إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيفية التعامل مع الأحداث التي تمر بحياتنا ببصيرة.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيفية التعامل مع الأحداث التي تمر بحياتنا ببصيرة.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد.


    هل تعاملنا مع الأحداث انفعالي أم فعلي؟! انفعالي طبعاً، ننتظر الحدث أن يأتي وبعد أن يأتي نقول يا الله.
    ،ننتظر أن تمر علينا ظروف عصيبة إذا مرت الآن ماذا نفعل؟
    دائماً تعاملنا مع الأحداث انفعالي، ولذلك تعاملاً فاشل لا أثر له لأنه تعامل انفعالي لا فعلي، نحن نحتاج إلى التعامل الفعلي مع الأحداث التي تمر بنا، ما هي خطوات التعامل الفعلي مع الأحداث؟

    الخطوة الأولى: البصيرة.
    ما معنى البصيرة؟ القرآن يعبر أحياناً بالرشد قال تعالى: ﴿َلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَه﴾ وأحياناً يعبر بالبصيرة يقول القرآن عن لسان النبي محمد : ”قل هذه سبيلي أدعو الله على بصيرة أنا ومن اتبعني“ وقال تعالى: ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ ما معنى البصيرة؟

    البصير يعني استشراف المستقبل، الإنسان الذي يقرأ المستقبل قبل أن يأتي هذا إنسان ذو بصيرة، أما الإنسان الغافل لا يدري عن شيء غافل هذا الإنسان لا يملك بصيرة
    ، ذو البصيرة هو من يقرأ الواقع ليتنبأ بالمستقبل، ذو البصيرة هو من يقرأ الواقع ليستشرف أحداث المستقبل كي يكون على استعداد لمواجهتها، هذا هو البصيرة، الإمام علي يقول: ”اللبيب من راقب في يومه غده ومضى قدماً أمامه“ وورد عنه قال: ”إذا كان الأمر يفاجئك فستعد له قبل أن يغشاك“ دع أن يكون عندك استعداد وقرأه للأحداث واستشراف للمستقبل، خصوصاً إذا كان الإنسان يملك بصيرة إيمانية وبصير توعية يجمع بين بصيرة الإيمان وبصيرة الوعي، زين العابدين يقول في حق عمه العباس: ”رحم الله عمي العباس كان صلب الإيمان ونافذ البصيرة“ عنده بصيرة إيمانية وبصيرة توعية، يعي المستقبل ويتشرف الأحداث.

    عمر بن الحجاج الزبيدي أحد أركان جيش عمر بن سعد، قال لعمر ابن سعد يوم عاشوراء: يا ابن سعد أتدرون من تقاتلون؟ إنما تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر، أنصار الحسين أهل بصائر بصيرة الإيمان وبصيرة الوعي بأحداث المستقبل، إذن هذه هي البصيرة، فعلينا أن نكون ذا بصيرة حتى نتعامل مع الأحداث تعاملاً فعلياً لا انفعالياً.

    الخطوة الثانية: الصبر.
    الصبر ليس استسلام، البعض يتصور بأن الصبر استسلام، الصبر يعني أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله وتجلس، لا ليس هذا هو الصبر، الصبر القدرة على تجاوز المرحلة، يعني أنا الآن رسبت في الامتحان وذاكرت جيداً ولكني رسبت في الامتحان، ما معنى الصبر؟

    الصبر القدرة على تجاوز هذه المرحلة، هذه مرحلة حتى تتجاوزها إلى مرحلة أخرى، القدرة على تجاوز المرحلة هو المسماة بالصبر، الصبر يعني قراءه المرحلة وقرأه
    سلبياتها وإيجابياتها، من قرأ المرحلة كان قادراً على تجاوزها في مرحلة أخرى، هذا هو الصبر القدرة على تجاوز المرحلة، ولذلك أمر القرآن بالاستعانة بالصبر قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ الصبر تجاوز المرحلة والصلاة تعطيك رصيد روحي، في الرواية كان علي إذا هاله آمر لجأ إلى الصلاة، الصلاة تعطي الإنسان سكينة وهدوء.

    الخطوة الثالثة: التفاؤل.
    نحن نحتاج إلى التفاؤل، صحيح تمر علينا أحداث عصيبة وخطيرة وشديدة ولكن علينا أن نكون متفائلين، التفاؤل يجعلك أقدر على التجاوز ويجعلك أقدر على ضبط الانفعالات ويجعلك إنسان متسم بالسكينة والهدوء لأنك إنسان متفائل، الإنسان المتفائل هو صاحب السكينة ﴿وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ كن متفائلاً ولا تكن يائساً، جاء رجل إلى رسول الله وكان قاتل، قال أنا قاتل لا يوجد لي أمل ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا﴾ قال له رسول الله إن يأسك من رحمة الله أشد ذنباً من قتلك، أنت ارتكبت ذنب وهذا ذنب القتل والآن ترتكب ذنب أعظم وهو ذنب اليأس، اليأس من رحمة الله أشد ذنباً، أنت لا تدري لعل الله يعفو عنك ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾: ”وإن رحمة الله لتنشر يوم القيامة حتى يطمع إبليس في رحمته“ إذن لا يدب اليأس إلى قلبك أبداً، هذه هي خطوات السكينة وخطوات التعامل الفعلي مع الحدث لا التعامل الانفعالي.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X