بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سنتطرق اليوم الى موضوع الارادة وهووهو موضوع مهم جدا لمن يريد أن يصل الى النجاح والفلاح بالحياة الدنيا والأخروية .
الإرادة هي عبارة عن إعمال النفس البشرية لسلطتها وقدرتها بتحريك الجسد، بمعنى أن الإرادة لا تتحقق دفعة واحدة، بل تعتمد على مبادئ ومقدمات اولا التصور .
مثلا أنا أجيء إلى هذا المسجد، مجيئي إلى المسجد عمل صنعته وخلقته إرادتي، هذه الإرادة مسبوقة بعدة مقدمات:
المقدمة الأولى: أني تصورت مجيئي إلى المسجد.
المقدمة الثانية: التصديق بالفائدة، بمعنى أني درست الموضوع هل فيه فائدة أم لا، هل ذهابي للمسجد فيه فائدة ام لا؟ عرفت أن فيه فائدة، فائدة أخروية كالأجر والثواب، فائدة اجتماعية كلقاء الأصدقاء وأبناء المجتمع، فائدة علمية كاستفادة بعض المعلومات المفيدة، فائدة شخصية ترفيهية كأن أرتاح وينشرح صدري لرؤية الناس.
المقدمة الثالثة: دفع العوائق، هل هناك عوائق أم لا، أدرس الموضوع، هل هناك سيارة توصلني، هل هناك شخص يدلني على الطريق، هل هناك حواجز تمنعني من الوصول، أدرس العوائق وأدفعها.
المقدمة الرابعة: الرغبة والشوق.
إذا تصورت أني آتي إلى المسجد، وصدقت أن فيه فائدة، ودفعت الموانع والعوائق، حصل عندي شوق، إذا لدي الرغبة بأن أذهب للمسجد، بعد هذه المقدمات تأتي الإرادة، تقوم النفس بإعمال قدرتها، يعني أن تقوم النفس بأمر الجسد، تأمر الجسد بأن يتحرك، تصورت، صدقت، دفعت الموانع، اشتقت، إذا تحركت، أمر النفس للجسد بالحركة هذا ما نسميه بلارادة .
عوامل ضعف الإرادة ..
كثير منا يشكو ضعفا في الإرادة، في إرادة التغيير، أنا ضعيف الإرادة، لأنني ضعيف أمام شهواتي، أمام غرائزي، قد أكون أنا عاملا مهما في خدمة المجتمع، ولكنني ضعيف الإرادة أمام غرائزي، أمام الغضب ، أمام شهواتي، إذا سمعت الصوت الجميل العذب من خلال الهاتف ضعفت إرادتي وبدأت أنساب في العلاقة الغير مشروعة، أنا إذا سمعت الموسيقى التي تهدئ أعصابي وتريح مشاعري انسبت إليها، فأنا ضعيف الإرادة أمام الموسيقى اللهوية، إذا أنا أيضا أشكو ضعف الإرادة.
علماء النفس يسلطون الأضواء على عوامل ضعف الإرادة، نذكر منها سبعة عوامل:
العامل الأول: الروح اليائسة
هناك قسم من الناس عندما تجلس معه ينتقد الواقع كله، مساجدنا ماذا بها من فائدة، خطباؤنا، علماؤنا، شعراؤنا، تراه يحمل نقد للمجتمع بأسره، كل شيء ينتقده، ماهر في تسجيل العيوب، في اكتشاف الأخطاء، قادر على أن ينتقد المجتمع بأسره، هذا يحمل روح يائسة، متشائمة، روح لا تعرف التغيير، ولا تطمح للتغيير إذا جالسته يجعل منك إنسان يائس، يقول لك كل شيء سيبقى كما هو لن يتغير شيء، الروح اليائسة المتشائمة لا تعرف إلا النقد وتسجيل العيوب من دون أن تتقدم خطوة.
العامل الثاني: كثرة التشكيك
هناك قسم من الناس عقليته مبرمجة على الاحتماليات دائما، على التشكيك دائما، لا يصل إلى شيء راجح، لا يصل إلى شيء حاسم، دائما يعيش حالة من التأرجح، حالة من الحيرة، أي فكرة مشروه تطرحه عليه يأتي بالاحتمالات، عقليته مبنية على التشكيك وأن يعتني بالاحتمالات، حتى لو كانت احتمالات وهمية وضعيفة.
