تويت
يقول رسول الله "صلّى اللهُ عليه وآله":
خُلِقَ نُور فاطمة قبل أن تُخلق الأرضُ و السماء.
فقال بعض الناس: يا نبيّ الله، فليستْ هي إنسية؟
فقال "صلّى الله عليه وآله": فاطمة حوراءَ إنسيّة..
📚معاني الأخبار
🚩تسمية الصدّيقة الكُبرى بـ(الحوراء الإنسية) هذهِ التسميّة تتحدّث بلُغة الرمز و الإشارة..
فهي تسمية تُشير إلى أنّ الزهراء "صلوات الله وسلامه عليها" تنتمي إلى عُنصرٍ و إلى نُوعٍ لا يتشابه معَ بقيّة الخلائق سواء في العوالم العُلويّة أو العوالم السُفليّة.
فهي تنتمي إلى عنصرٍ لا يتشابه مع الأنواع الّتي في عالم الطبيعة التُرابي (أي عالم الحسّ)..
و لا يتشابه مع الأنواع المَوجودة في العوالم العلويّة (عوالم الجنان)
و يُشير إلى هذا المعنى #سيّد_الكائنات حين يقول:
(أنا وعليٌّ من شجرةٍ واحدة، و سائرُ الناسِ مِن شجرٍ شتّى).
👆
فهذا الحديث فيه إشارة إلى أنّهم "صلوات الله عليهم" مِن نَوعٍ آخر و حقيقةٌ أخرى تختلف عن حقائق الكائنات الأخرى بما فيها الأنبياء..
فإنّ عبارة: (و سائر الناس مِن شجر شتّى) هذه العبارة تشمل كلُّ الكائنات بما فيها الملائكة و الأنبياء و جميع الخلائق.
فالشجرة المُحمّدية العَلَوية تختلف عن سائر الأشجار..
و أمثولةُ شجرة مُحمّدٍ و عليّ و رُوح تلك الشّجرة هي #فاطمة_الزهراء "صلواتُ الله عليها".
و لا غرابة في ذلك..
فهذا خاتم_الأنبياء "صلّى الله عليه وآله" يقول عن فاطمة: (فاطمة مهجتي)..
و المُهجة هي الخُلاصة..
فكيف يُمكن أن نتصوّر هذا المعنى..؟!!
العقل البشري أساساً لا يتمكّن أن يرسم صُورة للنبيّ الأعظم..
فكيف له أن يتصوّر مُهجة رسول الله "صلّى الله عليه وآله"..؟!
النبي الأعظم هُو خُلاصةُ الأسماء الحسنى،
و فاطمة الزهراء هي خلاصة تلكَ الخُلاصة.. فكيف يُمكن أن نتصوّر الحقيقة الفاطميّة..؟!
• فالزهراء "صلواتُ الله عليها" كائنٌ مُتفرّد..
إنّها مِن النُوع الإلهي..
هي كائنٌ إلهي، و هذا واضح بشكلٍ جليّ في حديث الكساء الشريف.
فحين تُحدّثنا الصدّيقة الكُبرى في حديث_الكساء عن اجتماع المعصومين "صلواتُ الله عليهم" تحت الكساء،
و أنّ رسول الله أخذ بطرفي الكساء و دعا بدعائه الشريف..
فالزهراء بعد ذلك تقول:
(فقال الله عزّ و جلّ يا ملآئكتي و يا سُكّان سمواتي...)
الزهراء هي بنفسها تنقل عن الله مُباشرةً..
فهي لم تقلْ أنّ رسول الله أخبرها،
و لم تقل أنّ جبرئيل أخبرها،
و إنّما هي تنقل عن الله مُباشرة..!
يعني أنّ الزهراء حاضرةٌ في المَحضر الإلهي و غير مُنفكّة عن المَحضر الإلهي..
و هذا هو المُراد مِن أنّ الزهراء كائنٌ إلهي..
فلا يُمكن أن ينتسبَ نوعها إلى الكائنات البشريّة المَوجودة في العالم التُرابي..
و لا يُمكن أن ينتسب نوعها إلى كائنات العالم الجناني..
و إذا انتسب نوعها إلى النوع البشري أو إلى النوع الجناني فهو انتسابٌ عَرَضي..
و المُراد مِن الانتساب العَرَضي يعني أنّ لحقيقةِ فاطمة مَظاهر و صُوَر..
لها صورةٌ بشريّة، و لها صُورةٌ جِنانيّة..
أمّا جوهرها و حقيقتها فتلك حقيقةٌ إلهيّة.
🚩فهذا الإسم (الحوراء الإنسيّة) هو إشارةٌ لهذا النوع المُتفرّد الذي قالوا عنه "صلواتُ الله عليهم": (لا يُقاسُ بآل مُحمّدٍ أحد) فهم نوعيّةٌ تختلف عن كُلّ الأنواع..
و هذا المعنى هو نفسه الموجود في حديث سيّد_الأوصياء "صلواتُ الله عليه" مع طارق بن شهاب..
و هو يصِفُ له الإمام المعصوم فيقول:
(و الإمامُ يا طارقُ بَشَرٌ ملكيٌ و جَسَدٌ سماويٌّ و أمرٌ إلهيٌ و رُوحٌ قُدسي و مقامٌ عليٌّ و نورٌ جليٌّ و سِرٌّ خفيٌ فهو ملكيُّ الذات إلهيُّ الصفات..)
ففاطمة "صلواتُ الله عليها" حقيقةٌ إلهيّة، و ليستْ كسائر المخلوقات الأخرى.
منقول
تعليق