الفيس بوك والتويتر في حياة أطفالنا
يلجأ الأطفال الى مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب عدة منها لأنهم يجدون فيها حياة جديدة بعيدة عن حياتهم التقليدية التي اعتادوا عليها في الواقع ، وإمكانية البحث عن الأصدقاء للتواصل معهم من جديد، فضلاُ عن استخدام البعض لهذه المواقع بغرض الشهرة وإثبات الذات وتعزيز الثقة بالنفس من خلال نشر أفكارهم وخواطرهم وأشعارهم ومحاولات لكتاباتهم الأدبية.كما يجد البعض في هذه المواقع طريقة وشكلاً من أشكال تقليد الكبار والفخر بأنفسهم وحضورهم النشط عليها وبخلاف هذا كله سهولة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حتى لمن يمتلك حداً أدنى من المهارات التقنية.
وقد خلصت إحدى الدراسات إلى أن نحو نصف الأطفال في بريطانيا ممن تتراوح أعمارهم ما بين ۹ و۱۲ عاما يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي رغم القوانين التي تحدد سن الاستخدام.
وأضافت الدراسة التي أنجزتها جامعة لندن للدراسات الإقتصادية لصالح المفوضية الأوربية أن كل طفل من بين خمسة أطفال له حساب على الفيسبوك رغم أن القوانين التنظيمية تحدد سن الاستخدام في ۱۳ عاما،كما أشارت الدراسة إلي أن الأطفال الهولنديين هم الأكثر اشتراكاً في شبكات التواصل الاجتماعي من غيرهم حيث بلغت نسبتهم ۷۰ %، في حين أن أطفال فرنسا هم الأقل استخداماً لشبكات التواصل الاجتماعي إذ تنحصر نسبتهم في ۲۵ %.
ومن هذا المنطلق نستطيع القول أن مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات القليلة الماضية أصبحت جزءا لا يتجزأ ليس من حياتنا فحسب بل من حياة أطفالنا أيضاً،فبعض الأطفال أبدعوا في إستخدامها وتغلبوا على الكبار في معرفتهم بها.
ويجب علينا كآباء وأمهات أن ندرك حقيقة أن هذه المواقع هي جزء أساسي من حياة أطفالنا وأن نتقبل تواجد أطفالنا وحضورهم على مواقع التواصل الاجتماعي بإعتبارها حقيقة من حقائق هذا العصر لا يمكن تجاهلها أو منع أطفالنا من الوصول إليها.
وينبغي لنا أن نرى الوجه الإيجابي للمواقع الاجتماعية الذي لا يمكن إغفاله أو نكرانه . وينصح الخبراء التربويون بعدم منع الأطفال من استخدام مواقع
التواصل الاجتماعي لما لها من إيجابيات منها:
۱-توسيع مدارك الطفل وإكسابه الكثير من المعلومات وتعريفه على ثقافات جديدة.
۲-تجعل الطفل أكثر تمرساّ وتميزاً في إستخدام الكمبيوتر والإنترنت ولاشك أن هذا سيفيده في دراسته ومستقبله.
۳-تكسبه مفهوم التفاعل والتعاون بينه وبين أقرانه في المدرسه من حيث تبادل المعلومات والواجبات والأسئلة.
۴-تعلمه كيفية التواصل الإجتماعي بينه وبين أصدقائه وأهله فتقربه ممن يفصلهم عنه مسافات وحدود.
۵-تجعل التعليم أكثر متعه.