العامل الثالث: سرعة الانفعال
هناك قسم من الناس طيب لكنه سريع الانفعال، يغضب بسرعة، ينفعل بسرعة، يتهور بسرعة، سرعة الانفعال تقضي على الإرادة المنتجة، الفاعلة، لأن الله تبارك وتعالى كما أمر بالعمل، أمر بحسن العمل ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ وقال في آية أخرى ﴿إِنَّا لَا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾.
العامل الرابع: الركود
مثلا: هناك بعض اشخاص تزورهم تجد لديهم الشاي والتلفزيون وتجلس ساعة ساعتين وهذا هو الحال طوال عشر سنين أو عشرين سنة لم يتغير شيء ولم ينتج منهم شيء، في ركود، هؤلاء الاشخاص اموات، مجالسهم العقم، يحتاج هؤلاء الاشخاص إلى من ينعشهم، من يغذيهم ، من يعطيهم روح، مثلا تحييهم بمسألة شرعية، عقائدية، اجتماعية، أدبية، لماذا لا يكون في حياتهم حركة ثقافية، علمية، عملية، حياة الركود من عوامل ضعف الإرادة، ضعف إرادة التغيير.
العامل الخامس: العقل الجمعي
أحيانا تسيطر علينا الأعراف الاجتماعية إلى حد لا يمكننا أن نمتلك إرادة التغيير، الأعراف الاجتماعية هكذا تقول، الأعراف الاجتماعية تحكمنا، فلا تكون لدينا إرادة التغيير، الناس ربما يتلقون من آبائهم ووجهائهم ثقافة تسيطر عليهم، فلا يملكون إزائها إرادة التغيير أصلا، العقل الجمعي يأسرهم، الثقافة الجمعية تمنعهم، مثلا: عندما ترى مستوى المجتمع فيه طاقات علمية، أدبية، خطابية، قلمية، عملية، لكن هذه الطاقات أغلبها على مستوى الرجال، أما على مستوى النساء فلا يوجد، أين الطاقات العلمية في النساء، أين الطاقات الادبية، الخطابية، القلمية، أعداد لا تذكر لماذا؟ هل المرأة أقل ذكاء وقدرة من الرجل؟ لا، ترى الآن المرأة تعمل طبيبة في المستشفى، ممرضة، مدرسة في المدرسة، مربية، لكن عندما تريد أن تأسس جمعية خيرية، يكون الجواب لا، ما هو الفرق؟ هذا مجتمع نسائي لا ربط له بالرجال، أي مانع من أن يضم هذا المجتمع النسائي عالمات، خطيبات، أديبات، كاتبات، على مستوى النساء، ما هو المانع؟ الأعراف الاجتماعية، ثقافة العقل الجمعي سيطرت فمنعت إرادة التغيير.
العامل السادس: التقلب
الإنسان المتقلب المزاج والمنهج لا يمكن الاعتماد عليه في إرادة التغيير، فهذا ما ابتلى به الإمام علي في الكوفة، جماعات متقلبة المزاج، إذا جاء الصيف قالوا: كيف نقاتل وحرارة الصيف شديدة، وإذا جاء الشتاء قالوا: كيف نقاتل وبرودة الشتاء قاسية ”مالي إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في سكرة ومن الذهول في غمرة ما بالكم ما داؤكم ما دواؤكم ما طبكم ملأتم قلبي قيحا“.
العامل السابع: عدم التمركز
مثلا: يكون إنسان عضوا في الجمعية، وعضوا في لجنة كافل اليتيم، وعضوا في الحملة الفلانية، وعضوا في المأتم الفلاني، من أين لك الوقت والقدرة والجهد كي تغطي هذه الفراغات كلها؟ لابد أن تتمركز في عمل معين، أن تختص بحقل معين، إذا الإنسان لم يتمركز على جهة معينة، وعلى اختصاص معين، لن يبدع، ولن يعطي، الإبداع والعطاء يتوقف على التمركز، أن تتمركز في جهة معينة، حتى تبدع وتعطي فيها وكذالك بالنسبة لأصلاح النفس ركز على شيء واحد حتى تغيره ثم انتقل الى غيره وهكذا .
