:
توقّفت الحافلة في الطريق العام وركبت امرأة حشرت نفسها وحقائبها الكثيرة بجانب فتاة كانت تجلس لوحدها في المقعد وضايقتها ، لكنّ الفتاة بقيت متبسّمة راضية ، ولم يبدُ عليها الانزعاج وكأنّ شيئًا لم يكن ..
وكان هناك رجلًا يراقب المنظر وانزعج ممّا رأى
وسأل الفتاة :
لماذا لم تتكلّمي وتقولي شيئاً للمرأة الفوضوية ؟..
فأجابت الفتاة بابتسامة هنيّة :
ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كلّ شيء تافه ، *فالرحلة قصيرة* وأنا سأنزل في المحطّة القادمة ..
تأمّل هاتين الكلمتين : *الرحلة قصيرة* ..
تستحق أن تُكتب بماء الذهب ونعمل بها في تصرّفاتنا اليومية ..
ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل شيء لأن : *الرحلة قصيرة* !! ..
إذا تنبّه كلّ منّا أن رحلتنا في الدنيا *قصيرة*
لن نجعلها مظلمة ، مليئة بالجدل والخصومة والكيد وعدم العفو عن الآخرين لكي لا يضيع جهدنا ووقتنا وشبابنا وجمال حياتنا ..
هل كسر أحدهم قلبك ؟ .. كن هادئاً ..
*فالرحلة قصيرة* ..
هل ضايقك أو استهزأ بك أحدهم ؟ ..كن هادئاً *فالرحلة قصيرة* ..
مهما وقع عليك من ظلم تذكّر دوماً أن :
*الرحلة قصيرة* ..
هل نسي أحدهم معروفك ووقفتك معه وسؤالك عنه ؟.. كن هادئاً *فالرحلة قصيرة* ..
هل أنتقص أحدٌ قدرك ولم يقدّرك حق التقدير؟..
كن هادئاً .. *فالرحلة قصيرة* ..
رحلتنا هنا قصيرة جداً ولا يمكن الرجوع إليها بعد تركها ، و لا أحد يعلم مدّتها و متى تنتهي ! ..
لا أحد يعلم هل سيبقى للمحطّة التالية أم لا ؟ ..
لنكن هادئين طيّبين كاظمين الغيظ ، صبورين ومع الآخرين متسامحين ! .. *فالرحلة قصيرة* ..
الدنيا ممرّ والآخرة مقرّ فإما نعيم مقيم وإما سَقر
نسأل الله تبارك وتعالى أن نكون من أهل النعيم بعد عمر طويل في طاعته ورضاه
بمحمد وآله الطيبين الطاهرين
منقولة بتصرف