لن أتطرق هنا الى سلبيات وخطر استخدام مواقع التواصل الإجتماعي بالنسبة للأطفال، فقد تطرق الكثيرون قبلي الى هذا الموضوع لكنى سأتطرق الى الوسائل والحلول العملية التي يمكن إتباعها للحد من خطورة مثل هذه المواقع ولتجنب السلبيات قدر المستطاع، وعندما أقول السلبيات هنا لا أعني أن يمنع الأهل أطفالهم من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ولكن على العكس فعلى الأهل أن يسمحوا لأطفالهم بإستخدام هذه المواقع مع ممارسة
الرقابة الواعية عليهم وذلك من خلال عدة نصائح منها:
۱-الصداقة : على الوالدين أن يقيموا علاقه مبنية على الشفافية والثقة والصراحة والصداقة بينهم وبين أبنائهم فيما يتعلق بإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي هذا الأمر سيسهّل على الأطفال مصارحة والديهم بأي مشكله قد تصادفهم، كما أن الثقة المتبادلة التي يزرعها الوالدين في نفوس أبنائهم ستساعد الأبناء على تطبيق القواعد لا انتهاكها .
۲-تعليمات السلامة: يجب على الوالدين تزويد أطفالهم بالنصائح الخاصة بقواعد السلامة وكيفية المحافظة على خصوصيتهم أثناء تواجدهم في هذه المواقع مثل أن يتأكد الطفل من شخصية من يتحاور معه وعدم منحه البريد الالكتروني وكلمة السر الخاصة به لأحد من أصدقائه حتى لا يُستخدم اسمه بنشر ما يؤذي وما لا يليق.
۳-لا لجهاز الحاسوب في غرفة النوم: من أخطر الأمور هو تساهل الوالدين بوضع جهاز الكمبيوتر في غرف أطفالهم الخاصة (يمكنكم مشاهدة إعلان المجلس الأعلى للإتصالات وتكنولوجيا المعلومات “أمّـنـوا سلامتهم ولاتغفلوا فضولهم” ) وتعد غرفة المعيشة هي المكان الأمثل لوضع جهاز الكمبيوتر، فوجوده في مكان أمام أعين الوالدين يعين ويسهل عليهم الرقابة بطريقة غير مباشرة.
۴-المعلومات الشخصية خط أحمر: لابد من وضع قوانين وقواعد صارمه تتمثل في عدم كتابة أي معلومات شخصية على هذه المواقع كأرقام التليفون وعنوان المنزل وتجنب وضع أي صور شخصية على هذه المواقع.
۵-قليل من الحزم لن يضر: في بعض الأحيان قد يسئ الأطفال استخدام مواقع التواصل الإجتماعي وذلك عن طريق وضع صور غير لائقه وكتابة كلمات بذيئة وتكوين علاقات مع غرباء فإن حدث ذلك لابد من التدرج في عقاب الطفل وذلك عن طريق حرمانه من استخدام الكمبيوتر ليوم أو يومين فإن لم ينفع فعلى الوالدين سحب الكمبيوتر لمدة أطول حتى يتعلم أطفالهم القواعد الصحيحة لإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي.
۶-الحماية: لحماية الأطفال يُفضّل من الآباء إقناع أبنائهم بإعطائهم كلمة السر على أن يشرحوا لهم أن الأمر لا يتعلق بالثقة بل من أجل حمايتهم إذا لزم الأمر.
۷-عملية الرقابة: هي عملية متعبة وشاقة وليست بالسهلة على الوالدين وخاصة مع انشغالهم بالعمل والحياة الاجتماعية ولكن التكنولوجيا دوماً تسهل الأمور وتعطي الحلول السهلة على طبق من ذهب، حيث تتوافر الآن الكثير من البرامج التي تتيح للوالدين الإطلاع وبصفة دورية على جميع المشاركات والتعليقات التي كُتبت من قبل أبنائهم لذلك كل ما على الوالدين هو التواصل مع خبير وتركيب أحد هذه البرامج على حواسيب أبنائهم لحمايتهم .
إن فلذات أكبادنا هم أمانة في أعناقنا فلا مانع من أن نجعلهم على علم ودراية وإلمام بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تتوسط عالم التكنولوجيا مع أهمية أن يكون شعار الآباء سنعلمهم كل ما هو جديد وسنجنبهم كل ماهو رديء ودوماً سنقدم لهم الرأي السديد.