بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
🔹 إن حقيقة التقوى هي توقي الإنسان عما ينبغي تجنبه وفق اقتضاءات العقل الراشد والحكمة السديدة والخلق الكريم والفاضل.
فالإنسان مجهز في فطرته التي فطر عليها بهذه المبادئ الثلاثة ــ التي تميز كيانه عن سائر الكائنات المادية الأخرى ــ، لكنه معرض للزلل والخروج عن الاستقامة بتأثير نوازع خاطئة وغرائز غالبة وانفعالات سريعة.
ولذلك كان عليه أن يتقي من الخروج عن الرشد إلى الغي، ومن الحكمة إلى التخبط، ومن الفضيلة إلى الخطيئة.
🔹 ولذلك نجد أن التقوى في القرآن الكريم مقرونة بكل أمر لائق ومتين فيما يتعلق بهذه المبادئ الثلاثة ، فمما جاء فيما يتعلق بمبدأ الرشد هو التعقل في الأمور، والاهتداء إلى الحق، والاستضاءة بالبينات، والتبصر في الشبهات والفتن ، كما جاء فيما يتعلق بمبدأ الحكمة ، الاتعاظ بالعبر، والتذكر بجرس المذكرات في هذه الحياة، والانتباه عند وسوسة الشيطان والاستعداد للغد ، وجاء فيما يتعلق بمبدأ التحلي بالأخلاق الكريمة والافعال الحميدة : تزكية النفس، والعدل مع الصديق والعدو، والعفو عن المخطئ، والإيفاء بالعهد، وإصلاح ذات البين، والقول السديد، والكون مع الصادقين، والصبر على الحق، والمرابطة على الاجتهاد، والتعاون على البر، وتجنب الأفعال الخاطئة مثل الفجور والعدوان والسخرية من الآخرين وسوء الظن بهم والتجسس على خصوصياتهم والغيبة لهم.
🔹 وكذلك نجد اقتران التقوى في القرآن الكريم بالإيمان بالله سبحانه واستحضاره، والانتباه إلى سننه الصارمة للحياة حذراً من التمادي معه بالأماني الكاذبة والآمال المموهة والاغترارات الخاطئة، مستجيباً لرسالته إلى الخلق، واعياً لها، مقدراً إياها حق تقديرها، مستعداً لما بعد هذه الحياة من عوالم القبر والقيامة، ناظراً فيما قدمه لهذا الغد القريب، موقناً أنه يلقى ما عمله من خير أو شر، وجلاً من الحساب في يوم يرجع فيه الإنسان إلى الله وتُنصب فيه موازين القسط، و: [تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا].
🔹 ومن أجل ذلك كان المتقي محل عناية الله سبحانه في هذه الحياة وفي الآخرة، فهو سبحانه يحب المتقين، ويكون معهم، ويتولى أمرهم، ويتقبل أعمالهم، ويؤتيهم كفلين من رحمته، ويجعل لهم نوراً يمشون به، ويغفر لهم سيئاتهم وخطاياهم، ويتوب عليهم، وسوف يفدون على الله بنفس مطمئنة راضية ومرضية، محبوّين بكرامته في مقاعد الصدق ومجاورة الحق، مقرونين بالأنبياء والشهداء والصديقين، ناظرين إلى نعم الله سبحانه، يتلقون التحية منه والسلام مهنئاً إياهم بالنجاح في اختبارات الحياة.
وهكذا تكون التقوى هي الصفة الأهم في الحياة والركيزة الأساس في شخصية الإنسان، لأنها خصلة جامعة لكل معاني الرشد والحكمة والفضيلة، موجبة للثبات عليها، صائنة للإنسان عن مهاوي الغي والتخبط والخطايا.
🔹 وأثر التقوى في هذه الحياة هو أنها تمنح للإنسان السعادة التي تتيحها له مقادير هذه الحياة، لأن صاحبها يسير بالمسيرة الصحيحة والسليمة ومن ظن ان السعادة في هذه الحياة تكون أقرب بالكفر والشك والظلم والكذب والنفاق والخيانة والفواحش فقد كان واهما، ولم ينظر الى الامور بنظرة جامعة وعميقة ومن أفق الٍ ومهيمن على سنن الحياة .
ثم المتقي بعد ذلك هو محل رعاية الله سبحانه، فهو يتولى أموره ويرعى شؤونه، ثم في غدٍ حيث يزول غرور الدنيا، وتسقط أغطية هذه الحياة ويبصر الإنسان ما وراءها وتفصح خصال الإنسان وأعماله عن أنفسها يكون المتقي هو المفلح والفائز، فهو يلقى العاقبة الحميدة والمنقلب الآمن، ويحشره الله سبحانه في مقام أمين، لا يمسه سوء ولا حزن، قد أعدت له مقاعد الكرامة، وأزلفت له الجنة، وتلقّاه الله سبحانه بالشكر والتقدير.
🔹 وحقاً قال الإمام أمير المؤمنين (ع) في خطبة المتقين: (فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ، مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ ومَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ ومَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ، غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ، ووَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ)، و(مِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَه قُوَّةً فِي دِينٍ، وحَزْماً فِي لِينٍ، وإِيمَاناً فِي يَقِينٍ، وحِرْصاً فِي عِلْمٍ، وعِلْماً فِي حِلْمٍ، وقَصْداً فِي غِنًى، وخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ، وتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ، وصَبْراً فِي شِدَّةٍ، وطَلَباً فِي حَلَالٍ، ونَشَاطاً فِي هُدًى، وتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ).
وصدق الله سبحانه حيث قال: [وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ].
اللهم صل على محمد وآل محمد
🔹 إن حقيقة التقوى هي توقي الإنسان عما ينبغي تجنبه وفق اقتضاءات العقل الراشد والحكمة السديدة والخلق الكريم والفاضل.
فالإنسان مجهز في فطرته التي فطر عليها بهذه المبادئ الثلاثة ــ التي تميز كيانه عن سائر الكائنات المادية الأخرى ــ، لكنه معرض للزلل والخروج عن الاستقامة بتأثير نوازع خاطئة وغرائز غالبة وانفعالات سريعة.
ولذلك كان عليه أن يتقي من الخروج عن الرشد إلى الغي، ومن الحكمة إلى التخبط، ومن الفضيلة إلى الخطيئة.
🔹 ولذلك نجد أن التقوى في القرآن الكريم مقرونة بكل أمر لائق ومتين فيما يتعلق بهذه المبادئ الثلاثة ، فمما جاء فيما يتعلق بمبدأ الرشد هو التعقل في الأمور، والاهتداء إلى الحق، والاستضاءة بالبينات، والتبصر في الشبهات والفتن ، كما جاء فيما يتعلق بمبدأ الحكمة ، الاتعاظ بالعبر، والتذكر بجرس المذكرات في هذه الحياة، والانتباه عند وسوسة الشيطان والاستعداد للغد ، وجاء فيما يتعلق بمبدأ التحلي بالأخلاق الكريمة والافعال الحميدة : تزكية النفس، والعدل مع الصديق والعدو، والعفو عن المخطئ، والإيفاء بالعهد، وإصلاح ذات البين، والقول السديد، والكون مع الصادقين، والصبر على الحق، والمرابطة على الاجتهاد، والتعاون على البر، وتجنب الأفعال الخاطئة مثل الفجور والعدوان والسخرية من الآخرين وسوء الظن بهم والتجسس على خصوصياتهم والغيبة لهم.
🔹 وكذلك نجد اقتران التقوى في القرآن الكريم بالإيمان بالله سبحانه واستحضاره، والانتباه إلى سننه الصارمة للحياة حذراً من التمادي معه بالأماني الكاذبة والآمال المموهة والاغترارات الخاطئة، مستجيباً لرسالته إلى الخلق، واعياً لها، مقدراً إياها حق تقديرها، مستعداً لما بعد هذه الحياة من عوالم القبر والقيامة، ناظراً فيما قدمه لهذا الغد القريب، موقناً أنه يلقى ما عمله من خير أو شر، وجلاً من الحساب في يوم يرجع فيه الإنسان إلى الله وتُنصب فيه موازين القسط، و: [تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا].
🔹 ومن أجل ذلك كان المتقي محل عناية الله سبحانه في هذه الحياة وفي الآخرة، فهو سبحانه يحب المتقين، ويكون معهم، ويتولى أمرهم، ويتقبل أعمالهم، ويؤتيهم كفلين من رحمته، ويجعل لهم نوراً يمشون به، ويغفر لهم سيئاتهم وخطاياهم، ويتوب عليهم، وسوف يفدون على الله بنفس مطمئنة راضية ومرضية، محبوّين بكرامته في مقاعد الصدق ومجاورة الحق، مقرونين بالأنبياء والشهداء والصديقين، ناظرين إلى نعم الله سبحانه، يتلقون التحية منه والسلام مهنئاً إياهم بالنجاح في اختبارات الحياة.
وهكذا تكون التقوى هي الصفة الأهم في الحياة والركيزة الأساس في شخصية الإنسان، لأنها خصلة جامعة لكل معاني الرشد والحكمة والفضيلة، موجبة للثبات عليها، صائنة للإنسان عن مهاوي الغي والتخبط والخطايا.
🔹 وأثر التقوى في هذه الحياة هو أنها تمنح للإنسان السعادة التي تتيحها له مقادير هذه الحياة، لأن صاحبها يسير بالمسيرة الصحيحة والسليمة ومن ظن ان السعادة في هذه الحياة تكون أقرب بالكفر والشك والظلم والكذب والنفاق والخيانة والفواحش فقد كان واهما، ولم ينظر الى الامور بنظرة جامعة وعميقة ومن أفق الٍ ومهيمن على سنن الحياة .
ثم المتقي بعد ذلك هو محل رعاية الله سبحانه، فهو يتولى أموره ويرعى شؤونه، ثم في غدٍ حيث يزول غرور الدنيا، وتسقط أغطية هذه الحياة ويبصر الإنسان ما وراءها وتفصح خصال الإنسان وأعماله عن أنفسها يكون المتقي هو المفلح والفائز، فهو يلقى العاقبة الحميدة والمنقلب الآمن، ويحشره الله سبحانه في مقام أمين، لا يمسه سوء ولا حزن، قد أعدت له مقاعد الكرامة، وأزلفت له الجنة، وتلقّاه الله سبحانه بالشكر والتقدير.
🔹 وحقاً قال الإمام أمير المؤمنين (ع) في خطبة المتقين: (فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ، مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ ومَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ ومَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ، غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ، ووَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ)، و(مِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَه قُوَّةً فِي دِينٍ، وحَزْماً فِي لِينٍ، وإِيمَاناً فِي يَقِينٍ، وحِرْصاً فِي عِلْمٍ، وعِلْماً فِي حِلْمٍ، وقَصْداً فِي غِنًى، وخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ، وتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ، وصَبْراً فِي شِدَّةٍ، وطَلَباً فِي حَلَالٍ، ونَشَاطاً فِي هُدًى، وتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ).
وصدق الله سبحانه حيث قال: [وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ].