كيفَ نَعيشُ مَع اللّئيم
دخلت العيادة تبكي بمرارة وتقول: لم أحتمل أخته كانت لئيمة، وقد طلقني زوجي وتزوج بأخرى، أقول في
مجتمعنا العراقي أن عوائلنا تحب الاجتماع والتآلف والوضع الاقتصادي لا يسمح بالاستقلالية، وهنا قد تُبتلى
المرأة بمعاشرة مَن لا تُحب.
واللئيم هو الذي يأخذ ويأخذ على مرّ الوقت من دون أن يعطيك شيئاً أو يعطيك النزر اليسير مع المنّة أي لا توجد
موازنة بين ما يعطي مع ما يأخذ، وهذا يجعلك تعيش حالة الغبن دائماً وعدم الرضا والاكتئاب لِما يصوّره لك
الشيطان من وساوس عجيبة تُبعد السوي عن التصرفات العقلانية، وبالنتيجة الخسارة لا تعمّ اللئيم عادة وإنما مَن
يعيش معه، فعلى الرغم من تحمّلها وصبرها عليه لسنوات قد تجزع في ساعة غضب ويؤدي ذلك إلى كارثة
اجتماعية حقيقية مثل الطلاق وضياع الأسرة، هنا بعض النقاط التي قد تساعدك في تحمل اللئيم من الناس.
تذكري دائماً أننا عبيد الله وأنه ينظر إلينا فلا المحسن ولا المسيء يبتعد عن نظرة الكريم؛ ولذا فكلّ شيء بعين
الله هو هيّن.
اعملي وكأنك في مؤسسة وليس بيتاً فإننا أثناء العمل قد نصادف الجيد والمسيء، ولكننا نعدّها ساعات دوام فلا
نهتم لبعض الأشخاص وينقضي الدوام بشكل ميسّر.
اعملي واجبك دون تقصير، اهتمي بما يخصّك من أعمال البيت والأولاد ولا تقصري فينقلب الوضع وتكونين
ظالمة بدلاً من مظلومة.
فكّري قليلاً قد تكونين بحالة معكوسة، فأنت مَن تتصرفين بلؤم معهم؛ لأن الإنسان بطبعه لا ينظر إلى عيوبه
ولذا ابدئي بإرسال حبائل المودة مع مَن تعيشين.
تذكري أن الله مالك القلوب يقلب القلوب كيفما يشاء؛ لذا تضرعي وتوسلي إلى الله أن يحنن القلوب
ويبعد اللئام عنك.
وأخيراً كلّ ما قُدّر لنا نراه، ولكن الله يختبر عباده وما أكثر البلاء الذي تعرض له الأولياء الصالحون،
إن من يتذكر مصائبهم لا يستطيع أن يقارن مع ما يصيبه من اختبارات بسيطة جداً.
قبل أن تخرج من العيادة قلت لها: ما يزال لديك فرصة لتصليح الكسر اتصلي به،
أظهري بعض الندم فمصلحة الأولاد تستحق منك التضحية.
د. هناء حطاب جميل/ المفرزة الطبية في العتبة العباسية المقدسة
تم نشره في المجلةالعدد72
دخلت العيادة تبكي بمرارة وتقول: لم أحتمل أخته كانت لئيمة، وقد طلقني زوجي وتزوج بأخرى، أقول في
مجتمعنا العراقي أن عوائلنا تحب الاجتماع والتآلف والوضع الاقتصادي لا يسمح بالاستقلالية، وهنا قد تُبتلى
المرأة بمعاشرة مَن لا تُحب.
واللئيم هو الذي يأخذ ويأخذ على مرّ الوقت من دون أن يعطيك شيئاً أو يعطيك النزر اليسير مع المنّة أي لا توجد
موازنة بين ما يعطي مع ما يأخذ، وهذا يجعلك تعيش حالة الغبن دائماً وعدم الرضا والاكتئاب لِما يصوّره لك
الشيطان من وساوس عجيبة تُبعد السوي عن التصرفات العقلانية، وبالنتيجة الخسارة لا تعمّ اللئيم عادة وإنما مَن
يعيش معه، فعلى الرغم من تحمّلها وصبرها عليه لسنوات قد تجزع في ساعة غضب ويؤدي ذلك إلى كارثة
اجتماعية حقيقية مثل الطلاق وضياع الأسرة، هنا بعض النقاط التي قد تساعدك في تحمل اللئيم من الناس.
تذكري دائماً أننا عبيد الله وأنه ينظر إلينا فلا المحسن ولا المسيء يبتعد عن نظرة الكريم؛ ولذا فكلّ شيء بعين
الله هو هيّن.
اعملي وكأنك في مؤسسة وليس بيتاً فإننا أثناء العمل قد نصادف الجيد والمسيء، ولكننا نعدّها ساعات دوام فلا
نهتم لبعض الأشخاص وينقضي الدوام بشكل ميسّر.
اعملي واجبك دون تقصير، اهتمي بما يخصّك من أعمال البيت والأولاد ولا تقصري فينقلب الوضع وتكونين
ظالمة بدلاً من مظلومة.
فكّري قليلاً قد تكونين بحالة معكوسة، فأنت مَن تتصرفين بلؤم معهم؛ لأن الإنسان بطبعه لا ينظر إلى عيوبه
ولذا ابدئي بإرسال حبائل المودة مع مَن تعيشين.
تذكري أن الله مالك القلوب يقلب القلوب كيفما يشاء؛ لذا تضرعي وتوسلي إلى الله أن يحنن القلوب
ويبعد اللئام عنك.
وأخيراً كلّ ما قُدّر لنا نراه، ولكن الله يختبر عباده وما أكثر البلاء الذي تعرض له الأولياء الصالحون،
إن من يتذكر مصائبهم لا يستطيع أن يقارن مع ما يصيبه من اختبارات بسيطة جداً.
قبل أن تخرج من العيادة قلت لها: ما يزال لديك فرصة لتصليح الكسر اتصلي به،
أظهري بعض الندم فمصلحة الأولاد تستحق منك التضحية.
د. هناء حطاب جميل/ المفرزة الطبية في العتبة العباسية المقدسة
تم نشره في المجلةالعدد72
تعليق