بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد هذه مقارنة ما بين عائشة وبين أم الامين زبيدة أم الامين
في مروج الذهب للمسعودي ج2 صفحة رقم 246
ولما قتل محمد دخل إلى زبيدة بعضُ خدمها، فقال لها: ما يجلسك وقد قتل أمير المؤمنين محمد،! فقالت: وَيْلَك!! وما أصنع؟ فقال: تخرجين فتطلبين بثأره
كما خرجَتْ عائشة تطلب بدم عثمان،
فقالت: أخسأ لا أم لك، ما للنساء وطلب الثِّأْر ومنازلة الأبطال؟ ثم أمرت بثيابها فسودت، ولبست مسحاً من شَعَرٍ، ودعت بدواة وقرطاس، وكتبت إلى المأمون:
لخير إمام قام من خيرعُنْصُر ... وَأفضل رَاق فوق أعواد منبر
ووارث علم الأولين وفخرهم ... وللملك المأمون من أم جعفر
كَتَبْتُ وعيني تستهلُّ دموعُهَا ... إليك ابن عمي من جُفُوني ومحجري
أصِبْتُ بأدنى الناس منك قرابة ... وَمَنْ زال عن كبدي فقَلَّ تَصبرِي
أتى طاهر، لا طهَرَ الله طاهراً، ... وما طاهر في فعله بمُطهَر
فأبرزني مكشوفة الوجه حاسراً ... وأنهبَ أموالي وَآخربَ أدؤري
يعزُّعَلَى هارون ما قد لَقِيتُهُ ... وما نالذي من ناقص الخلق أعور
فإن كان ما أسْدَى لأمر أمرته ... صبرتُ لأمرمن قديرمقدَر
فلما قرأ المأمون شعرها بكى ثم قال: اللهم إني أقول كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه لما بلغه قتلُ عثمان: والله ما قتلت، ولا أمرت، ولا رضيت اللهم جلَلْ قلب طاهرحزنَاً!
قال المسعودي: وللمخلوع أخبار وسير غير ما ذكرنا قد أتينا عليها في كتابينا في أخبار الزمان وفي الكتاب الأوسط، فأغنى ذلك عن ذكرها في هذا الكتاب، والله
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد هذه مقارنة ما بين عائشة وبين أم الامين زبيدة أم الامين
في مروج الذهب للمسعودي ج2 صفحة رقم 246
ولما قتل محمد دخل إلى زبيدة بعضُ خدمها، فقال لها: ما يجلسك وقد قتل أمير المؤمنين محمد،! فقالت: وَيْلَك!! وما أصنع؟ فقال: تخرجين فتطلبين بثأره
كما خرجَتْ عائشة تطلب بدم عثمان،
فقالت: أخسأ لا أم لك، ما للنساء وطلب الثِّأْر ومنازلة الأبطال؟ ثم أمرت بثيابها فسودت، ولبست مسحاً من شَعَرٍ، ودعت بدواة وقرطاس، وكتبت إلى المأمون:
لخير إمام قام من خيرعُنْصُر ... وَأفضل رَاق فوق أعواد منبر
ووارث علم الأولين وفخرهم ... وللملك المأمون من أم جعفر
كَتَبْتُ وعيني تستهلُّ دموعُهَا ... إليك ابن عمي من جُفُوني ومحجري
أصِبْتُ بأدنى الناس منك قرابة ... وَمَنْ زال عن كبدي فقَلَّ تَصبرِي
أتى طاهر، لا طهَرَ الله طاهراً، ... وما طاهر في فعله بمُطهَر
فأبرزني مكشوفة الوجه حاسراً ... وأنهبَ أموالي وَآخربَ أدؤري
يعزُّعَلَى هارون ما قد لَقِيتُهُ ... وما نالذي من ناقص الخلق أعور
فإن كان ما أسْدَى لأمر أمرته ... صبرتُ لأمرمن قديرمقدَر
فلما قرأ المأمون شعرها بكى ثم قال: اللهم إني أقول كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه لما بلغه قتلُ عثمان: والله ما قتلت، ولا أمرت، ولا رضيت اللهم جلَلْ قلب طاهرحزنَاً!
قال المسعودي: وللمخلوع أخبار وسير غير ما ذكرنا قد أتينا عليها في كتابينا في أخبار الزمان وفي الكتاب الأوسط، فأغنى ذلك عن ذكرها في هذا الكتاب، والله