إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى (في رحاب راهب آل محمد الاطهار)473

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى (في رحاب راهب آل محمد الاطهار)473


    عطر الولايه
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
    • المشاركات: 7672



    #1
    نعزي صاحب الزمان باستشهاد راهب بني هاشم الامام موسى الكاظم عليه السلام

    22-02-2022, 05:26 PM


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




    الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‏السلام الكوكب الساطع والنجم اللامع والإمام السابع من أئمّة أهل البيت من عترة المصطفى، ومن الخلفاء الأثني عشر الأئمّة الأطهار من بعد رسول الله محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

    إمام زمانه ووحيد عصره، سابع الأنوار من مشكاة الرسالة المحمدية وسليل النبوة، وإمام المسلمين، وسيّد العلماء والطالبين في عصره، بعد أبيه الإمام الصادق عليه‏السلام من غير منازع.

    إنّ الأئمّة الإثني عشر من آل محمد عليهم‏السلام كلّهم نور واحد، تتجلّى فيهم الحقيقة المحمديّة رحمةً للعالمين، وإنهم وحدة هدف وتعدّد أدوار، فإن هدفهم الأسمى حفظ الشريعة الإسلاميّة وصيانتها حتى يملأ الله الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وإن إختلفت أدوارهم في تبليغ الرسالة وحفظها بما أحاطت بهم الظروف الخاصة من مقتضيات زمانهم وتداعياته ومعطياته.

    أما حياة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‏السلام وسيرته المباركة بجميع أبعادها ومجالاتها، فقد تميّزت بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث الرهيبة ـ آنذاك ‏ـ بإسلوبها السلبي، وبالسلوك الواضح الّذي لم يؤثر فيه أي إنحراف أو التواء أو إغراء أو إرهاب أو تلوّن، بل كان متّسماً بالعدالة والتوازن، ومنسجماً مع سيرة جدّه الأكرم الرسول الأعظم محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وهديه، والتزامه بحقيقة الإسلام والصراط المستقيم يجسد القرآن بسلوكه وأخلاقه، فكان القرآن الناطق.

    فسيرته كانت تمتلك القلوب والمشاعر وهي مفعمة بسمّو المعاني، ومشحونة بالنُّبل والنّزاهة والقداسة، والزهد في الدنيا وحطامها والإقبال على الله عزّوجلّ.


    *****************
    ************
    ********
    اللهّم صل على محمد وآل محمّد
    نرفع أحر التعازي إلى مقام سيدي ومولاي الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف روحي له الفداء وإلى جميع العلماء والمراجع العِظام والأمة الإسلامية جَمعا بذكرى استشهاد الامام الصابر راهب بني هاشم الامام موسى الكاظم عليه السلام


    وهانحن معكم بمحور عزائي جديد

    نطرق به ابواب حليف السجدة الطويلة المعذب في قعر السجون وظلم المطامير


    ونسال الله نظرة رحيمة من عينه المباركة


    فكونوا معنا ..




































    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	13102684_575210152652602_4195645872896086762_n.jpg 
مشاهدات:	735 
الحجم:	217.4 كيلوبايت 
الهوية:	937356









  • #2
    لقد حفل عصر الإمام الكاظم عليه‏السلام وعصر أبيه الصادق بأحداث كبيرة وأزمات سياسية كثيرة، لاسيّما الثورات المسلّحة والتي من أبرزها ثورة الشهيد زيد بن علي سلام الله عليه والثورة الهاشمية التي أطاحت بالحكم الأُموي الغادر، فقد إندفعت الشعوب المسلمة بحماس بليغ إلى الثورة الكاسحة ضد الحكم الأُموي البغيض، الّذي قام على إذلال الأُمّة الإسلاميّة وسلب كرامتها وإنسانيتها وحرمانها من أقلّ حقوقها الشرعية والإجتماعيّة، ومن مقوّمات حياتها الإنسانيّة، تحت شعار (الرضا من آل محمد) وقد إستجابت له الشعوب كافة من كلّ حدبٍ وصوب، وسعت للثأر لكرامتها والتخلّص من ظلم وجور الأُمويين، بإعتقادهم أنّ آل محمد عليهم‏السلام هم الركيزة الأُولى لنيل الأهداف السامية التي ينشدها المجتمع الإسلامي لتطبيق العدالة الإجتماعية وتحكيم ونشر الحرية والمساواة وحقوق الإنسان.

    وما كان يظنّ أحد أنّ الثورة تحمل بين طيّاتها الدعوة لبني العباس، فإن هذه الأُسرة كانت خاملة الذكر، ولم يكن لها أي رصيد شعبيّ أو عمل جدّي يخدم الإسلام والمسلمين.




    ثم إنحرفت الثورة عن مسارها المخطّط الّذي رُسم لها في الأبواء حين مبايعة محمد بن عبدالله بن الحسن ذي النفس الزكية بالخلافة، وقد اتّجهت إلى حمل بني العباس إلى سدّة الحكم بقيادة أبي مسلم الخراساني بإتفاق سرّي سبق أن دبّر بليل، والّذي ثبّت ركائز الحكم العباسي جيوش خراسان وزحفها على بغداد ودمشق.
    ولم يثبت الحكم العباسي إلاّ على بحورٍ من الدماء، وجبال من جثث الضحايا بما فيهم الأبرياء والعجزة والمرضى والشيوخ والأطفال.