وفي الموضوع القادم ان شاء الله سنتطرق الى مناشئ تربية الإرادة وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
اللهم صل على محمد وآل محمد
سنتطرق اليوم الى موضوع الارادة وهووهو موضوع مهم جدا لمن يريد أن يصل الى النجاح والفلاح بالحياة الدنيا والأخروية .
الإرادة هي عبارة عن إعمال النفس البشرية لسلطتها وقدرتها بتحريك الجسد، بمعنى أن الإرادة لا تتحقق دفعة واحدة، بل تعتمد على مبادئ ومقدمات اولا التصور .
مثلا أنا أجيء إلى هذا المسجد، مجيئي إلى المسجد عمل صنعته وخلقته إرادتي، هذه الإرادة مسبوقة بعدة مقدمات:
المقدمة الأولى: أني تصورت مجيئي إلى المسجد.
المقدمة الثانية: التصديق بالفائدة، بمعنى أني درست الموضوع هل فيه فائدة أم لا، هل ذهابي للمسجد فيه فائدة ام لا؟ عرفت أن فيه فائدة، فائدة أخروية كالأجر والثواب، فائدة اجتماعية كلقاء الأصدقاء وأبناء المجتمع، فائدة علمية كاستفادة بعض المعلومات المفيدة، فائدة شخصية ترفيهية كأن أرتاح وينشرح صدري لرؤية الناس.
المقدمة الثالثة: دفع العوائق، هل هناك عوائق أم لا، أدرس الموضوع، هل هناك سيارة توصلني، هل هناك شخص يدلني على الطريق، هل هناك حواجز تمنعني من الوصول، أدرس العوائق وأدفعها.
المقدمة الرابعة: الرغبة والشوق.
إذا تصورت أني آتي إلى المسجد، وصدقت أن فيه فائدة، ودفعت الموانع والعوائق، حصل عندي شوق، إذا لدي الرغبة بأن أذهب للمسجد، بعد هذه المقدمات تأتي الإرادة، تقوم النفس بإعمال قدرتها، يعني أن تقوم النفس بأمر الجسد، تأمر الجسد بأن يتحرك، تصورت، صدقت، دفعت الموانع، اشتقت، إذا تحركت، أمر النفس للجسد بالحركة هذا ما نسميه بلارادة .
عوامل ضعف الإرادة ..
كثير منا يشكو ضعفا في الإرادة، في إرادة التغيير، أنا ضعيف الإرادة، لأنني ضعيف أمام شهواتي، أمام غرائزي، قد أكون أنا عاملا مهما في خدمة المجتمع، ولكنني ضعيف الإرادة أمام غرائزي، أمام الغضب ، أمام شهواتي، إذا سمعت الصوت الجميل العذب من خلال الهاتف ضعفت إرادتي وبدأت أنساب في العلاقة الغير مشروعة، أنا إذا سمعت الموسيقى التي تهدئ أعصابي وتريح مشاعري انسبت إليها، فأنا ضعيف الإرادة أمام الموسيقى اللهوية، إذا أنا أيضا أشكو ضعف الإرادة.
علماء النفس يسلطون الأضواء على عوامل ضعف الإرادة، نذكر منها سبعة عوامل:
العامل الأول: الروح اليائسة
هناك قسم من الناس عندما تجلس معه ينتقد الواقع كله، مساجدنا ماذا بها من فائدة، خطباؤنا، علماؤنا، شعراؤنا، تراه يحمل نقد للمجتمع بأسره، كل شيء ينتقده، ماهر في تسجيل العيوب، في اكتشاف الأخطاء، قادر على أن ينتقد المجتمع بأسره، هذا يحمل روح يائسة، متشائمة، روح لا تعرف التغيير، ولا تطمح للتغيير إذا جالسته يجعل منك إنسان يائس، يقول لك كل شيء سيبقى كما هو لن يتغير شيء، الروح اليائسة المتشائمة لا تعرف إلا النقد وتسجيل العيوب من دون أن تتقدم خطوة.
العامل الثاني: كثرة التشكيك
هناك قسم من الناس عقليته مبرمجة على الاحتماليات دائما، على التشكيك دائما، لا يصل إلى شيء راجح، لا يصل إلى شيء حاسم، دائما يعيش حالة من التأرجح، حالة من الحيرة، أي فكرة مشروه تطرحه عليه يأتي بالاحتمالات، عقليته مبنية على التشكيك وأن يعتني بالاحتمالات، حتى لو كانت احتمالات وهمية وضعيفة.
