباري تعالى في التعلق بمن يزهد بها.
-
الإنسان وبفعل طبيعته الإجتماعية السويّة يميل إلى تكوين علاقات تبادلية مع الآخرين بإطارها الفردي أو الجماعي بحثاً عن تحقيق التكامل والسعادة على مستوى النفس، ولكن سوء التدبير في بعض الأحيان وغلبة الهوى على المنطق العقلي أحياناً أخرى تميل بهذه الطبيعة السوية لتخرجها عن جادتها السليمة فتتمحور جميع العلاقات حول الأنا وتكسيها جلباب الأنانية.فلو تتبعنا الأسلوب السوي في تكوين العلاقات لوجدناه يتكون من ثلاث مكونات تؤسس لإقامة علاقات إجتماعية ناجحة نسبياً، وهي المكون المعرفي، والمكون الوجداني، والمكون السلوكي، كل مكون من هذه المكونات الثلاث يشغل حيزاً بقدر معين في تكوين البناء الإجتماعي، إذ أن الخلل في تقدير أحد هذه المكونات يعود بالضرر على علاقات الفرد في محيطه لما لها أهمية من تحديد مدى الانجذاب أو التنافر في المجتمع.
أمّا المكون المعرفي فيتمثل دوره في البناء المعرفي أي ما يمتلكه الفرد حيال الطرف أو الأطراف الأخرى من معلومات، وهذا البناء المعرفي يتشكل حول الأطراف من خلال الإحتكاك المباشر في التعامل أو الغير مباشر من خلال المتابعة عن بُعد (كالمتابعة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي)، فلكل فرد سماته التي تميّزه بين الآخرين، ويرجع هذا التميّز بين الأفراد لعوامل عدّة منها عوامل التربية المتلقاة والتي تشكلت بفعلها جزء من الشخصية والجزء الآخر الذي تشكّل بفعل العلم والتجارب المؤدية لتراكم الخبرات، فتترجم هذه الشخصية على أرض الواقع بأقوال وأفعال تعكس أبعاد تلك الشخصية المتميزة ويستقبلها الوسط المحيط ويتحدد بذلك مدى قبولها أو رفضها من جهة الممارسة السلوكية في المجتمع، وعادة ما يكون هذا الرفض أو القبول نسبي يختلف من شخص لآخر.
وبفعل المكون المعرفي تتشكل المشاعر التي يُعبَّر عنها بالمكون الوجداني كمشاعر الحب والبغض والغضب والانبساط وغيرها من المشاعر القلبية التي توجه الإنسان إلى اتخاذ فعل يتناسب والمشاعر التي شكلّها البُعد المعرفي بالأشخاص، وبعد ذلك اتخاذ السلوك المناسب مع المشاعر المصاغة في النفس وهذا ما يُعبّر عنه بالمكون السلوكي.
الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (ع) والتي تصدّرت المقالة تعبّر عن مسلكين للجانب السلوكي في بعض صور تكوين العلاقات الاجتماعية وهما (زهدك) والذي يمثل الرفض و(رغبتك) والذي يمثل القبول، يشير أمير المؤمنين (ع) إلى نقصان الحظ في رفض من أقبل إليك أيها الإنسان، لأنه ليس من حق من رغب فيك أن تكافأه بالإساءة، والشطر الآخر من الرواية إذلال النفس التي كرمها الباري تعالى في التعلق بمن يزهد بها.
ما أريد الإشارة إليه هو أننا من الممكن أن نعطل الجوانب العقلية في بناء العلاقات من خلال المكونات الثلاث سابقة الذكر ونعيش حالة من الأنانية المفرطة التي تتملك البعض بدافع الأهواء والرغبات في التمسك بالرواية في شطرها الثاني فقط والشكوى الدائمة من إذلال النفس عند إقامة العلاقات بل الصداقات على وجهه الخصوص، فكثيراً ما نشتكي جفاء الطرف المقابل ونتناسى جفاءنا اتجاه الآخرين في زهدنا بمن رغب فينا، لنجرّب أن نضع أنفسنا !!مكانهم لنستشعر قساوة ما نتعامل به، وكيف أننا نرى صداقاتنا بعين أهوائنا ورغباتنا دون أن نراعي مشاعر الآخرين .. وهل هي إلاّ الأنانية!.
____________________________________
للكاتب : أحمد فيصل____________________________________
تعليق