    كما أنّ الإجراءات التعسفية القاسية التي مارسها المنصور العباسي وسنّها خاصة ضد أبناء عمّه العلويين، تركت أعمق الأثر وأمضّه في نفسيْ الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام خاصّة بعدما نكّل المنصور بأبناء عمه الحسنيين أفضع التنكيل وأشدّه، ومن خلفيّات هذه الهجمة الشرسة ونتائجها، وإمتداداً لظلم السلف المتعسّف وقعت المذبحة الرّهيبة التي راح ضحيّتها المئات من العلويين في واقعة (فخ) قرب مكة المكرمة.

    والإمام الكاظم عليه‏السلام بشخصيته الفذة عاش تلك الأحداث المريرة، وإمتاز بالكظم والصبر وتحمّل المحن الشاقة التي لا قاها من طغاة عصره وحكّام زمانه خلفاء الجور والفجور، فقد أمعنوا في إضطهاده والتكنيل به، وقد حاول الحكّام العباسيّون لاسيّما المهدي منهم وهارون على قتل الإمام وإغتياله لمرّات عديدة وبأساليب مختلفة، وعمد أخيراً هارون العباسي (اللاّرشيد) إلى إعتقاله وزجّه في زوايا السجون وظلمات المطامير. بعدما أشخصه من مدينة جدّه المصطفى محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمإلى العراق، وحبسه في البصرة ثم في بغداد ولسنين متمادية يعاني فيها الحرمان والضلم والتعسّف، ويتجرّع الآلام والغصص والخطوب، ولم يؤثر عنه أنه أبدى أيّ تذمّر أو شكوى أو جزع ممّا ألمّ به، وإنّما كان العكس في ذلك، كان يُبدي شكره لخالقه الّذي طالما دعاه أن يُفرّغه لعبادته وانقطاعه لطاعته.

    حتى شهد بذلك عدوّه هارون العباسي ـ والفضل ما شهدت به الأعداء ـ فإنّه عندما كان في سجن الفضل بن الربيع وأخبر عن عبادته وتهجده وعن تجرّده وزهده عن الدنيا وإقباله على الله سبحانه، قال هارون: (لا شك إنه من رهبان بني هاشم).

    تعليق


    • #3

      خادمة ام أبيها
      عضو ماسي











      • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
      • المشاركات: 8230



      #1
      ✨🔵✨25 رجب استشهاد الإمام موسى الكاظم(ع)✨🔵✨

      22-02-2022, 08:27 PM



      25 رجب استشهاد الإمام موسى الكاظم(ع)
      /اسمه ونسبه(ع)(1)


      الإمام موسى بن جعفر بن محمّد الكاظم(عليهم السلام).
      كنيته(ع)


      أبو الحسن، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل.
      من ألقابه(ع)


      الكاظم، العبد الصالح، الصابر، الأمين، أبو الحسن الأوّل، أبو الحسن الماضي.
      أُمّه(ع)


      جارية، اسمها حَميدة بنت صاعد البربرية المغربية المعروفة بحميدة المصفّاة.
      ولادته(ع)


      ولد في السابع من صفر 128ﻫ بالأبواء قرب المدينة المنوّرة.
      عمره وإمامته(ع)


      عمره 55 عاماً، وإمامته 35 عاماً.
      حكّام عصره(ع) في سِنِي إمامته


      أبو جعفر المنصور المعروف بالدوانيقي؛ لأنّه كان ولفرط شحّه وبخله وحبّه للمال يُحاسب حتّى على الدوانيق، والدوانيق جمع دانق، وهو أصغر جزء من النقود في عهده، محمّد المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد

      عبادته(ع)

      أجمع الرواة على أنّه(ع) كان من أعظم الناس طاعة لله، ومن أكثرهم عبادة له، وكان من مظاهر عبادته(ع) أنّه إذا وقف مصلّياً بين يدي الخالق العظيم أرسل ما في عينيه من دموع وخفق قلبه، وكذلك إذا ناجى(ع) ربّه أو دعاه.

      يقول الرواة: إنّه(ع) كان يُصلّي نوافل الليل، ويَصلها بصلاة الصبح، ثمّ يُعقّب حتّى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً، فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد لله حتّى يقرب زوال الشمس.

      وكان من مظاهر الطاعة عنده(ع) أنّه دخل مسجد جدّه رسول الله(ص) في أوّل الليل، فسجد(ع) سجدة واحدة وهو يقول بنبرات ترتعش خوفاً من الله: «عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِك»(2)، وجعل(ع) يُردّد هذا الدعاء بإنابة وإخلاص وبكاء حتّى أصبح الصباح.

      وحينما أودعه الطاغية الظالم هارون الرشيد العبّاسي في ظلمات السجون، تفرّغ(ع) للعبادة، وشكر الله على ذلك قائلاً: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّغَنِي لِعِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ وَقَدْ فَعَلْتَ، فَلَكَ الحَمْد»(3).

      وكان الطاغية هارون يشرف من أعلى قصره على السجن، فيبصر ثوباً مطروحاً في مكان خاصّ لم يتغيّر عن موضعه، وعجب من ذلك، وراح يقول للربيع: ما ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟

      فيُجيبه الربيع قائلاً: يا أمير المؤمنين، ما ذاك بثوب، وإنّما هو موسى بن جعفر، له في كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، وبهر الطاغية وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم، قلت: فما لك قد ضيّقت عليه الحبس؟ قال: هيهات، لابدّ من ذلك!(4).

