🥀 في غياهب الطامورة
🍂 كانت السنوات العجاف تترى الواحدة بعد الأخرى، وبنو العباس قد ضيّقوا على إمامنا الكاظم عليه السلام، إذ تم نقله إلى عدة سجون ذاق فيها ألوانًا من التعذيب والاضطهاد، حتى أمر الرشيد بنقله إلى سجن السندي بن شاهك لعنه الله.
🍂 ذلك السجن كان عبارة عن طامورةٍ تحت الأرض لا يُعرف فيها الليل من النهار، وهي الأسوأ والأشد على الإطلاق، حيث أصبح السندي فيها يرهق الإمام عليه السلام وينكّل به، يبالغ في أذيّته، يضيّق عليه في المأكل والمشرب، يُسمعه السباب والشتائم، يمنعه من التواصل مع شيعته ومحبيه، يقفل الباب عليه ولا يدعه يخرج إلا لتجديد وضوءه، وكان إذا ضاق نفس إمامنا عليه السلام بسبب ضيق الطامورة، ذهب إلى بابها ليستنشق الهواء، وعندما يراه اللئيم يلطمه على وجهه، ويعيده إليها(١).
🍂 ولم يكتفِ الرشيد بهذا فقط، بل أمر السندي بتقييد الإمام عليه السلام بثلاثة قيود من الحديد تزن جميعها ثلاثون رطلًا(٢)، ومع كل تلك المضايقات انشغل إمامنا بذكر الله تعالى والتقرب إليه في كل لحظاته، حيث كان يسجد سجدةً واحدة تبدأ عند طلوع الشمس، فلا يرفع رأسه منها إلا عند الزوال(٣).
🍂 إلى أن جاء أمر الطاغية بالتخلص من الإمام عليه السلام، فدسّ السندي إليه السم في الطعام، وقيل في الرطب، عند ذلك تناول منه عليه السلام، فقال له السندي: تزداد؟ قال له: حسبك قد بلغت ما تحتاج! ثم أحضر السندي بعض القضاة والعدول، وأخرج الإمام عليه السلام إليهم؛ حتى يظهر زيف ادّعاءات الناس الذين قالوا عن الضر والضنك الذي لحق به في السجن، فالتفت إليهم عليه السلام قائلًا: "اشهدوا عليّ إني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، استشهدوا أني صحيح الظاهر، ولكني مسموم، وسأحمرّ في آخر هذا اليوم حمرة"، فمضى عليه السلام شهيدًا مسمومًا كما أخبرهم(٤).
📚 ١. حياة الإمام موسى بن جعفر ٤٨٦:٢
📚 ٢. عوالم الإمام موسى بن جعفر ٤٥٨
📚 ٣. عيون أخبار الرضا ٨٨:١
📚 ٤. بحار الأنوار ٢٤٧:٤٨
🍂 كانت السنوات العجاف تترى الواحدة بعد الأخرى، وبنو العباس قد ضيّقوا على إمامنا الكاظم عليه السلام، إذ تم نقله إلى عدة سجون ذاق فيها ألوانًا من التعذيب والاضطهاد، حتى أمر الرشيد بنقله إلى سجن السندي بن شاهك لعنه الله.
🍂 ذلك السجن كان عبارة عن طامورةٍ تحت الأرض لا يُعرف فيها الليل من النهار، وهي الأسوأ والأشد على الإطلاق، حيث أصبح السندي فيها يرهق الإمام عليه السلام وينكّل به، يبالغ في أذيّته، يضيّق عليه في المأكل والمشرب، يُسمعه السباب والشتائم، يمنعه من التواصل مع شيعته ومحبيه، يقفل الباب عليه ولا يدعه يخرج إلا لتجديد وضوءه، وكان إذا ضاق نفس إمامنا عليه السلام بسبب ضيق الطامورة، ذهب إلى بابها ليستنشق الهواء، وعندما يراه اللئيم يلطمه على وجهه، ويعيده إليها(١).
🍂 ولم يكتفِ الرشيد بهذا فقط، بل أمر السندي بتقييد الإمام عليه السلام بثلاثة قيود من الحديد تزن جميعها ثلاثون رطلًا(٢)، ومع كل تلك المضايقات انشغل إمامنا بذكر الله تعالى والتقرب إليه في كل لحظاته، حيث كان يسجد سجدةً واحدة تبدأ عند طلوع الشمس، فلا يرفع رأسه منها إلا عند الزوال(٣).
🍂 إلى أن جاء أمر الطاغية بالتخلص من الإمام عليه السلام، فدسّ السندي إليه السم في الطعام، وقيل في الرطب، عند ذلك تناول منه عليه السلام، فقال له السندي: تزداد؟ قال له: حسبك قد بلغت ما تحتاج! ثم أحضر السندي بعض القضاة والعدول، وأخرج الإمام عليه السلام إليهم؛ حتى يظهر زيف ادّعاءات الناس الذين قالوا عن الضر والضنك الذي لحق به في السجن، فالتفت إليهم عليه السلام قائلًا: "اشهدوا عليّ إني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، استشهدوا أني صحيح الظاهر، ولكني مسموم، وسأحمرّ في آخر هذا اليوم حمرة"، فمضى عليه السلام شهيدًا مسمومًا كما أخبرهم(٤).
📚 ١. حياة الإمام موسى بن جعفر ٤٨٦:٢
📚 ٢. عوالم الإمام موسى بن جعفر ٤٥٨
📚 ٣. عيون أخبار الرضا ٨٨:١
📚 ٤. بحار الأنوار ٢٤٧:٤٨
تعليق