إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حلم الشهادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلم الشهادة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    كان يلفظ انفاسه بصعوبه غارق في بحر دمائه وأوجاع أدمائه وخيل له ان روحه تتصعد الى السماء .. لكن وجهه يتلألأ كالشمس من خلف السحاب وابتسامة رقيقة تعلو محياه ببراءة كبراءة الطفولة أخيرا سيتحقق الحلم وسأنال الشهادة أخيرا سيتم اللقاء مع محبوبي الأزلي أخيرا سأراه بعيني ولن يفرقنا شيء أخيرا سأخبره بعشقي وفدائي. منه تعلمنا التضحية والفداء وتجردنا من الأنانية والهوى والشيطان ورأينا النور و الضياء ..كانت اصوات من حوله تطرق سمعه لكنه غارق في بحر شوق لقاء المحبوب ..وتتعالى الاصوات والهتافات والنداء لكنه لا يريد الاجابة والعودة الى هذه الدنيا كان يتأمل ان تصعد روحه لسماء كما الطيور المحلقة ويتم ذاك اللقاء المنشوذ حتى خرق سمعه صوت أمه الحنون وهي تبكي وتنادي ولدي حسين حبيبي قرة عيني ويعتلي صوت بكائها حتى أصبح نشيجا عالي كأن الروح منها تكاد تلفظ فرق قلبه لها وحاول فتح عيونه لكن الدماء جامده عليها ولم يستطع اراد ان يرى وجه أمه وينظر لها النظرة الأخيرة لكن ألم قوي اعتصر جسده ولا يعلم هل وجودها حقيقة ام لقاء ارواح . كانت الأصوات تتعالى حوله والدكتور ينادي ادخلوه غرفة العمليات بسرعة. هنا رجعت صور حياته أمام عينيه وغاب من واقع الحاضر لماض جميل وهو طفل صغير تحمله امه فوق ذراعيها وتضمه لصدرها وتهمس في اذنه بكل حب وحنان حسين حبيب قلبي روحي وعمري ولدي الغالي اني نذرتك فداء للامام الحسين اني نذرتك خادم لتراب زوار قبر الحسين ع اني نذرتك عاشقا للحسين ولا اريد لك حياة اريدك فناء في الحسين اريد ان يكون كل كيانك مملوء بعشقه وكل ذرة بوجودك تهتف بأسمه كما كان ابيك .. وبالفعل زرعت ذالك بقلبه وسعت لصنع ذالك في شخصيته حتى اصبح عاشقا للحسين وعاشقا للشهادة وان لاقيمة لوجوده اذا لم يكن خادم للحسين بكل مايملك روحه وماله ودمه فيرفع يداه بالدعاء بعد كل صلاة ويدعو اللهم أرزقني الشهادة في سبيل الامام الحسين اللهم اجعلني ممن تنتصر بهم لدينك وبلغني درجة الشهادة في سمو وطهارة حيث يترك هذا السمو والطهر آثاره على جسدي و دمي. صور شتى مرت امام عيونه شريط حياته بأكملها انساب امام عيونه حتى تلك اللحظة اللتي ارتدى فيها ثواب الجهاد للدفاع عن المقدسات ولبى نداء المرجعية في الدفاع عن حرمات هذا البلد مودع إياها قائلا لا تبكي يا أمي أمسحي دموعك الغالية انا فداء لتراب قدمي زوار الحسين ع لولا جهدنا هذا يا أم لم يصل زائر للامام الحسين ولأنتهكت واستبيحت الحرمات ولم يأمن مواطن ولشاع الضلال والفساد وألتبس هذا الدين بثوب التحريف والسواد لم يضحك طفل في حجر امه بأمان وحنان ولم ينام مواطن براحة وسلام هل انا اعز من علي الأكبر عليك؟ واخذ يحدثها بكلمات تنبع من علو فكره وسمو تضحيته وطهارة روحه .. فضمته الى صدرها واعتنقته تقبل خذيه وتقول انت فداء لعلي الأكبر جمعك الله به وحشرك معه ابكي يابني لألم الفراق ابكي خشية ان تنال انت الشهادة وابقى انا حبيسة هذه الدنيا سجينة هذا الجسد ويطول علي اللقاء ودعته وداع مفارق لروحه .. وودعها هو بحرارة غامرة بالبهجة والسرور . وفي عملية أجلاء تعالى صوت إمرأة من بين نساء ورجال بعضهم جرحى وبعضهم خائفين وبعضهم مرتعبين وبعضهم فاقدين قد تم اخراجهم بصعوبة من منطقة استولى عليها الأرهابي اللعين وهي تتوسل وتستغيث هل من صاحب غيرة هل من صاحب حميه هل شريف ذو نخوة فجاء لها حسين ماذا تريدين يا ام نحن هنا بخدمتك نحن هنا اخوانكم وابنائكم فأجابت ابنتي مازالت خلفي وللان لم تصل مروتك ايها الشاب لا تتركها ناداه صاحبه تعال فأستأذنها وذهب اليه قال له لا مجال للعودة لا تفكر بذالك فتبسم ورجع لها وهي تبكي وتنشج فقال اين تركتها الجميع في حمايتنا ولم نخلف احد قالت بلى تفارقنا بالطريق الفلاني في النقطة الفلانيه عند كدا وكدا فجاء عدد من اصحابه وهم يتشاورون فيما بينهم فقال حسين انا ذاهب حاولوا منعه والتحقق معها أكثر فأخذت تبكي وتناشده بغيرته وحميته ومروته فمشى مسرعا كالأسد الضاري مستشيظ غضبا كالشمعة التي تحترق وتفنى لتضيء الطريق للآخرين .. كيف تركت ابنتها الشابه وهو يعلم اذا ما وقعت بأيدي الدواعش اي مصاب ينزل بها ..فلحق به اثنان من الجنود من اصحابه لكن خطاه كانت تسابق الريح وما أن وصل الى حيث وصفت حتى ناداه من خلفه ارجع انه كمين انها تخدعنا استدار ينظر خلفه واذا بدوي الانفجار زلزل المكان حوله .. وفي غرفة العمليات كان الطبيب منهمكا بجراحاته واضماد اشلائه واذا بقلبه يرفرف كجناحي عصفور ليتمتم بكلمات وهو تحت التخدير فتعجب الجميع وانصتوا بأمعان لتلك الكلمات لتخط احرف من نور الشهادة قائلا السلام عليك يااباعبد الله السلام عليك ياسيد الشهداء هل حضرت لي؟؟ ثم سكت والجميع في ترقب وذهول فهمس هذا علي الاكبر أخيرا التقيتك ااااه كم اعشقك.. واذا بنور ساطع نور لايوصف ورائحة المسك اخذت تفوح من جسده المدمى وانخمد نفسه وانقطع.. لقد رحل من هذه الدنيا مخلدا تضحيته للدفاع عن الحرمات.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X