      زهده(ع)


      زهد(ع) في الدنيا، وأعرض عن مباهجها وزينتها، وآثر طاعة الله تعالى على كلّ شيء، وكان بيته خالياً من جميع أمتعة الحياة، وقد تحدّث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال: «دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ(ع) فِي بَيْتِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَإِذَا لَيْسَ فِي الْبَيْتِ شَيْ‏ءٌ إِلَّا خَصَفَةٌ وَسَيْفٌ مُعَلَّقٌ وَمُصْحَف»(5).

      وكان كثيراً ما يتلو على أصحابه سيرة الصحابي الثائر العظيم أبي ذر الغفاري الذي طلّق الدنيا ولم يحفل بأيّ شيء من زينتها، ناقلاً لهم قول أبي ذر: «جَزَى اللهُ الدُّنْيَا عَنِّي مَذَمَّةً بَعْدَ رَغِيفَيْنِ مِنَ الشَّعِيرِ، أَتَغَدَّى بِأَحَدِهِمَا وَأَتَعَشَّى بِالْآخَرِ، وَبَعْدَ شَمْلَتَيِ الصُّوفِ أَتَّزِرُ بِإِحْدَاهُمَا وَأَتَرَدَّى بِالْأُخْرَى»(6).
      من زوجاته(ع)


      جارية اسمها تُكتم.
      من أولاده(ع)


      الإمام علي الرضا(ع)، إبراهيم، أحمد، إسحاق، إسماعيل، حمزة، عبد الله، القاسم، محمّد العابد، العباس، هارون، فاطمة المعصومة(عليها السلام).
      سجنه(ع)


      أمر هارون الرشيد بسجن الإمام الكاظم(ع)، ثمّ أخذ ينقله من سجنٍ إلى سجن، حتّى أدخله سجن السندي بن شاهك الذي لم تدخل الرحمة إلى قلبه، وقد تنكّر لجميع القيم، فكان لا يُؤمن بالآخرة، ولا يرجو لله وقاراً، فقابل الإمام(ع) بكلّ قسوة وجفاء، فضيّق عليه في مأكله ومشربه، وكَبّله بالقيود، ويقول الرواة: إنّه قيّده(ع) بثلاثين رطلاً من الحديد

      رسالته(ع) إلى هارون

      أرسل(ع) رسالة إلى هارون الرشيد أعرب فيها عن نقمته عليه، قال فيها: «لَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي يَوْمٌ مِنَ الْبَلَاءِ إِلَّا انْقَضَى عَنْكَ مَعَهُ يَوْمٌ مِنَ الرَّخَاءِ، حَتَّى نَقْضِيَ جَمِيعاً إِلَى يَوْمَ لَيْسَ لَهُ انْقِضَاءٌ، يَخْسَرُ فِيهِ المُبْطِلُون‏»(7).

      وحكت هذه الرسالة ما ألمّ بالإمام(ع) من الأسى في السجن، وأنّه سيُحاكم الطاغية هارون الرشيد أمام الله تعالى في يوم يخسر فيه المبطلون.
      استشهاده(ع)


      استُشهد في الخامس والعشرين من رجب 183ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن بالكاظمية المقدّسة.
      كيفية استشهاده(ع)


      عهد هارون إلى السندي بن شاهك باغتيال الإمام(ع)، فدسّ له سُمّاً فاتكاً في رطب، وأجبره السندي على تناوله، فأكل(ع) منه رطبات يسيرة، فقال له السندي: زِد على ذلك، فرمقه الإمام(ع) بطرفه وقال له: «حسبُكَ، قد بلغتُ ما تحتاجُ إليه فيما أُمرتَ به»(8).

      وتفاعل السمّ في بدنه(ع)، وأخذ يُعاني الآلام القاسية، وقد حَفّت به الشرطة القُساة، ولازمه السندي، وكان يُسمعه مُرّ الكلام وأقساه، ومنع عنه جميع الإسعافات ليُعجّل له النهاية المحتومة.
      تشييعه(ع)


      خرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمانه(ع)، وخرجت الشيعة وهي تلطم الصدور وتذرف الدموع.

      وسارت مواكب التشييع في شوارع بغداد وهي متّجهة إلى محلّة باب التبن، وقد ساد عليها الحزن، حتّى انتهت إلى مقابر قريش في بغداد، فحُفِر للجثمان العظيم قبر فواروه فيه.

      من وصاياه(ع)(9)

      1ـ قال(ع) لبعض شيعته: «أَيْ فُلَانُ، اتَّقِ اللهَ وَقُلِ الحَقَّ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ هَلَاكُكَ؛ فَإِنَّ فِيهِ نَجَاتَكَ، أَيْ فُلَانُ، اتَّقِ اللهَ وَدَعِ الْبَاطِلَ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ نَجَاتُكَ؛ فَإِنَّ فِيهِ هَلَاكَكَ».

      2ـ قال(ع): «إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَ فِي طَاعَةِ اللهِ، فَتُنْفِقَ مِثْلَيْهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ».

      3ـ قال(ع): «المُؤْمِنُ مِثْلُ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ، كُلَّمَا زِيدَ فِي إِيمَانِهِ زِيدَ فِي بَلَائِهِ».

      4ـ قال(ع) عند قبر حضره: «إِنَّ شَيْئاً هَذَا آخِرُهُ لَحَقِيقٌ أَنْ يُزْهَدَ فِي أَوَّلِهِ، وَإِنَّ شَيْئاً هَذَا أَوَّلُهُ لَحَقِيقٌ أَنْ يُخَافَ آخِرُهُ».
      رثاؤه


      ممّن رثاه السيّد مهدي الأعرجي(رحمه الله) بقوله:

      «لَهفِي وَهَل يُجدِي أسى لَهفِي على ** موسى بنِ جَعفر عِلَّةِ الإيجادِ

      ما زالَ يُنقَلُ في السُّجونِ مُعانياً ** عضَّ القُيودِ ومُثقَلَ الأصفادِ

      قَطَعَ الرَّشيدُ عَليهِ فَرضَ صَلاتِهِ ** قَسْراً وأظهرَ كامِنَ الأحقادِ

      حتَّى إليهِ دَسَّ سُمّاً قَاتلاً ** فَأصابَ أقصى مُنيةٍ ومُرادِ

      وَضعوا على جِسرِ الرَّصافةِ نَعشَهُ ** وعَليهِ نادى بالهَوانِ مُنادِ»(
      1







      تعليق


      • #4
        حركية في العلم والعطاء

        ونحن نحاول في ذكراه أن نلتقط بعضاً مما قاله، من أجل أن نستفيد منه في كثير مما نحتاج إلى تحريكه في حياتنا على مستوى المبادىء. نبدأ من طفولته، وبدايات شبابه الأول وهو في أحضان أبيه الإمام الصادق(ع)، حيث ينقل صاحب "تحف العقول" عن "أبي حنيفة النعمان" الذي تلمّذ على أبيه الإمام الصادق(ع) وكان يقول: "لولا السنتان لهلك النعمان"، قال: حججت أيام أبي عبد الله الصادق، فلما أتيت إلى المدينة دخلت داره، فجلست في الدهليز أنتظر إذنه، إذ خرج صبي فقلت: يا غلام، أين يضع الغريب الغائط من بلدكم؟ قال: "على رسلك"، ثم جلس مستنداً إلى الحائط، فقال له: "توقّ شطوط الأنهار ـ لأن هذه الشطوط يأتي إليها الناس ليستقوا منها، فلا يجوز أن يؤذي الناس بقضاء حاجته عندها ـ ومساقط الثمار وأفنية المساجد، وقارعة الطريق، وتوار خلف جدار، وشل ثوبك، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها، وضع حيث شئت". فأعجبني ما سمعت من الصبي، فقلت له: ما اسمك؟ قال: "أنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)"، فقلت له: يا غلام: ممن المعصية؟ فقال: "إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث: إما أن تكون من الله، وليست منه، فلا ينبغي للرب أن يعذّب العبد على ما لا يرتكب، وإما أن تكون من العبد وهي منه، فإن عفا فبكرمه وجوده، وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته"، فانصرفت ولم ألقَ أبا عبد الله، واستغنيت بما سمعت ـ وفي رواية ـ وقلت: "ذرية بعضها من بعض".

        ونعرف من هذه الرواية التي رواها أبو حنيفة ـ وهو إمام المذهب الحنفي الذي يأخذ به أغلب المسلمون السنّة ـ أن الأئمة (ع) كانوا يملكون منذ طفولتهم علماً لا بدّ أن يكون إلهاماً من الله تعالى. وفي رواية وقد سأله رجل عن الجواد ـ أي الكريم ـ قال (ع): "إن كنت تسأل عن المخلوقين فإن الجواد من يؤدي ما افترض الله عليه ـ أن يؤدي حقوق الله بأن ينفق على عائلته ولا يضيع من يعول، ويدفع الحقوق الشرعية التي افترضها الله عليه ـ والبخيل من بخل بما افترض الله عليه، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى، والجواد إن منع، فإن أعطاك أعطاك ما ليس لك، وإن منعك منعك ما ليس لك".

        تعليق


        • #5
          انفتاح على المسؤوليات العبادية والاجتماعية

          وفي بعض كلمات الإمام الكاظم (ع) يقسّم وقت الإنسان، لأن هناك عدة مسؤوليات للإنسان في الحياة، هناك المسؤوليات مع ربه ومع عائلته ومع مجتمعه ومسؤولياته عن نفسه، يقول (ع): "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله ـ القيام بما أراد الله تعالى منكم أن تقوموا به من عباداتكم، سواء كانت الصلاة أو الدعاء وقراءة القرآن ـ وساعة لأمر المعاش ـ بأن تسعى في سبيل قضاء حاجاتك وحاجات عيالك وأرحامك ـ وساعة لمعاشرة الإخوان، والثقاة الذين يعرّفونكم عيوبكم ـ فلا بدّ للإنسان أن يختار الأصدقاء الموثوقين ممن ينصحونه ولا يغشّونه، لأن المؤمن مرآة أخيه ـ ويخلصون لكم في الباطل، وساعة تخلّون فيها للذاتكم في غير محرّم ـ لأن للإنسان شهوات ولذات من الحلال، فلا بد أن لا يكبت نفسه ويحرمها، بل أن يعطيها حريتها في اللعب الحلال، واللذة الحلال، والشهوة الحلال ـ فإنها عون على تلك الساعات"، لأن النفس عندما تنحبس وتضيق فإنها تؤثر على كل النشاط العملي، والإسلام لا يريد للإنسان أن يعيش الكبت، بل أن يعيش الانفتاح على حاجاته الشخصية من خلال المسؤولية التي فرضها الله تعالى عليه.

