بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- قَرِينُ القَبْرِ
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- قَرِينُ القَبْرِ
كَثيراً ما نَسْمَعُ عَنِ القَرينِ والقَرينَةِ ، فَمْا المَقْصودُ بِهِما ؟ .
خصوصَاً أنَّنأ نَجِدُ الكَثيرَ مِنَ التَداولِ بهذين المَنْطوقينِ فما هو مَفهومُهُما ؟ .
وعِندَما نَجِدُ الكَثيرَ مِمَنْ إمْتَهَنَ مِهْنَةَ السِّحْرِ والشَعَوذَةِ والدَجَلِ ، إسْتَخْدَمَ المَنْطوقَينِ كَسوقٍ رائِجَةٍ للضَحِكِ على عُقولِ النَّاسِ وإقْناعَهُمُ بوجودِ مَخْلوقٍ يَعيشُ مَعَهُمُ ويُهَدِدُ حَيَاتَهُمُ ، فيَكونوا مأسُورينَ بهكَذا أفْكارٍ واهيةٍ وعاجِزينَ عَن مَعْرِفَةِ الواقِعِ ، يَتَّبِعونَ شَياطينَ الإنْسِ والجِنِّ مِنْ حيثُ لا يَعْلَمونَ ، لِذلِكَ عَلَيْنا أنْ نوضِحَ ونَعْرِفَ معنى القَرينِ مِنْ خِلالِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وأَحَادِيثِ أهلِ العِصْمَةِ صلَّوات الله عليهم أجمعين ؟ .
وكَيْفَ وبِمَ يؤثِرُ على الإنْسَانِ ؟ .
فالقُرْآنُ الكَرِيمُ صرَّح في عدّة آيات منها {لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ(22) وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)}سُورَةُ ق ، يُريدُ البَارِئُ عزَّ وجَلَّ أنْ يوَضِّحَ للإنسِانِ اللاَّهي والمُتَمَرِّغِ بوَحْلِ الدُّنْيا والباحِثِ عَنِ الشَهْوَاتِ والرَغَبَاتِ السَيِّئَةِ للنَفْسِ ، فيَقَعُ في الغَفْلَةِ (قالَ أميرُ المؤمِنينَ عليه السَّلامُ : النَّاسُ نيامٌ إذا مَاتوا إنْتَبَهوا) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول-العلامة المجلسي- ج8/293 ، وعليه يَقْتَنِعُ بمؤثِريّةِ هؤلاءِ المُشعْوذِينَ ويَلتَجِأُ إلى سوقِهم بَحْثَاً عَنِ التَخلُصِ مِنْ نَتائِجِ غَفْلَتِهِ ، والحَقيقةُ أنَّ القَرينَ هو عَمَلُ الإنِسَانُ فَكٌلَّما كانَ صَالحاً كُلَّما كانَ مُطْمَئِنَّاً في الدَّنْيا ومُنَّعَمَاً في قَبْرِهِ بِعَمَلِهِ وهذا ما بيَّنَّه الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ في هذا الحَدِيثِ (عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ : سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيَّ يَقُولُ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدٍ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ لِي : " اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَ سِدْرٍ " .
فَفَعَلْتُ ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ ، وَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عِظْنَا عِظَةً نَنْتَفِعْ بِهَا .
فَقَالَ: " يَا قَيْسُ إِنَّ مَعَ الْعِزِّ ذُلًّا، وَ إِنَّ مَعَ الْحَيَاةِ مَوْتاً، وَ إِنَّ مَعَ الدُّنْيَا آخِرَةً، وَ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً، وَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً، وَ إِنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً، وَ لِكُلِّ سَيِّئَةٍ عِقَاباً، وَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً.
وَ إِنَّهُ يَا قَيْسُ : لَا بُدَّ لَكَ مِنْ قَرِينٍ يُدْفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حَيٌّ ، وَ تُدْفَنُ مَعَهُ وَ أَنْتَ مَيِّتٌ ، فَإِنْ كَانَ كَرِيماً أَكْرَمَكَ ، وَ إِنْ كَانَ لَئِيماً أَسْلَمَكَ ، لَا يُحْشَرُ إِلَّا مَعَكَ ، وَ لَا تُحْشَرُ إِلَّا مَعَهُ ، وَ لَا تُسْأَلُ إِلَّا عَنْهُ ، وَ لَا تُبْعَثُ إِلَّا مَعَهُ ، فَلَا تَجْعَلْهُ إِلَّا صَالِحاً ، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صَالِحاً لَمْ تَأْنَسْ إِلَّا بِهِ ، وَ إِنْ كَانَ فَاحِشاً لَا تَسْتَوْحِشْ إِلَّا مِنْهُ ، وَ هُوَ عَمَلُكَ ") معاني الأخبار-الشيخ الصدوق- ص 233 ،
إذَنْ هو العَمَلُ وتَحْصِيلُهُ سَهلٌ يَسِيرٌ لأنَّ الدُّنْيا دارُ عَملٍ فَهيَ كَمَقَرِ العَمَلِ والإنْتاجِ فأحْرِصوا أيُّها الأحِبَّةُ على تَحْسينِ نِتَاجِكُمِ وتَكْثِيرِهِ كي يَكونَ الثَّمَنُ هو الجَنَّةُ لا مَحالَ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر .
تعليق