أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم شكراً لكم أخي الفاضل kerbalaa على عظيم عطائكم وجميل مواضيعكم الهادفة
إن التوكل والتفويض والرضا والتسليم من عظيم أركان الإيمان، والآيات والأخبار في فضل هذه الخصال لا تعدّ ولا تحصى، كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام انّه قال: رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحبّ العبد أو كره، ولا يرضى عبد من الله فيما أحبّ أو كره إلا كان خيراً له فيما أحبّ أو كره. وقال عليه السلام : إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عزّ وجلّ. وقال عليه السلام : قال الله عزّ وجلّ : عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيراً له، فليرض بقضائي، وليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي اكتبه يا محمد من الصديقين عندي. وأما رضا العبد بما أراد الله منه من دينه وشرعه والتسليم لأحكامه وحدوده فهو أيضاً من الرضا الممدوح، إلا أنه يذكر في شرائط الإيمان وكماله. أن الله قال : من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلهاً غيري. وأن من رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور، ومن سخط القضاء أتى عليه وأحبط الله أجره. وأن من عباد الله من لا يصلحه إلا الفاقة ولو أغناه لفسد، ومنهم من لا يصلحه إلا السقم ، فليطمئنوا إلى حسن نظر الله، فإنه يدبر عباده بما يصلحهم والتسليم على العبد في قضاء الله فريضة. وأن موسى عليه السلام سأل ربه عن أبغض الخلق إليه قال: من يتهمني، قال : وهل من خلقك من يتهمك ؟ قال : نعم ، الذي أقضي له القضاء وهو خير له فيتهمني.. وأن أحق الخلق بالتسليم لقضاء الله من عرف الله. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر رحمه الله : يا أباذر ان سرّك أن تكون أقوى الناس فتوكّل على الله ، وان سرّك أن تكون أكرم الناس فاتق الله، وان سرّك أن تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله عزّ وجلّ أوثق منك بما في يديك. يا أباذر لو إن الناس كلّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجاَ * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لاَ يَحتَسِب وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ اِنَّ اللهَ بَالِغ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىءٍ قَدراً) وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انّه قال : أحقّ خلق الله أن يسلّم لما قضى الله عزّ وجلّ، من عرف الله عزّ وجلّ، ومن رضى بالقضاء أتى عليه القضاء وعظّم الله أجره، ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره. وروي عن أبي عبد الله عليه السلام انّه سئل : بأيّ شيء يعلم المؤمن بأنّه مؤمن؟ قال: بالتسليم لله، والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط. وعنه عليه السلام :...كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمه، ويحقّر منزلته، والحاكم عليه الله، وأنا ضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له. وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال : قال الله جلّ جلاله : يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك. وقال أبي عبد الله عليه السلام: أيما عبد أقبل قبل ما يحبّ الله عزّ وجلّ أقبل الله قبل ما يحبّ، ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة، كان في حزب الله بالتقوى من كلّ بليّة، أليس الله عزّ وجلّ يقول : (اِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انّه قال : انّ موسى بن عمران عليه السلام قال : يا ربّ رضيت بما قضيت، تميت الكبير وتبقى الطفل الصغير، فقال الله جلّ جلاله : يا موسى أما ترضاني لهم رازقاً وكفيلاً ؟ قال : بلى يا رب فنعم الوكيل أنت ونعم الكفيل. وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انّه قال: العبد بين ثلاثة، بلاء وقضاء ونعمة، فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة، وعليه في النعمة من الله عزّ وجلّ الشكر فريضة. واعلم إن الأحاديث في فضل هذه الخصال الحميدة والتحريض والترغيب نحوها كثيرة، ولابد من تبيين مجمل من معانيها. فاعلم إن التوكل هو أن يفوّض الإنسان أموره إلى الله تعالى ويرجو منه الخيرات ودفع الشرور، وليعلم إن كل ما يكون فإنما هو بتقدير الله تعالى، ولو شاء الله نفع شخص لن يتمكن أحد دفع هذا النفع عنه، ولو منع عنك خيراً فلو اتفق جميع العالم على إيصاله لك لما تمكّنوا، ومعنى التفويض يقرب عن هذا أيضاً. فلابد حينئذٍ أن ييأس الإنسان عما في أيدي المخلوقين، ولا يختار رضاهم على رضى الله تعالى، ولا يعتمد في جميع الأمور على نفسه وعلى غيره، وليكن جلّ اعتماده على الله سبحانه، وهذا من أعلى مراتب التوحيد والتصديق حيث يجعل القدرة والتصرف والتدبير خاصّاً بالله، وانّ قدرة المخلوقين مقهورة بقدرته. روي انّه سئل أبو الحسن عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ : (وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ) فقال : التوكل على درجات، منها أن تتوكل على الله في أمورك كلّها، فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم انّه لا يألوك خيراً وفضلاً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه ، وثق به فيها وفي غيرها. ومعنى التسليم (التصديق) أن لا يكون ما جاء من الله ورسوله والأئمة عليهم السلام من الأحكام والأوامر والنواهي وغيرها ثقيلاً عليه، وليعتقد بحسنها ولينقاد لها في العمل ويذلّ من دون عناد وعدم رضاية، كما قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِّمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيماً)
والحمد لله على نعمائه علينا وعلى جميع خلقه كما هو أهله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم اخي الغدير على هذه الاضافه الجميله والرائعة والمعلومات القيمة وفقكم الله لكل خير وبركة
التعديل الأخير تم بواسطة الغدير; الساعة 14-03-2010, 11:28 AM.
تعليق