          دعوة لاستقلال الشخصية

          وفي كلمة له، يعالج الإمام (ع) ذهنية موجودة في مدى التاريخ، وهي ذهنية الناس الذين يعيشون الحياة على أساس اللاموقف واللارأي، فللإنسان عقل ورأي وإرادة، وما يتعلّمه الإنسان وما يفكر به ويتعلّمه يعطيه وعياً لكل حياته، في كافة الأمور السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية، فكل إنسان عنده ثقافة بحجمه، فعندما يُطلب من الإنسان أن يحدد موقفه في أيّ مسألة في جوانب الحياة، فإن البعض الناس يتصرف على طريقة أن يكون مع الناس أو الحزب أو المنظمة أو العشيرة، فيكون الإنسان الذي لا يفكر بل يفكر له الآخرون، وهذا الموقف يرفضه الإسلام، لأن هناك فرقاً بين أن نقول للناس: فكّروا لنا، وبين أن نقول لهم: فكّروا معنا، لأن الآخر عندما يفكر لك فسوف يفكر على أساس مصالحه، والإسلام يريد منا أن نتحمّل مسؤولية الفكر الذي نملكه، لأنك أنت من سيقدّم الجواب أمام الله تعالى.

          يقول الإمام الكاظم (ع): "أبلغ خيراً ـ عندما تريد أن تقوم بعملية الإبلاغ لما تريد للناس أن يتحركوا فيه فليكن إبلاغك بلاغ الخير ـ وقل خيراً، ولا تكن إمّعة"، قلت: وما الإمعة؟ قال (ع): "بأن تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس ـ أحارب إذا حاربت العشيرة أو الحزب أو الطائفة، وأُسالم إذا سالمت ـ فإن رسول الله (ص) قال: إنما هما نجدان: نجد خير ونجد شر، فلا يكن نجد الشر أحبّ إليكم من نجد الخير".

          وهذا النهج يعلّم الإنسان أن يكون مستقل الشخصية، أن تكون حراً، فلا تستعبد نفسك لغيرك، وليس معنى ذلك أن تكون إنساناً مستبداً، بل لا بد أن تحاور الآخرين وتستشيرهم وتفكر معهم، ثم تجمع رأيك على موقف وتتخذه، أن لا تكون ظلاً للآخرين وصدى لأصواتهم، وهذا ينعكس على الجانب الفردي والاجتماعي والسياسي، فالأمة الإسلامية لو كانت دائماً تعطي قيادها وخططها الفكرية والسياسية للمحاور الدولية الكبرى على أساس أن تخطط لنا وتفكر لنا، فإنها سوف تخطط لنا على أساس مصالحها، وأنا قول لكم دائماً: إن علينا أن لا ننسجم مع أي جهة تقول لا تفكروا، نحن نفكر ونقبل أن تنبهونا على الأخطاء، وعلينا أن نربي أولادنا على أن يفكروا، لأن الأمة التي لا تملك حركة عقلها وفكرها هي أمة يسقطها الآخرون، وبقدر ما تكون الأمة واعية مفكرة بقدر ما تملك من حرية، لأن الحرية لا تصدر بمرسوم بل تنبع من الداخل، من عمق إنسانية الإنسان.

          تعليق


          • #6
            مدرسة في التواضع والإباء

            وفي كلمة للإمام الكاظم (ع) تعيش في أجواء الكلمة السابقة، وهي وصية لصاحبه هشام بن الحكم، يقول (ع): "يا هشام، لو كان بيدك جوزة، وقال الناس إنها لؤلؤة، وأنت تعرف أنها جوزة، ما نفعك، ولو كان في يدك لؤلؤة، وقال الناس إنها جوزة، وأنت تعلم أنها لؤلؤة فما ضرّك". ونفهم من هذه الكلمة أن على الإنسان أن لا يستعير ثقته بنفسه من الآخرين، فعندما أسمع المدح أو الذم فعليّ أن أدرس نفسي قبل أن أنفعل ـ سلباً أو إيجاباً ـ فلا تسقط أمام السب، ولا تنتفخ أمام المدح.

            وقد علّمنا أهل البيت (ع)، كما في دعاء "مكارم الأخلاق"، أن يزداد الإنسان تواضعاً عند المدح: "اللهم لا ترفعني في الناس درجةً إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها"، فلا يسقطنا الذين يثيرون نقاط الضعف فينا، ولا يضخّمنا الذين يريدون أن يثيروا نقاط القوة فينا.

            وفي نهاية المطاف، علينا أن نتابع تعلّم آثار أهل البيت (ع)، ماذا قالوا وماذا فعلوا، لأن قولهم وفعلهم قول رسول الله وفعله، ولذلك نستطيع أن نأخذ من رسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع) الينبوع الإسلامي الصافي الذي يمكن لنا أن نشرب منه ماءً سلسبيلاً في الدنيا والآخرة.










