🛑الدنيا بين الغلبة عليها أو الهزيمة فيها
♦️لا حياد للدنيا، فهي إما أن تكون صديقة وفية، أو عدوة قاتلة.
👌فإذا لم تتغلب عليها فإنها هي التي تتغلب عليك، ليس من جهة الأمور التي ترتبط بجسدك فحسب، حيث سيتغير لون شعرك، فيصبح الأسود أبيضاً، وجلدك الناعم يتراخى ويتجعد، وعظامك الصلبة توهن وتترهل، ولكنها سوف تتغلب عليك أيضاً من ناحية الهمة والنشاط أيضاً.
☝️إن من يتوقف عن التفكير والعمل والنشاط والممارسة فإنه يوقف حركة الحياة في ذاته، فيمر عليه الزمن بعجلاته الضخمة التي ستهشم الروح، كما تهشم عظام الجسد.
♦️إن الدنيا لا ترحم من لا يرحم نفسه، ولا تتغاضى عن أي تهاون من قبل الفرد بحق ذاته ولذلك قيل قديماً (إتعب، إلعب، وألعب، تتعب) فمن لعب في زمن التعب فإنه سيظل مرهقاً طول عمره، أما من تعب في زمن التعب فإن له الحق أن يلعب بعد ذلك.
🤔والمشكلة أن الإنسان الذي تضربه الدنيا سيلقي باللائمة على المبادئ، فيحاول ان يرد ذلك بالانتقام من المبادئ من خلال التحلل من الالتزامات التي يفرضها عليه ضميره ودينه.
💥وخطورة انحراف الإنسان عن دينه تزداد بمرور الزمن، على عكس ما يظن الكثيرون بأن انحراف الشباب هو الأكثر خطورة، لأن انحراف الشباب عن جادة الإيمان أقل خطورة بكثير من خطر إنحراف الشيخ الكبير، فمن انحرف في شبابه، فإنه يملك فرصة للعودة إلى جادة الصواب، أما من ينحرف في شيخوخته فإن فرصته للتوبة والعودة قليلة حينئذ.
🔹صحيح أن الشهوات عارمة في فترة الشباب، إلا أن شهوة الروح لا تقاس بشهوة الجسد، فإذا اشتهت الروح فإنها ستدفع بصاحبها إلى وديان سحيقة لا يعرف أحد مداها.
😔وكم من أناس استقاموا في فترة شبابهم، ثم سقطوا في المزالق وهم في أيام الكهولة أو الشيخوخة، فالشيخ المتصابي أخطر من الشاب المنحرف لأنه يمارس أعمالاً يتقزز منها الصبيان.
💡إن ما تشير إليه الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 174]، لا يقتصر على أولئك الذين يدعون على الله ما لم يقله لهم، ولا على أولئك الذين يبيعون الناس الأديان ويتعيشون عليها، بل شمل أولئك الذين يرفعون الشعارات الكبيرة في حياتهم ويمارؤون الناس بأفضليتهم، ثم كلما مر الزمن عليهم قضموا مبادءهم وشعاراتهم البراقة، وأكلوا عليها وشربوا.
👌بالطبع لابد هنا من التفريق بين تغيير الوسائل والأساليب وبين تغيير الأهداف، فتغيير الأساليب هو الذي يتطلبه تقلبات الزمان، ولكن تغيير الأهداف بمثابة التنازل عنها.
☝️فمن يحدد أهدافه بوعي وإدراك، ثم تراه يتنازل عنها واحدة بعد أخرى، بحجة أن وسائله القديمة ما استطاعت تحقيق تلك الأهداف، فهو ممن يقضم مبادءه وأهدافه، ويشتري بآيات الله ثمنا قليلاً.
♦️من هنا نعرف قيمة الالتزام بالأهداف وعدم تغييرها، ذلك إن من مظاهر النجاح والعظمة هي الرغبة في تتبع الحقيقة، وهذه بحاجة إلى الوقت المنظم، ولكن عدم وجود هدف معين، وفقدان الإخلاص له، هما اللصان اللذان يسرقان الزمن ويضيعان الفرص ويربكان الإحساس بالوقت فنظنه طويلاً على قصره، أو نظنه قصيراً وهو طويل.
💫ولهذا نجد أن اليوم المملوء بالنشاط والمثيرات يمر قبل أن نعلم، وبالعكس، فاليوم المملوء بالانتظار، وبرغبة غير مشبعة للتغيير، هو يوم يبدو كأنه الأبدية بصورة مصغرة.
🤔ألا ترى كيف أن كل صاحب هدف، يعمل بنشاط وهمة، ويرى أن الوقت يمر بسرعة، وصاحب المهنة والوظيفة عندما يقل عمله، ويزيد لديه الفراغ، يأكله السأم ويكثر النظر إلى الساعة، ويحتبس الطبع، كما يضيق المرء ذرعاً حين لا يكون لديه ما يشغله، أما حين يكثر العمل، يسترد النشاط.
فالحياة بدون هدف هي ماحلة، قاحلة، مملة، ومعه جميلة، جذابة، ممتعة.
📓المصدر: كيف تستخدم طاقاتك؟
السيد هادي المدرسي
ـــــــــــــــــــــــ❀•▣🌸▣•❀ــــــــــــــــــــ ــــ