إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نصل الى الكمال ؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نصل الى الكمال ؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    إذا كان الله قد خلقنا كي نصل إلى الكمال، فلماذا خلق لنا شهوة مستعرة تغلي وشعلة غضب تعيقنا عن أن نصل إلى الكمال الروحي؟ كيف نصل إلى صفاء النفس وطهارتها ونحن نعيش في داخلنا شهوة وغريزة مستعرة تدفعنا نحو الرذيلة ونحو الانهيار في هاوية الذنب والمعصية؟! القرآن الكريم يؤكد على قوة هذه الشهوة التي تؤثر على الإنسان في الانحراف حيث يقول: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾، فلماذا خلق الله لنا شهوة وغضب ؟!

    الجواب عن ذلك يتضح من خلال شرح قاعدة فلسفية ببعض الأمثلة أيضًا، فإن الفلاسفة يقولون: «الكمال فرع الحركة، والحركة هي الخروج من القوة إلى الفعل بدفع العوائق والموانع».

    المثال الأول: عندما نضع بذرة التفاح في التربة فإن هذه البذرة الصغيرة تحمل في داخلها شجرة مثمرة معطاء قد تثمر مليون تفاحة، ولكن كيف تصل هذه البذرة إلى الكمال؟ كيف تخرج هذا المخزون الموجود فيها وتصل فعلاً إلى كمالها وهدفها، وهو أن تصبح شجرة مثمرة؟ لا تصل إلى ذلك إلا بالحركة، إذ أن كل شيء في هذا الكون يتحرك، كما قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾.

    البذرة إذا وجدت الغذاء ووجدت الهواء ووجدت الماء فإنها تبدأ بالتحرك، حيث تمتد منها الجذور إلى عمق الأرض، وتتفرع منها السيقان إلى خارج الأرض، وتبدأ هذه البذرة عملية صراع، حيث تصارع الطبيعة، وتصارع الأعاصير، وتصارع الحشرات الضارة، وتبقى في صراع إلى أن تصل إلى الكمال، حيث تصبح شجرةً مثمرةً، مما يعني أن وصول البذرة إلى كمالها - أي: إلى شجرة مثمرة - يتوقف على الحركة، والحركة هي الخروج من المخزون إلى الفعلية والثمرة، ولا يتم ذلك إلا بصراع العوائق والموانع.

    وهكذا هو حال الإنسان، فإنه لا يستطيع أن يصل إلى الكمال إلا عبر الحركة، ولذلك ورد في الشعر المنسوب إلى الإمام علي :

    أتحسب أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبرُ
    قد يتصور الإنسان أنه شيء عادي، والحال أنه عالمٌ كاملٌ، فإن جسم الإنسان يحمل عشرات الأجهزة والأنظمة الدقيقة، حيث يحمل عقلاً ونفسًا وقوى وإرادةً ومشاعرَ وعواطفَ. هذه النطفة التي يقذفها الإنسان في باطن الرحم قد يتصور البعض أنها شيء صغير، والحال أنها تحمل في طياتها طاقاتٍ من الخير وطاقاتٍ من الفضائل والقيم والمُثُل، وإنما تخرج هذه النطفة هذا المخزون وتصبح إنسانًا فاضلاً قيّمًا يملك طاقاتٍ جبارةً هائلةً بالحركة، ولذلك تمر النطفة بمراحل عديدة: نطفةعلقة، مضغة، عظام، جسم، روح متكاملة، طفولة، شباب، شيخوخة... فالحركة هي خروج المخزون إلى عالم الفعلية، وهذه الحركة تتوقف على الصراع. ومن هنا نفهم فلسفة وجود الشهوة، إذ لولا الصراع الذي يعيشه الإنسان مع نفسه وشهوته وغرائزه لما حصلت حركة، ولولا الحركة ما وصل الإنسان إلى الكمال.

    قد يقول قائلٌ: لماذا لم يجعلنا الله منذ أول يوم كاملين؟! لماذا نصارع النفس والشهوات؟! لماذا لا نكون منذ أول يوم أناسًا كاملين بلا حاجة للصراع مع الشهوات والغرائز؟!

    والجواب: أن ذلك غير ممكن؛ لأن الإنسان خُلِق للكمال الروحي، ومعنى الكمال الروحي الشعور بلذة الطهارة وبلذة الصفاء النفسي، فالإنسان الذي لا يشعر بلذة الطهارة ولا بلذة صفاء النفس لم يصل إلى الكمال الروحي، فكيف يشعر الإنسان باللذة إذا لم يمر بمرحلة الصراع؟! من لم يمر بمرحلة الصراع لم يشعر بلذة الطهارة والصفاء، ولذلك لو أتينا بطفل يدرس في المرحلة الابتدائية وأعطيناه شهادة دكتوراه من غير أن يكمل دراسته لما وصل ذلك الطفل إلى الكمال العلمي؛ فإن الكمال العلمي هو أن يشعر الإنسان بلذة العلم والمعرفة،يشعر الإنسان بلذة العلم والمعرفة، ولا يشعر الإنسان بذلك حتى يتحرّك، ولا يتحرّك حتى يصارع ما حوله، ولذلك لا يمكن الإنسان أن يصل إلى الكمال الروحي إلا إذا صارع الشهوة والغريزة وسحقها وتغلب عليها.

  • #2
    آللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X