اللهم صل على محمد وآل محمد
انْظُرُوا إِلى النمْلَةِ في صِغَرِ جُثَّتِهَا، وَلَطَافَةِ هَیْئَتِهَا، لاَ تَکَادُ تُنَالُ بِلَحْظِ البَصَرِ، وَلاَ بِمُسْتَدْرَکِ الفِکَرِ، کَیْفَ دَبَّتْ عَلَى أَرْضِهَا، وَصَبَتْ على رِزْقِهَا.. وَلَوْ فَکَّرْتَ في مَجَارِي أُکلِهَا، وفي عُلُوِّهَا وَسُفْلِهَا، وَمَا في الجَوْفِ مِنْ شَرَاسِیف بَطْنِهَا، وَمَا في الرَّأسِ مِنْ عَیْنِهَا وَأُذُنِهَا؛ لَقَضَیْتَ مِنْ خَلْقِهَا عَجَباً، وَلَقِیتَ مِنْ وَصْفِهَا تَعَباً! فَتَعَالَى الَّذِي أَقَامَهَا على قَوَائِمِهَا، وَبَنَاهَا عَلَى دَعَائِمِهَا! لَمْ يشركْه في فِطْرَتِهَا فَاطِرٌ، وَلَمْ یُعِنْهُ عَلَى خَلْقِهَا قَادِرٌ.
--------------------
نهج البلاغة
تعليق