العامل الثالث: سرعة الانفعال
هناك قسم من الناس طيب لكنه سريع الانفعال، يغضب بسرعة، ينفعل بسرعة، يتهور بسرعة، سرعة الانفعال تقضي على الإرادة المنتجة، الفاعلة، لأن الله تبارك وتعالى كما أمر بالعمل، أمر بحسن العمل ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ وقال في آية أخرى ﴿إِنَّا لَا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾.
العامل الرابع: الركود
مثلا: هناك بعض اشخاص تزورهم تجد لديهم الشاي والتلفزيون وتجلس ساعة ساعتين وهذا هو الحال طوال عشر سنين أو عشرين سنة لم يتغير شيء ولم ينتج منهم شيء، في ركود، هؤلاء الاشخاص اموات، مجالسهم العقم، يحتاج هؤلاء الاشخاص إلى من ينعشهم، من يغذيهم ، من يعطيهم روح، مثلا تحييهم بمسألة شرعية، عقائدية، اجتماعية، أدبية، لماذا لا يكون في حياتهم حركة ثقافية، علمية، عملية، حياة الركود من عوامل ضعف الإرادة، ضعف إرادة التغيير.
العامل الخامس: العقل الجمعي
أحيانا تسيطر علينا الأعراف الاجتماعية إلى حد لا يمكننا أن نمتلك إرادة التغيير، الأعراف الاجتماعية هكذا تقول، الأعراف الاجتماعية تحكمنا، فلا تكون لدينا إرادة التغيير، الناس ربما يتلقون من آبائهم ووجهائهم ثقافة تسيطر عليهم، فلا يملكون إزائها إرادة التغيير أصلا، العقل الجمعي يأسرهم، الثقافة الجمعية تمنعهم، مثلا: عندما ترى مستوى المجتمع فيه طاقات علمية، أدبية، خطابية، قلمية، عملية، لكن هذه الطاقات أغلبها على مستوى الرجال، أما على مستوى النساء فلا يوجد، أين الطاقات العلمية في النساء، أين الطاقات الادبية، الخطابية، القلمية، أعداد لا تذكر لماذا؟ هل المرأة أقل ذكاء وقدرة من الرجل؟ لا، ترى الآن المرأة تعمل طبيبة في المستشفى، ممرضة، مدرسة في المدرسة، مربية، لكن عندما تريد أن تأسس جمعية خيرية، يكون الجواب لا، ما هو الفرق؟ هذا مجتمع نسائي لا ربط له بالرجال، أي مانع من أن يضم هذا المجتمع النسائي عالمات، خطيبات، أديبات، كاتبات، على مستوى النساء، ما هو المانع؟ الأعراف الاجتماعية، ثقافة العقل الجمعي سيطرت فمنعت إرادة التغيير.
العامل السادس: التقلب
الإنسان المتقلب المزاج والمنهج لا يمكن الاعتماد عليه في إرادة التغيير، فهذا ما ابتلى به الإمام علي في الكوفة، جماعات متقلبة المزاج، إذا جاء الصيف قالوا: كيف نقاتل وحرارة الصيف شديدة، وإذا جاء الشتاء قالوا: كيف نقاتل وبرودة الشتاء قاسية ”مالي إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في سكرة ومن الذهول في غمرة ما بالكم ما داؤكم ما دواؤكم ما طبكم ملأتم قلبي قيحا“.
العامل السابع: عدم التمركز
مثلا: يكون إنسان عضوا في الجمعية، وعضوا في لجنة كافل اليتيم، وعضوا في الحملة الفلانية، وعضوا في المأتم الفلاني، من أين لك الوقت والقدرة والجهد كي تغطي هذه الفراغات كلها؟ لابد أن تتمركز في عمل معين، أن تختص بحقل معين، إذا الإنسان لم يتمركز على جهة معينة، وعلى اختصاص معين، لن يبدع، ولن يعطي، الإبداع والعطاء يتوقف على التمركز، أن تتمركز في جهة معينة، حتى تبدع وتعطي فيها وكذالك بالنسبة لأصلاح النفس ركز على شيء واحد حتى تغيره ثم انتقل الى غيره وهكذا .
وفي الموضوع القادم ان شاء الله سنتطرق الى مناشئ تربية الإرادة وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .