قال سعيد بن جبير
استقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) دهقان(1) فقال له:
يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات وتناحست السعود بالنحوس فإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب قد اقترن كوكبان، وانفكأ فيه الميزان، وانقدح من برجك النيران، وليس الحرب لك بمكان،
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
أيها الدهقان، المنبئ بالآثار، المخوف من الأقدار ما كان البارحة صاحب الميزان؟
وفي أي برج كان صاحب السرطان؟
وكم الطالع من الأسد والساعات في الحركات؟
وكم بين السراري والزراري؟
قال: سأنظر في الإسطرلاب (2)
فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له:
ويلك يا دهقان أنت مسير الثابتات؟ أم كيف تقضي على الجاريات؟
وأين الأسد من المطالع؟ وما الزهرة من التوابع والجوامع؟
وما دور السراري المحركات؟ وكم قدر شعاع المنيرات؟ وكم التحصيل بالغدوات؟
فقال: لا علم لي بذلك يا أمير المؤمنين،
فقال (عليه السلام) له:
يا دهقان هل نتج علمك أن انتقل بيت ملك الصين، واحترقت دور بالزنج،
وخمد بيت نار فارس وانهدمت منارة الهند، وغرقت سرانديب، وانقض حصن الأندلس، ونتج بترك الروم بالرومية؟؟
فخر الدهقان ساجداً فلما أفاق قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
ألم أروك من عين التوفيق؟
فقال: بلى،
فقال (عليه السلام):
((أنا وصاحبي لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك،
أما قولك (انقدح من برجك النيران وظهر منه السرطان) فكان الواجب أن تحكم به لي لا علي، أما نوره وضياؤه فعندي، وأما حريقه ولهبه فذهب عني وهذا مسألة عقيمة احسبها إن كنت حاسباً))
فقال الدهقان:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأنك علي ولي الله.
علي (عليه السلام) من المهد إلى اللحد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(1) الدِّهْقانُ، بالكسر والضم القَوِيُّ على التَّصَرُّفِ معَ حِدَّةِ، والتاجِرُ، وزَعيمُ فَلاَّحِي العَجَمِ، ورَئِيسُ الإِقْلِيمِ القاموس المحيط - (ج 3 / ص 326)
(2)الأسطرلاب آلة دقيقة تُصوَّر عليها حركة النجوم في السماء حول القطب السماوي
استقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) دهقان(1) فقال له:
يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات وتناحست السعود بالنحوس فإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب قد اقترن كوكبان، وانفكأ فيه الميزان، وانقدح من برجك النيران، وليس الحرب لك بمكان،
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
أيها الدهقان، المنبئ بالآثار، المخوف من الأقدار ما كان البارحة صاحب الميزان؟
وفي أي برج كان صاحب السرطان؟
وكم الطالع من الأسد والساعات في الحركات؟
وكم بين السراري والزراري؟
قال: سأنظر في الإسطرلاب (2)
فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له:
ويلك يا دهقان أنت مسير الثابتات؟ أم كيف تقضي على الجاريات؟
وأين الأسد من المطالع؟ وما الزهرة من التوابع والجوامع؟
وما دور السراري المحركات؟ وكم قدر شعاع المنيرات؟ وكم التحصيل بالغدوات؟
فقال: لا علم لي بذلك يا أمير المؤمنين،
فقال (عليه السلام) له:
يا دهقان هل نتج علمك أن انتقل بيت ملك الصين، واحترقت دور بالزنج،
وخمد بيت نار فارس وانهدمت منارة الهند، وغرقت سرانديب، وانقض حصن الأندلس، ونتج بترك الروم بالرومية؟؟
فخر الدهقان ساجداً فلما أفاق قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
ألم أروك من عين التوفيق؟
فقال: بلى،
فقال (عليه السلام):
((أنا وصاحبي لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك،
أما قولك (انقدح من برجك النيران وظهر منه السرطان) فكان الواجب أن تحكم به لي لا علي، أما نوره وضياؤه فعندي، وأما حريقه ولهبه فذهب عني وهذا مسألة عقيمة احسبها إن كنت حاسباً))
فقال الدهقان:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأنك علي ولي الله.
علي (عليه السلام) من المهد إلى اللحد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(1) الدِّهْقانُ، بالكسر والضم القَوِيُّ على التَّصَرُّفِ معَ حِدَّةِ، والتاجِرُ، وزَعيمُ فَلاَّحِي العَجَمِ، ورَئِيسُ الإِقْلِيمِ القاموس المحيط - (ج 3 / ص 326)
(2)الأسطرلاب آلة دقيقة تُصوَّر عليها حركة النجوم في السماء حول القطب السماوي
تعليق