معركة الجمل، هي المعركة الأولى التي خاضها الإمام علي في زمن خلافته، وبما أنّ أصحاب الجمل نكثوا بيعتهم للإمام علي عرفوا في التاريخ بالناكثين، وكان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر هم قادة أصحاب الجمل الذين جيّشوا الجنود مقابل جيش الإمام علي.
وقد حدثت في شهر جمادى الأولى أو جمادى الآخرة من سنة 36 للهجرة في منطقة الخُرَيبَة من نواحي البصرة، وسميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة، والمسمى بعسكر.
بعد مقتل عثمان بن عفان بايعت الناس الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام), ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام, وطلبا منه (عليه السلام) أن يوليهما بعض ولاياته, ولكن الامام (عليه السلام) قال لهما : ( إني لا أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ), فداخلهما اليأس من المنصب, فاستأذناه للعمرة, وخرجا من المدينة الى مكة ناكثين بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولما وصلا الى مكة دخلا على عائشة, وأخذا يحرضانها على الخروج, فخرجت عائشة معهما على جمل مطالبة بدم عثمان, قاصدين الشام, فصادفهم في اثناء الطريق عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة, قد صرفه أمير المؤمنين (عليه السلام) بحارثة بن قدامة السعدي, فرجح لهم البصرة, لما فيها من كثرة الضيع والعدة, فتوجهوا نحوها, فمانع عنها عثمان بن حنيف والخزان والموكلون, فوقع بينهم القتال, ثم اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.
ولما سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصولهم جهّز جيشا وخرج الى البصرة, ولما وصلها بعث اليهم يناشدهم, فأبوا إلا الحرب لقتاله.
ثم أخذ الامام (عليه السلام) يناشد طلحة والزبير, فلم تنفع معهما, عند ذلك نشبت الحرب بينهما وأسفرت عن قتل ستة عشر آلاف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل, وأربعة آلاف رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وانكسار جيش أصحاب الجمل.
ثم إن الامام (عليه السلام) أمر محمد بن أبي بكر أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث, ثم أمر بارجاعها الى المدينة, ورجع هو (عليه السلام) الى الكوفة.
هذا, ومع العلم بأن أكثر المؤرخين ذكروا أن عائشة كانت من أوائلي المحرضين على قتل عثمان, وعباراتها مشهورة ومعروفة : (( اقتلوا نعثلاً.. قتل الله نعثلاً.. لقد غير سنة رسول الله )) !!!
ودمتم في رعاية الله تعالى
وقال الشيخ محمد الريشهري في (موسوعة الإمام علي (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ في بحث عن عدد قتلى معركة الجمل:
قُتل في معركة الجمل من جيش الإمام عليّ (عليه السلام) خمسة آلاف) تاريخ الطبري: 4/539، العقد الفريد: 3/324، الكامل في التاريخ: 2/346، مروج الذهب: 2/360، البداية والنهاية: 7/245).
وتُجمع النصوص التاريخيّة كلّها على هذا العدد بدون أدنى اختلاف.
ولكن هناك اختلاف كبير بين هذه النصوص حول عدد قتلى جيش الجمل بحيث لا يمكن التعويل كثيراً على أيّ منها.
فقد ذكرت بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً (العقد الفريد:3/324.)، بينما جاء في أخبار اُخرى أنّه قُتل منهم ثلاثة عشر ألفاً (تاريخ الطبري: 4/539.)، وعلى خبرٍ آخر عشرة آلاف (تاريخ الطبري: 4/539، الكامل في التاريخ: 2/346، البداية والنهاية: 7/245.(، أو خمسة آلاف( مروج الذهب: 2/360.).
وجاء في نقل سيف بن عمر أنّه قُتل منهم خمسة آلاف، وهو-في العادة-ينقل الأخبار الكاذبة، أو يختلقها من عنده.
وما ذُكر من أنّ عدد قتلى أصحاب الجمل كان عشرة آلاف، وإن لم يأتِ في مصادر تاريخيّة كثيرة، إلإّ أنّ نبوءة الإمام عليّ (عليه السلام) في عدد قتلاهم تؤيّد هذا المعنى.
فقد قال لمّا بلغه خروج عائشة:
))وقد ـ واللَّه - علمتُ أنّها الراكبة الجمل لا تحلّ عقدةً ولا تسير عقبةً ولا تنزل منزلاً إلّا إلى معصية؛ حتى تُورد نفسها ومن معها مورداً يُقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم)) (الإرشاد: 1/246.).
وبما أنّ عدد أصحاب الجمل كان ثلاثين ألفاً فيجب أن يكون عدد قتلاهم عشرة آلاف.
وذكر الشيخ المفيد في كتاب الجمل أنّ مجموع القتلى بلغ خمسةً وعشرين ألفاً، فإذا نقص منها خمسة آلاف ممّن قتلوا في جيش الإمام يبقى العدد عشرون ألفاً، وهذا يؤيّد النصّ الوارد في أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً.
وواصل الشيخ المفيد يقول: وروى عبد اللَّه بن الزبير رواية شاذّة أنّهم كانوا خمسة عشر ألفاً. قيل: ويوشك أن يكون قول ابن الزبير أثبت. ولكنّ القول بذلك باطل؛ لبعده عن جميع ما قاله أهل العلم به( الجمل: 419.).
وكلام اُمّ أفعى مع عائشة-الذي ورد في عيون الأخبار- يؤيّد صحّة هذا القول.
على أنّه ذكرت بعض المصادر أنّ مجموع قتلى الفريقين كان ثلاثين ألفاً (تاريخ اليعقوبي: 2/183؛ تاريخ الإسلام للذهبي: 3/484.)، فيما ذكرت اُخرى أنّه كان عشرين ألفاً(أنساب الأشراف: 3/59.).
وفي عيون الأخبار: دخلت اُمّ أفعى العبديّة على عائشة [بعد وقعة الجمل] فقالت: يا اُمّالمؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وَجَبَت لها النار. قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً؟ قالت: خذوا بيد عدوّة اللَّه(عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/202، العقد الفريد: 3/328 وفيه «اُمّ أوفى العبديّة» وراجع أنساب الأشراف: 3/59.).
مركز الأبحاث العقائدية
وقد حدثت في شهر جمادى الأولى أو جمادى الآخرة من سنة 36 للهجرة في منطقة الخُرَيبَة من نواحي البصرة، وسميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة، والمسمى بعسكر.
بعد مقتل عثمان بن عفان بايعت الناس الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام), ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام, وطلبا منه (عليه السلام) أن يوليهما بعض ولاياته, ولكن الامام (عليه السلام) قال لهما : ( إني لا أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ), فداخلهما اليأس من المنصب, فاستأذناه للعمرة, وخرجا من المدينة الى مكة ناكثين بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولما وصلا الى مكة دخلا على عائشة, وأخذا يحرضانها على الخروج, فخرجت عائشة معهما على جمل مطالبة بدم عثمان, قاصدين الشام, فصادفهم في اثناء الطريق عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة, قد صرفه أمير المؤمنين (عليه السلام) بحارثة بن قدامة السعدي, فرجح لهم البصرة, لما فيها من كثرة الضيع والعدة, فتوجهوا نحوها, فمانع عنها عثمان بن حنيف والخزان والموكلون, فوقع بينهم القتال, ثم اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.
ولما سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصولهم جهّز جيشا وخرج الى البصرة, ولما وصلها بعث اليهم يناشدهم, فأبوا إلا الحرب لقتاله.
ثم أخذ الامام (عليه السلام) يناشد طلحة والزبير, فلم تنفع معهما, عند ذلك نشبت الحرب بينهما وأسفرت عن قتل ستة عشر آلاف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل, وأربعة آلاف رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وانكسار جيش أصحاب الجمل.
ثم إن الامام (عليه السلام) أمر محمد بن أبي بكر أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث, ثم أمر بارجاعها الى المدينة, ورجع هو (عليه السلام) الى الكوفة.
هذا, ومع العلم بأن أكثر المؤرخين ذكروا أن عائشة كانت من أوائلي المحرضين على قتل عثمان, وعباراتها مشهورة ومعروفة : (( اقتلوا نعثلاً.. قتل الله نعثلاً.. لقد غير سنة رسول الله )) !!!
ودمتم في رعاية الله تعالى
وقال الشيخ محمد الريشهري في (موسوعة الإمام علي (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ في بحث عن عدد قتلى معركة الجمل:
قُتل في معركة الجمل من جيش الإمام عليّ (عليه السلام) خمسة آلاف) تاريخ الطبري: 4/539، العقد الفريد: 3/324، الكامل في التاريخ: 2/346، مروج الذهب: 2/360، البداية والنهاية: 7/245).
وتُجمع النصوص التاريخيّة كلّها على هذا العدد بدون أدنى اختلاف.
ولكن هناك اختلاف كبير بين هذه النصوص حول عدد قتلى جيش الجمل بحيث لا يمكن التعويل كثيراً على أيّ منها.
فقد ذكرت بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً (العقد الفريد:3/324.)، بينما جاء في أخبار اُخرى أنّه قُتل منهم ثلاثة عشر ألفاً (تاريخ الطبري: 4/539.)، وعلى خبرٍ آخر عشرة آلاف (تاريخ الطبري: 4/539، الكامل في التاريخ: 2/346، البداية والنهاية: 7/245.(، أو خمسة آلاف( مروج الذهب: 2/360.).
وجاء في نقل سيف بن عمر أنّه قُتل منهم خمسة آلاف، وهو-في العادة-ينقل الأخبار الكاذبة، أو يختلقها من عنده.
وما ذُكر من أنّ عدد قتلى أصحاب الجمل كان عشرة آلاف، وإن لم يأتِ في مصادر تاريخيّة كثيرة، إلإّ أنّ نبوءة الإمام عليّ (عليه السلام) في عدد قتلاهم تؤيّد هذا المعنى.
فقد قال لمّا بلغه خروج عائشة:
))وقد ـ واللَّه - علمتُ أنّها الراكبة الجمل لا تحلّ عقدةً ولا تسير عقبةً ولا تنزل منزلاً إلّا إلى معصية؛ حتى تُورد نفسها ومن معها مورداً يُقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم)) (الإرشاد: 1/246.).
وبما أنّ عدد أصحاب الجمل كان ثلاثين ألفاً فيجب أن يكون عدد قتلاهم عشرة آلاف.
وذكر الشيخ المفيد في كتاب الجمل أنّ مجموع القتلى بلغ خمسةً وعشرين ألفاً، فإذا نقص منها خمسة آلاف ممّن قتلوا في جيش الإمام يبقى العدد عشرون ألفاً، وهذا يؤيّد النصّ الوارد في أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً.
وواصل الشيخ المفيد يقول: وروى عبد اللَّه بن الزبير رواية شاذّة أنّهم كانوا خمسة عشر ألفاً. قيل: ويوشك أن يكون قول ابن الزبير أثبت. ولكنّ القول بذلك باطل؛ لبعده عن جميع ما قاله أهل العلم به( الجمل: 419.).
وكلام اُمّ أفعى مع عائشة-الذي ورد في عيون الأخبار- يؤيّد صحّة هذا القول.
على أنّه ذكرت بعض المصادر أنّ مجموع قتلى الفريقين كان ثلاثين ألفاً (تاريخ اليعقوبي: 2/183؛ تاريخ الإسلام للذهبي: 3/484.)، فيما ذكرت اُخرى أنّه كان عشرين ألفاً(أنساب الأشراف: 3/59.).
وفي عيون الأخبار: دخلت اُمّ أفعى العبديّة على عائشة [بعد وقعة الجمل] فقالت: يا اُمّالمؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وَجَبَت لها النار. قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً؟ قالت: خذوا بيد عدوّة اللَّه(عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/202، العقد الفريد: 3/328 وفيه «اُمّ أوفى العبديّة» وراجع أنساب الأشراف: 3/59.).
مركز الأبحاث العقائدية