﷽
ما أن نغوص في التاريخ الإسلامي وما تضمنه من أحداث جسام، وما أن نطالع صفحاته وما جرى فيها من ظلاماتٍ على خير الأنام من رزية الخميس إلى ما ارتكب من جرائم بحق سيدة النساء عليها السلام وبعلها إمامنا الهمام عليه السلام
حتى تكاد تتمزق قلوبنا ألماً وتمتلأ نفوسنا أسىً ونتساءل عجباً: أنّى لأفواههم أن تنسب الهجر إلى الرسول؟! أولم يقرؤوا " *إن هو إلا وحيٌ يوحى*"؟!
وأنّى لأيديهم أن تجترح ما اجترحت من جرائم بحق الزهراء البتول عليها السلام؟! أولم يعلموا أن رضا الله مرهون برضاها؟! وأنّى لسائر المسلمين أن يصمتوا إزاء كل ذلك؟!
أولم يفقهوا القرآن أن من عقر ناقة صالح واحدٌ ولكن الله تعالى عمّهم بالعذاب لما عمّوه بالرضا؟!
وبينما القلب والهٌ محزون والنفس قد عُجنت بمشاعر الحيرة والشجون، قادني حبي لها وأسفي لما جرى عليها إلى مطالعة ما ألقاه قلبها المكلوم، من خطاب تاريخي في مسجد أبيها لكل من القاصي والداني معلوم، علّني أجد جواباً لتساؤلاتي وردّاً على ما أثار عجبي وحيرتي وألْهبَ آهاتي
وما أن قرأت كلمات سيدتي ومولاتي المعصومة بنت المعصوم حتى لاح لي الردُّ بنور كلامها الساطع الذي بدّد سحب العجب وأزال حيرتي: " *اعلموا أني فاطمة*"..
عجباً سيدتي ومولاتي!! وهل يخفى البدر في الليلة الظلماء؟! وهل هناك مَن تدانيكِ بالشجاعة والبلاغة في جميع النساء؟!
قرأتُ إنها قالت ذلك إلقاءً للحجة على القوم لئلا يتذرعوا بجهلهم بهوية المتحدثة! ربما.. فلطالما أنكروا البديهيات وخالفوا أوضح الواضحات
ولكن أولم تكن مطالبتها بحقها في ميراث أبيها وفي فدك كفيلةً بتحديد هويتها؟!.. فهل نتعقل أن تأمر حجة الحجج بأمرٍ غير ذي بال أو ليس ذا شأنٍ عظيم؟
وأخيراً.. وجدتُ ضالتي، فبقولها: " *اعلموا أني فاطمة*" تأمر بمعرفتها تلك المعرفة التي تنفع العارف أيّما نفع وتضر التارك لها والمخالف، معرفة مؤثرة لازمة للإيمان وموجبة للطاعة والالتزام.
آخذة بأعناق العارفين بها إلى جادة الصواب وتطبيق الشريعة بإحكام، كفيلة بحفظ المسلمين من الفرقة فضلاً عن حفظ الإسلام..
من هنا يتضح أن السيدة الزهراء عليها السلام حينما قالت: " *اعلموا اني فاطمة*" لم تكن قاصدة التعريف بنفسها ونسبها من رسول الله صلى الله عليه وآله فتلك معرفة واضحة للعيان ولا تحتاج إلى بيان أو برهان
وإنما كانت قاصدة تذكيرهم بسمو مقامها ورفعة شأنها وعلو منزلتها، تريد أن تذكرهم بما ورد عن مجاهد حين قال: خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو آخذ بيد فاطمة فقال: " *من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد وهي بضعة منّي وهي قلبي وهي روحي الّتي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله*"(1)
*📚(1) الفصول المهمة ص 146*
ما أن نغوص في التاريخ الإسلامي وما تضمنه من أحداث جسام، وما أن نطالع صفحاته وما جرى فيها من ظلاماتٍ على خير الأنام من رزية الخميس إلى ما ارتكب من جرائم بحق سيدة النساء عليها السلام وبعلها إمامنا الهمام عليه السلام
حتى تكاد تتمزق قلوبنا ألماً وتمتلأ نفوسنا أسىً ونتساءل عجباً: أنّى لأفواههم أن تنسب الهجر إلى الرسول؟! أولم يقرؤوا " *إن هو إلا وحيٌ يوحى*"؟!
وأنّى لأيديهم أن تجترح ما اجترحت من جرائم بحق الزهراء البتول عليها السلام؟! أولم يعلموا أن رضا الله مرهون برضاها؟! وأنّى لسائر المسلمين أن يصمتوا إزاء كل ذلك؟!
أولم يفقهوا القرآن أن من عقر ناقة صالح واحدٌ ولكن الله تعالى عمّهم بالعذاب لما عمّوه بالرضا؟!
وبينما القلب والهٌ محزون والنفس قد عُجنت بمشاعر الحيرة والشجون، قادني حبي لها وأسفي لما جرى عليها إلى مطالعة ما ألقاه قلبها المكلوم، من خطاب تاريخي في مسجد أبيها لكل من القاصي والداني معلوم، علّني أجد جواباً لتساؤلاتي وردّاً على ما أثار عجبي وحيرتي وألْهبَ آهاتي
وما أن قرأت كلمات سيدتي ومولاتي المعصومة بنت المعصوم حتى لاح لي الردُّ بنور كلامها الساطع الذي بدّد سحب العجب وأزال حيرتي: " *اعلموا أني فاطمة*"..
عجباً سيدتي ومولاتي!! وهل يخفى البدر في الليلة الظلماء؟! وهل هناك مَن تدانيكِ بالشجاعة والبلاغة في جميع النساء؟!
قرأتُ إنها قالت ذلك إلقاءً للحجة على القوم لئلا يتذرعوا بجهلهم بهوية المتحدثة! ربما.. فلطالما أنكروا البديهيات وخالفوا أوضح الواضحات
ولكن أولم تكن مطالبتها بحقها في ميراث أبيها وفي فدك كفيلةً بتحديد هويتها؟!.. فهل نتعقل أن تأمر حجة الحجج بأمرٍ غير ذي بال أو ليس ذا شأنٍ عظيم؟
وأخيراً.. وجدتُ ضالتي، فبقولها: " *اعلموا أني فاطمة*" تأمر بمعرفتها تلك المعرفة التي تنفع العارف أيّما نفع وتضر التارك لها والمخالف، معرفة مؤثرة لازمة للإيمان وموجبة للطاعة والالتزام.
آخذة بأعناق العارفين بها إلى جادة الصواب وتطبيق الشريعة بإحكام، كفيلة بحفظ المسلمين من الفرقة فضلاً عن حفظ الإسلام..
من هنا يتضح أن السيدة الزهراء عليها السلام حينما قالت: " *اعلموا اني فاطمة*" لم تكن قاصدة التعريف بنفسها ونسبها من رسول الله صلى الله عليه وآله فتلك معرفة واضحة للعيان ولا تحتاج إلى بيان أو برهان
وإنما كانت قاصدة تذكيرهم بسمو مقامها ورفعة شأنها وعلو منزلتها، تريد أن تذكرهم بما ورد عن مجاهد حين قال: خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو آخذ بيد فاطمة فقال: " *من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد وهي بضعة منّي وهي قلبي وهي روحي الّتي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله*"(1)
*📚(1) الفصول المهمة ص 146*
تعليق