            تعليق


            • #7

              خادمة ام أبيها
              عضو ماسي











              • تاريخ التسجيل: 23-05-2015
              • المشاركات: 8230



              #1
              💢تصدّي الإمام الكاظم(ع) للتيارات المنحرفة💢

              22-02-2022, 09:59 PM



              💢تصدّي الإمام الكاظم(ع) للتيارات المنحرفة💢

              في السیرة الإمام موسى الـكاظم /
              لقد سار الإمام الكاظم عليه السّلام على النهج الذي انتهجه أبوه الإمام جعفر الصادق عليه السّلام واعتمده في التصدّي للتيّارات المنحرفة التي غزت العالم الإسلاميّ آنذاك، سيمّا الدعوة إلى الأفكار الإلحاديّة والغلوّ التي بدأت تنشط وتبثّ سمومها في نفوس الناشئة الإسلاميّة، وقد تبنّاها أعداءُ الإسلام والحاقدون على انتصاراته العظيمة في بناء العقل والروح.

              ولمّا عجز الملحدون والغلاة وفشلوا في الوقوف بوجه الزحف الإسلاميّ المتنامي، وجدوا أن لا مناص من أن يندسّوا بين المسلمين لبثّ أفكارهم السامّة للنيل منهم وتفكيك أواصرهم المترابطة، في غزو عقولهم وأفكارهم وهم في عقر دارهم.
              وقد كثر الملحدون في ذلك العصر، وأشاعوا مقولاتهم، كقولهم: إنّ الله تعالى جسم كباقي الموجودات، وكان موقف الإمام الكاظم عليه السّلام من هذه الدعوات المحمومة موقفَ المتصدّي والناقد لها بالأدلّة العلمية الثابتة والمنطق الحازم، وقد بيّن فساد بعض الآراء والعقائد، وشرَحَ المراد من الأحاديث التي قد يسيء البعض فهمَهما فيرى من ظواهرها التجسيمَ أو التشبيه أو الحركة أو الانتقال، وأكّد القولَ أنّه تعالى لا جسم ولا صورة ولا تحديد، وكلّ شيءٍ سواه مخلوق، وإنّما تكون الأشياء بإرادته ومشيئته من غير كلامٍ ولا تردّدٍ في نفس ولا نطقٍ بلسان.

              وقد وُجّهت المزيد من الأسئلة للإمام عليه السّلام فيما يتعلّق بذات الله تعالى وصفاته وعلمه وإرادته ومشيئته، فأجاب عليه السّلام ـ هو ومِن بعده أصحابُه ـ عن كثيرٍ من الأضاليل التي كانت شائعة بين الناس في تلك الأيام.

              فعلى الرغم من المراقبة الشديدة والضغط السياسيّ، وتضييق الحكّام على الإمام عليه السّلام، إلاّ أنّه عليه السّلام لم يترك مسؤوليّته العلمية، ولم يتخلّ عن تصحيح المسار الإسلاميّ بكلّ ماحوى من علومٍ ومعارف واتّجاهات، فتصدّى هو وتلامذته لتيّارات الإلحاد والزندقة، كما تصدّى أبوه الصادق وجدُّه الباقر عليهما السّلام من قبل لتثبيت أركان التوحيد وتنقية مدارات العقيدة، وإيجاد رؤية عقائدية أصيلة تشعّ بروح التوحيد وتثبت في أعماق النفس والعقل
              وفيما يلي بعض المسائل العقائدية التي أجاب عنهما الإمام الكاظم (عليه السّلام) أو بيّنها لأصحابه:
              النهي عن التشبيه والتحديد


              روى الشيخ المفيد في « أماليه » بالإسناد عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول لأبي: ما لي رأيتُك عند عبدالرحمان بن يعقوب ؟! قال: إنّه خالي.

              فقال له أبو الحسن عليه السّلام: إنَّه يقول في الله قولاً عظيماً، يصف اللهَ تعالى ويحدُّه، واللهُ لا يُوصَف، فإمّا جلستَ معه وتركتَنا، وإمّا جلستَ معنا وتركتَه.

              فقال: إنْ هو يقول ما شاء، أيّ شيء علَيَّ منه إذا لم أقل ما يقول ؟ فقال له أبو الحسن عليه السّلام: أما تخافنّ أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً ؟ أما علمتَ بالذي كان من أصحاب موسى عليه السّلام، وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلمّا لحقت خيل فرعون موسى (عليه السلام)تخلّف عنه ليعظه، وأدركه موسى، وأبوه يراغمه.. حتّى بلغا طرف البحر فغرقا جميعاً، فأتى موسى (عليه السلام) الخبر، فسأل جبرائيل (عليه السلام) عن حاله، فقال له: غَرق رحمه الله، ولم يكن على رأي أبيه، لكنّ النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنبَ دفاع.
              النهي عن الانتقال والحركة

              1- روى الشيخ الكلينيّ بالإسناد عن يعقوب بن جعفر الجعفريّ، عن أبي إبراهيم (الكاظم) (عليه السّلام)، قال: ذُكِر عنده قومٌ يَزعمون أنّ الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا.

              فقال عليه السّلام: إنّ الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنّما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد، ولم يحتَجْ إلى شيء بل يُحتاج إليه، وهو ذو الطَّول لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم.

              أمّا قول الواصفين أنّه ينزل تبارك وتعالى، فإنّما يقول ذلك مَن ينسبه إلى نقصٍ أو زيادةٍ، وكلّ متحرّكٍ محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به، فمَن ظنّ بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حدّ تَحُدّونه بنقصٍ أو زيادة، أو تحريك أو تحرّك، أو زوالٍ أو استنزال، أونهوضٍ أو قعود، فإنّ الله جلّ وعزّ عن صفة الواصفين، ونعتِ الناعتين، وتوهّمِ المتوهّمين، « وتوكّلْ على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلّبكَ في الساجدين ».

              2- وروى الطبرسيّ بالإسناد عن يعقوب بن جعفر الجعفريّ، قال: سأل رجل يُقال له عبد الغفّار السَلَمي، أبا إبراهيم موسى بنَ جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالى:« ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى » قال: أرى ها هنا خروجاً من حُجُب، وتدلّياً إلى الأرض، وأرى محمّداً رأى ربَّه بقلبه، ونسب إلى بصره، فكيف هذا؟

              فقال أبو إبراهيم الكاظم عليه السّلام: دنا فتدلّى، فإنّه لم يزل عن موضع ولم يتدلّ ببدن. فقال عبد الغفّار: أصِفُه بما وصف به نفسه حيث قال:« دَنا فَتَدَلَّى » فلم يتدلّ عن مجلسه إلاّ وقد زال عنه، ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه. فقال أبو إبراهيم عليه السّلام: إنّ هذه لغة في قريش، إذا أراد رجل منهم أن يقول: قد سمعت، يقول: قد تدلّيت، وإنّما التدلّي الفهم.
              الإرادة والتشبيه والمشيئة


              روى البرقيّ في « المحاسن » بالإسناد عن محمّد بن إسحاق، قال: قال أبو الحسن الكاظم (عليه السلام) ليونس مولى عليّ بن يقطين: يا يونس، لا تتكلّم بالقَدَر. قال: إنّي لا أتكلّم بالقدر، ولكنّي أقول: لا يكون إلاّ ما أراد الله وشاء وقضى وقدّر. فقال عليه السّلام: ليس هكذا أقول، ولكنّي أقول: لا يكون إلاّ ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى، ثمّ قال (عليه السّلام): أتدري ما المشيئة ؟ فقال: لا. فقال: أوَ تدري ما قدّر ؟ قال: لا.

              قال: هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء.

              ثمّ قال (عليه السّلام): إنّ الله إذا شاء شيئاً أراده، فإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.

              يا يونس، إنّ القَدَريّة لم يقولوا بقول الله: « وَما تَشاؤونَ إلاّ أنْ يَشاءَ اللهُ »، ولا قالوا بقول أهل الجنّة: « الحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَديَ لَوْلا أنْ هَدانا اللهُ »، ولا قالوا بقول أهل النار:« رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكْنَّا قَوْماً ضالِّينَ »، ولا قالوا بقول إبليس:« رَبِّ بِما أغْوَيْتَني »، ولا قالوا بقول نوح:« وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحي إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ إنْ كانَ اللهُ يُريدُ أنْ يغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإلَيْهِ ترْجَعونَ ».
              ثمّ قال: قال الله: « يا بْنَ آدَمَ، بمشيّتي كنتَ أنت الذي تشاء، وبقوّتي أدّيت إليَّ فرائضي، وبنعمتي قَوِيتَ على معصيتي، وجعلتُك سميعاً بصيراً قويّاً، فما أصابك من حسنةٍ فمنّي، وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك؛ وذلك لأنّي لا أُسألُ عمّا أفعل وهم يُسألون. ثمّ قال: قد نظمت لك كلّ شيء تريده.
              علم الله تعالى


              1- عن أيوب بن نوح: أنّه كتب إلى أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) يسأله عن الله عزّ وجلّ، أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكوّنها، أو لم يعلم ذلك حتّى خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عندما خلق وما كوّن عندما كوّن؟ فوقّع بخطّه: لم يزل الله عالماً بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء، كعلمه بالأشياء بعدما خلق الأشياء.


              2- وعن الكاهلي، قال: كتبتُ إلى أبي الحسن (عليه السلام) في دعاء « الحمد لله منتهى علمه».

              فكتب إليَّ: لا تقولنّ منتهى علمه، ولكن قل: منتهى رضاه.
              التوحيد







              تعليق


              • #8
                يا راهباً لم يمَت في سجنه ِ
                بل مات فيك السجنُ والسجان ُ

                يا كاظمُ الغيظ الذي من صبرهِ
                عن وصفه قد عجزت أكوان ُ

                يا صاحب السجدة التي لم تزل
                تاريخها باق ٌ لك عنوان ُ....





                🔵 ببالغ الحزن والأسى نرفع أسمى آيات العزاء والمواساة لمقام نبي الله الأعظم محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحجة الله في أرضه الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ومراجعنا العظام وأمتنا الإسلامية جمعاء بذكرى إستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في الخامس والعشرين من رجب .

                فسلامٌ عليك ياراهب آل محمد وأنت تجود بنفسك الطاهرة تتجرع ألم السم وتحوطك قيود الظالمين وسلاسلهم ،
                يا حليف السجدة الطويلة من معذبٍ في قعر السجون وظُلم المطامير .

