بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّ حياة الإنسان هي مجال اختبار وفرصة استثمار ومضمار سباق، وكيف لا يكون كذلك إذا كان كل ما يأتي به الإنسان زرع يغرسه ليحصد ثماره غداً سواء كان خيراً أو شراً، وكل ما يهمله من خير فسوف يفتقده في وقت لا يستطيع له تدارك ما فات ولا الاستزادة مما ترك.
ولكنّ هذه الأشهر النورانية الثلاثة( رجب وشعبان وشهر رمضان) لهي فرصة سنوية مميزة قدرها الله سبحانه بما يسره فيها من البركات والنفحات والاستجابة والاقبال وجعل في شهر رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، حتى يكون موعداً لمزيد من الجد والاجتهاد والتزوّد والاستعداد.
وليساعد ذلك على مراجعة الانسان لجوامع اموره وترتيب اوراقه وتهذيب نفسه واصلاح خصاله وترتيب أوراقه واتخاذ خطوة عميقة في اتجاه الاستعداد للقاء الله سبحانه والقدوم على الدار الآخرة.
وقد دعا الله سبحانه في هذه الأشهر المؤمن الصيام عن الرغبات المادية لتتلطف روحه ويزداد إحساسه بما يهب في هذه الأشهر الثلاثة من النسيم الإلهي على قلوب الطالبين ويكون عونا له على تقوى الله سبحانه.
ولا غنى للإنسان في هذه الحياة بجنب اهتمامه الدائم والعام بالتصبر والتيقظ والاستعداد والاستغفار من تخصيص مدة في كل فترة ليشد فيها على نفسه، ويسعى أن يغير فيها أموراً في حياته تحتاج إلى مثابرة ومتابعة وتوالٍ للعمل واتصال للجهد، فجلّ أعمال الإنسان وإن بدت اختياراً له في وقتها لكنها تتأثر بخصال الإنسان وقواعد نفسية تتيح وتسهل له أموراً وتعسر عليه أموراً أخرى، فلا بدّ للإنسان مضافاً إلى اهتماماته الدائمة واليومية والشهرية بالجوانب المخلّدة المعنوية والروحية والأخلاقية من أن يكون له تفرغ سنوي لنفسه ليكون بمثابة دورة تربوية له يتقدم فيها في هذا الشأن.
وذلك ما خصّ الله سبحانه لأجله هذا الشهر ومابعده وشهر رمضان الفضيل.
فعلى الإنسان المؤمن أن يستحضر أهمية هذه النعمة الإلهية وينتبه إلى ما يتجلّى فيها من حكمة وتدبير، وأن ينتفع بهذا الشهر انتفاعاً ملائماً مع الفرصة التي أتاحها الله سبحانه للإنسان وأكرمه بها. وليسعَ أن يزداد إيمانا ويقيناً بالله سبحانه حتى يستحضره في أحواله كلها استحضار من يراه ويشهده ويزداد يقيناً بالوفود عليه والدار الآخرة حتى كأنه محمول إلى شفير قبره ومحل غربته. وليصلح من أخلاقه كل ذميمة ونقصان ويتحلى بدلاً عنها بكل خلق فاضل وكريم. وليهتم بالناس مثل ما يحبه من الاهتمام به فيما لو كان على مثل حالهم من يُتم وفقرٍ ومسكنة وسغب ومرض وعوز ومن فقدان عمل وتعذر زواج والحاجة إلى مأوى ومثل ما يحب من عناية الله تعالى به في هذه الحياة وما بعدها في ظلمات البرزخ وعرصات القيامة. وليستعن على ذلك بدوام الطهارة وكثرة الشكر، وليتلو القرآن بتدبر وإمعان مشعراً في نفسه أنه كلام الله سبحانه معه. وليقرأ الأدعية المأثورة قراءة سؤال وإلحاح وتضرع والتماس. وليوقن حقاً أنه قد نودي عليه بالرحيل وأمر بالتزود وأن غده لأقرب مما يظن وليذكر من انقضى من آبائه وإخوانه وزملائه فانقطعت علائقهم من الدنيا وخلفوا ما فيها وراء أظهرهم وأقبلوا على ما أرسلوه من قبل من الأعمال الباقية والخصال الخالدة. ألا وإنّ أفضل الأمور في هذا الأشهر هو الورع عن محارم الله في السر والعلن وتقوية مقومات الورع في النفس حتى تكون ملكة راسخة يبقى أثرها ويلقى الله تعالى بها.
فهنيئاً للذين عرفوا سنن الحياة وقواعدها واعتبروا بالتعاليم الإلهية وانتفعوا بالنفحات الربانية في هذه الأشهر النورانية، ليزدادوا إيماناً وتبصراً وصلاحاً وخلقاً كريماً ويتزودوا بمزيد من الذكر والشكر والعبادة والإحسان.
اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّ حياة الإنسان هي مجال اختبار وفرصة استثمار ومضمار سباق، وكيف لا يكون كذلك إذا كان كل ما يأتي به الإنسان زرع يغرسه ليحصد ثماره غداً سواء كان خيراً أو شراً، وكل ما يهمله من خير فسوف يفتقده في وقت لا يستطيع له تدارك ما فات ولا الاستزادة مما ترك.
ولكنّ هذه الأشهر النورانية الثلاثة( رجب وشعبان وشهر رمضان) لهي فرصة سنوية مميزة قدرها الله سبحانه بما يسره فيها من البركات والنفحات والاستجابة والاقبال وجعل في شهر رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، حتى يكون موعداً لمزيد من الجد والاجتهاد والتزوّد والاستعداد.
وليساعد ذلك على مراجعة الانسان لجوامع اموره وترتيب اوراقه وتهذيب نفسه واصلاح خصاله وترتيب أوراقه واتخاذ خطوة عميقة في اتجاه الاستعداد للقاء الله سبحانه والقدوم على الدار الآخرة.
وقد دعا الله سبحانه في هذه الأشهر المؤمن الصيام عن الرغبات المادية لتتلطف روحه ويزداد إحساسه بما يهب في هذه الأشهر الثلاثة من النسيم الإلهي على قلوب الطالبين ويكون عونا له على تقوى الله سبحانه.
ولا غنى للإنسان في هذه الحياة بجنب اهتمامه الدائم والعام بالتصبر والتيقظ والاستعداد والاستغفار من تخصيص مدة في كل فترة ليشد فيها على نفسه، ويسعى أن يغير فيها أموراً في حياته تحتاج إلى مثابرة ومتابعة وتوالٍ للعمل واتصال للجهد، فجلّ أعمال الإنسان وإن بدت اختياراً له في وقتها لكنها تتأثر بخصال الإنسان وقواعد نفسية تتيح وتسهل له أموراً وتعسر عليه أموراً أخرى، فلا بدّ للإنسان مضافاً إلى اهتماماته الدائمة واليومية والشهرية بالجوانب المخلّدة المعنوية والروحية والأخلاقية من أن يكون له تفرغ سنوي لنفسه ليكون بمثابة دورة تربوية له يتقدم فيها في هذا الشأن.
وذلك ما خصّ الله سبحانه لأجله هذا الشهر ومابعده وشهر رمضان الفضيل.
فعلى الإنسان المؤمن أن يستحضر أهمية هذه النعمة الإلهية وينتبه إلى ما يتجلّى فيها من حكمة وتدبير، وأن ينتفع بهذا الشهر انتفاعاً ملائماً مع الفرصة التي أتاحها الله سبحانه للإنسان وأكرمه بها. وليسعَ أن يزداد إيمانا ويقيناً بالله سبحانه حتى يستحضره في أحواله كلها استحضار من يراه ويشهده ويزداد يقيناً بالوفود عليه والدار الآخرة حتى كأنه محمول إلى شفير قبره ومحل غربته. وليصلح من أخلاقه كل ذميمة ونقصان ويتحلى بدلاً عنها بكل خلق فاضل وكريم. وليهتم بالناس مثل ما يحبه من الاهتمام به فيما لو كان على مثل حالهم من يُتم وفقرٍ ومسكنة وسغب ومرض وعوز ومن فقدان عمل وتعذر زواج والحاجة إلى مأوى ومثل ما يحب من عناية الله تعالى به في هذه الحياة وما بعدها في ظلمات البرزخ وعرصات القيامة. وليستعن على ذلك بدوام الطهارة وكثرة الشكر، وليتلو القرآن بتدبر وإمعان مشعراً في نفسه أنه كلام الله سبحانه معه. وليقرأ الأدعية المأثورة قراءة سؤال وإلحاح وتضرع والتماس. وليوقن حقاً أنه قد نودي عليه بالرحيل وأمر بالتزود وأن غده لأقرب مما يظن وليذكر من انقضى من آبائه وإخوانه وزملائه فانقطعت علائقهم من الدنيا وخلفوا ما فيها وراء أظهرهم وأقبلوا على ما أرسلوه من قبل من الأعمال الباقية والخصال الخالدة. ألا وإنّ أفضل الأمور في هذا الأشهر هو الورع عن محارم الله في السر والعلن وتقوية مقومات الورع في النفس حتى تكون ملكة راسخة يبقى أثرها ويلقى الله تعالى بها.
فهنيئاً للذين عرفوا سنن الحياة وقواعدها واعتبروا بالتعاليم الإلهية وانتفعوا بالنفحات الربانية في هذه الأشهر النورانية، ليزدادوا إيماناً وتبصراً وصلاحاً وخلقاً كريماً ويتزودوا بمزيد من الذكر والشكر والعبادة والإحسان.