إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فن التغافل والتجاهل ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فن التغافل والتجاهل ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلاة ربي على الحبيب الهادي واله الاطهار الطيبين ..

    السلام عليكم ورحمةٌ من الله وبركات .

    ..........................................




    الإنسان اجتماعي بطبعه، يألف ويؤلف، ومع كم تلك العلاقات التي قد تكون بعضها هبة من الله ونعمة، والتي يعد بعضها درسا وابتلاء وأذى، كلا بحسب طبيعته وتربيته، فقد خلق الله الناس من ماءٍ وطين، بعضهم غلب ماؤه طينَه فصار نهرا، وبعضهم غلب طينُه ماءَه فصار حجراً، والتي يكون الشخص حينها في حيرة من أمره كيف يتعامل مع تلك العلاقات، سواء كانت ذات قرابة أم لا، فكان هناك التغافل والتجاهل.
    وقد بحثت عن إن كان هناك فرق بين التغافل والتجاهل أم هما سيان؟ ومن خلال بحثي وجدت أن هناك من يخلط بينهما، ويعطيهما نفس المعنى، وهناك من يفرق بينهما، والذي لاحظته أن الفرق بينهما بسيط ودقيق، وهو أن:


    التغافل: رسالة ودّ واحترام.
    وأما التجاهل: فهو دلالة إهمال وازدراء.


    فالتغافل لغة: تظاهر بالغفلة أو تعمَّدَها.
    أما التجاهل: إِظْهَارُهُ عَدَمَ مَعْرِفَتِهِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ.

    وكلاهما يعد من وسائل التواصل مع البشر، وهما فن لابد من الإلمام به، فالتغافل: وسيلة لتنبيه الشخص أنني حريص على دوام علاقتي معه، وأنه يعني لي.
    وقد قيل في التغافل: هو أن تغض الطرف عن الهفوات، وألا تحصي السيئات، وأن تترفع عن الصغائر، ولا تُركِّز على اصطياد السلبيات، فهو فن راق لا يتقنه إلا محترفو السعادة، وقد قالت العرب قديما:


    لَيْسَ الْغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ ... لكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي (أَيْ المُتَغَافِل).

    أما التجاهل: فهو انتقام راق وصدقة على فقراء الأدب.

    وقد قيل: إن التغافل يكون من شخص لشخص محب، أو ذي قرابة، كأن يرتكب خطأ فنتغافل عن ذلك كأنه لم يفعله.
    وأن التجاهل يكون مع من نصادفهم في حياتنا العابرة، ممن أساء وأخطأ، فنتجاهله كأنه لا يعني لنا هذا الشخص شيئا.
    والحقيقة أن كلاهما يستعمل كل بحسب حالته، كيف؟
    بداية يجب أن نعلم أن التغافل يكون في حالة كان الخطأ الصادر عن هذا الشخص وخاصة من كانت له صلة قرابة معنا:
    - أن يكون الخطأ نادرا (فالنادر لا حكم له)، وهنا نتغافل.
    - أن يكون فيما يمكن احتماله.
    - أن يكون فيما لا يمكننا تغييره.
    أما فيما لو كان ذلك الخطأ متكررا، ولا يمكن احتماله، ونعلم أن هذا الشخص قادر على التغيير

    هنا قبل أن نبدأ المرحلة الثانية وهي (التجاهل) فإن هناك مرحلة بينهما وهي: (البوح والتصريح) بمدى انزعاجنا من ذلك الشيء

    فالتغافل يعطيك فرصة لتتأكد من الدافع وراء تصرفهم معك، لا نخجل من ذلك، فقد يكون الشخص غير متعمد، أو لا يعلم أن فعله ذلك يزعجنا، فإن انتهى، فبها ونعمت، وإلا كان التجاهل، فالتجاهل يمكن أن ينقذك من كلام أو تصرفات تؤدي إلى فشل علاقة، أو تمادي في الكلام، وعليه يكون التجاهل أفضل حل في ذلك الوقت.
    ويلزم أن نوضح أن التجاهل أنواع، فهو إما أن يكون:

    - تجاهلا للشخص، وكأنه غير موجود، حتى ينتبه ويعود لرشده ويعتذر عما بدر منه، وقد قيل: إن القليل من التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعي.
    - أو تجاهلا للذكريات والمواقف المؤلمة، وجعلها وراء ظهورنا بأن نبدأ صفحة جديدة في حياتنا، بل وجعلها حافزا لنا للانطلاق نحو حياة وأمل مشرق.
    - أو تجاهلا للكلمات المسيئة لنا، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- أسوة "عندما كان يشتمه كفار قريش..




    وأخيرا: أمامك طريقان: إما أن تنفعل وتغضب وتتوتر، وترهق أعصابك وتفكيرك

    وإما أن تتجاهل ذلك الأمر الذي سبب انزعاجك وتهدأ وتبتسم.

























المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X