                ⚫عظم الله أجورنا وأجـــــــوركــــــم
                وسلامٌ عليك سيدي ولا حرمنا الله زيارتك في الدنيا وشفاعتك في الآخرة .... وسيعلم الذين ظلموا
                آل محمدٍ أي منقلب ينقلبون.


                ⚫🔴⚫🔴⚫🔴⚫🔴
                ⚫🔴⚫🔴⚫🔴⚫🔴





                تعليق


                • #9
                  هكذا استُشهِدَ الإمامُ موسى الكاظم(عليه السَّلام)......
                  قضى الإمام موسى الكاظم
                  (عليه السَّلام) مدّة من حياته في ظلمات السجون يُنقل من سجنٍ إلى سجن، فقد سَجَنه محمد المهديّ العبّاسي ثمّ أطلقه، وسجنه هارون العبّاسي في البصرة عند عيسى بن جعفر،ثمّ نقله إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد،

                  ثمّ نقله إلى سجنٍ آخر عند الفضل بن يحيى، وآخر سجنٍ نُقل إليه إمامنا(عليه السلام) في بغداد هو سجن السندي بن شاهك (لعنة الله عليه)

                  وكان أشدّ السجون عذاباً وظلمة، وكان لا يُعرف اللّيل من النهار فيه.


                  🔵لقد تحمّل هذا الإمام الغريبُ المظلومُ المعصوم(عليه السلام) من ملوك زمانه ومن الساعين إليهم في حقّه(عليه السلام) ومن الحسّاد والفسّاق أذىً كثيراً ومصائب عظيمة، وبخاصّة منهم اللّعين محمد المهدي الذي عزم على قتل الإمام(عليه السلام) ولكنّ الله خذله حتى قتله،

                  وبعده ابنه هارون العبّاسيّ الذي أشخص الإمام(عليه السلام) من المدينة وسجنه مرّتين.

                  🔹️وكان السنديّ بن شاهك شديد النَّصْب والعداوة لآل الرسول(صلّى الله عليه وآله) إلى أن أمره هارون بسمّ الإمام(عليه السلام)، فقدّم إليه عشر حبّاتٍ من الرّطب المسموم وأجبره على أكلِها،

                  فتناولها الإمام(عليه السلام) ومرض من ذلك ثلاثة أيّام، فاستُشهِدَ بعدها مظلوماً مسموماً في السجن المظلم تحت القيود والأغلال يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين بعد المائة من الهجرة الشريفة.

                  وقد أخرجوا جنازته المقدّسة بالذلّ والهوان ووضعوها على جسر الرصافة ببغداد، حيث بقيت ثلاثة أيّام أسوةً بجدّه الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجدّه الحسين(عليه السلام)،

                  🔴ودُفن(عليه السلام)
                  في الجانب الغربيّ من بغداد في المقبرة المعروفة بمقابر قريش الى جانب الكرخ من الكاظميّة -باب التين-
                  وهو الموضع الذي يقوم فيه اليوم ضريحُه ومزارُه.


                  شبكة الكفيل العالمية
                  📚📚📚📚

                  🔵⚫🔵⚫🔵⚫🔵
                  ⚫🔵⚫🔵⚫




                  تعليق


                  • #10
                    من احاديث الامام الكاظم
                    (عليه السلام)
                    مجموعة من الكلمات الذهبية التي تعد من مناجم التراث الإسلامي ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام وقد حفلت بأصول الحكمة وقواعد الأخلاق وخلاصة التجارب
                    _____________________________________________


                    1_ قال الامام موسى بن جعفر
                    (عليه السلام):
                    من أراد ان يكون أقوى الناس
                    فليتوكل على الله.

                    📚📚📚
                    بحار الأنوار ج75 ص327



                    2_ قال الامام موسى بن جعفر
                    (عليه السلام):
                    فضل الفقيه على العباد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا.

                    📚📚📚
                    بحار الانوار ج10 ص247 ح13



                    3_ قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
                    تفقهوا في دين الله، فان الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب الى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا.

                    📚📚📚
                    بحار الانوار ج10 ص247 ح13



                    4_ قال الامام موسى بن جعفر
                    (عليه السلام):
                    عظم العالم لعلمه ودع منازعته، وصغر الجاهل لجهله ولا تطرده ولكن قربه وعلمه.

                    📚📚📚
                    بحار الانوار ج75 ص309



                    5_ قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
                    قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود.

                    📚📚📚
                    بحار الانوار ج70 ص111 ح14


                    6_ قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
                    رحم الله عبدا تفقه، عرف الناس ولا يعرفونه.

                    📚📚📚
                    نزهة الناظر ص122 ح2


                    7_ قال الامام موسى بن جعفر
                    (عليه السلام):
                    ما قسم بين العباد أفضل من العقل، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل.

                    📚📚📚
                    بحار الانوار ج1 ص 154


                    8_ قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
                    لكل شيء دليل ودليل العقل التفكر.

                    📚تحف العقول ص 285



                    9_ قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
                    أذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض.

                    📚اصول الكافي ج1 ص38


                    🔰🔰🔰🔰🔰🔰
                    🔰🔰🔰🔰





                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X