إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأفق الإعلامي.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأفق الإعلامي.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد..


    كل عقيدة ليس معها إعلام تموت، وكل فكرة لا يدعمها إعلام تنمحي وتتبخر، لذلك أي إنسان يخترع فكرة لابد أن يخترع معها إعلاماً يدعمها ويبقيها، ومن هنا نلاحظ أن الإعلام ضروري لكل فكرة ولكل دين، ولكل عقيدة، لأن للإعلام أثرين:

    الأثر الأول: أنه يرسخ مبادئ الفكرة في نفوس أتباعها وفي نفوس المتدينين بها.

    الأثر الثاني: أن الإعلام يجعل للفكرة حضور على الأرض بحيث لا يمكن نسيانها ولا يمكن تكذيبها، ولا يمكن محوها لأنها ثبتت على الأرض وفي حركة التاريخ بواسطة الإعلام.

    من هنا نتساءل لماذا جعل الله فريضة الحج؟

    الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية قالت: وجعل الحج تشييداً للدين؛ أي أن الحج ظاهرة إعلامية، لذلك قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 158]، فالشعيرة هي الإعلام الذي يُشْعر الآخرين بعظمة الفكرة، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [الحج: 36]، وقال: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، الحج ظاهرة إعلامية قوية جداً، ولها أثران:

    الأثر الأول: ترسخ مبادئ الدين في النفوس.

    الأثر الثاني: تجعل للدين هيبةً ومنظراً شامخاً لكل من يتابع ولكل من يشاهد.

    من هنا ومن نفس المنطلق قضية أهل البيت عليهم السلام يجب علينا أقامة الشعائر لها لتكون إعلاماً لقضيتهم ، وتكون هذه الشعائر مرئية ومسموعة بشتى ألوانها هي مظهر إعلامي.. الزيارة لهم ، البكاء عليهم ، الصرخة، اقامة المجالس على مصائبهم ، الحضور في تلك المجالس، لبس السواد، نشر الأعلام، اقامة المواكب ، الرثاء عليهم كل ذلك ألوان وشعائر ومظاهر أراد بها أهل البيت أن يكون إعلاماً واضحاً وداعماً لقضيتهم ولذلك هذه الشعائر بكل ألوانها هي: أولاً ترسخ مذهب اهل البيت عليهم السلام ومبادئهم في النفوس، وثانياً أنها تشكل حضوراً لهم على أرض الواقع الإسلامي بحيث لا يمكن نسيانهم ولا تجاهلهم ولا التغافل عنهم ، فلولا إصرار أتباع أهل البيت والموالين لهم في كل مناسبة لهم على إحياءها وعلى إقامة هذه الألوان والمظاهر، لربما انمحت وتبخرت قضيتهم منذ زمن سحيق، لكن أهل البيت عليهم السلام خططوا لذلك وامروا بذالك وأرادوا أن يبقى فكرهم وصرختهم .

    .... ففي زيارة الامام الحسين عليه السلام: السلام على صريع الدمعة الساكبة، وصاحب المصيبة الراتبة؛ أي صاحب المصيبة التي تتجدد في كل يوم وكل سنة.
    وورد في الحديث عن المفضل قال للامام الصادق عليه السلام : يا مولاي ما في الدموع من ثواب؟
    قال: ما لا يحصى إذا كان من محق.
    فبكى المفضل بكاء طويلا وقال:
    يا ابن رسول الله إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم، فقال له الصادق (عليه السلام): ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمر، لأنه أصل يوم العذاب .

    إذن كل هذه الشعائر هي جهة إعلامية ضرورية لإبقاء جذوة العشق والنصر والثبات لمذهب أهل البيت عليهم السلام .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X