بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(لَيْتَ شِعْرِي ايْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى) دعاء الندبة ، نوعُ الإرتِبَاطِ باللهِ من خلالِ ولايةِ أهلِ البيتِ عليهم السلام والتي هي نِعمَةٌ عُظمى مُتمثِّلةٌ بوجودِ الإمامِ المهدي عجّل اللَّه فرجه لكن اقْتَضَتُ المَشيئَةُ الإلهيةُ أنْ يكونَ غائباً عنِ الأنْظارِ،وهو نوعُ بلاءٍ يُمَحَّصُ بِهِ العبادُ كي يكونَ لهذا الإرتِبَاط ُمعنىً في قُلوبِهم { أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}العنكبوت آية 2 ، فهو إمتحانٌ مِنَ اللهِ للعِبادِ ، فقد وَرَدَ عن مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ عَنْ أَبِيه( قَالَ :كُنْتُ أَنَا والْحَارِثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا جُلُوساً وأَبُو عَبْدِ اللَّهعليه السّلام يَسْمَعُ كَلَامَنَا فَقَالَ لَنَا فِي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتُمْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَا واللَّه لَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْه أَعْيُنَكُمْ حَتَّى تُغَرْبَلُوا لَا واللَّه لَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْه أَعْيُنَكُمْ حَتَّى تُمَحَّصُوا لَا واللَّه لَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْه أَعْيُنَكُمْ حَتَّى تُمَيَّزُوا ، لَا واللَّه مَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْه أَعْيُنَكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ لَا واللَّه لَا يَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَيْه أَعْيُنَكُمْ حَتَّى يَشْقَى مَنْ يَشْقَى ويَسْعَدَ مَنْ يَسْعَدُ) الكافي-الشيخ الكليني- 1/370 .
فكلامُ الإمامِ يوضِّحُ أنّ المسألةَ ليستْ مُجرَّدُ إنتماءٍ وإلتحاقٍ بالرَكْبِ ، وإنِّما هي غَرْبَلَةٌ وتَمْحيصٌ وشَقاءٌ وعَناءٌ وحتى سَعادةٌ ، مِنْ خلالِ الإلتِزامِ بالشْرعِ المُقَدَسِ ومَنْهَجِ العَقيدَةِ الحَقّةِ فيَكونَ المْؤمنُ مِصْداقٌ لهذه مَعَ الأخْلاقِ الحَميدَةِ والصِفاتِ الفاضِلِةِ ، عندَ ذاكَ يَسْتَشْعَرُ وجودَ الإمامِ عجّل الله فرجه ويَبْحَثُ عَنِ الأعْمالِ التي تُرضيَ الإمامَعجّل الله فرجه، وعليه فَهَمُّهُ يَنْصَبُّ بمَرضاةِ اللهِ مِنْ خلالِ صِحةِ المولاةِ والإنقيادِ لإمامِ زَمانِهِ عجّل الله فرجه ، فيَصْبَحُ عاشِقاً وهائِماً يَبْحَثُ عن مولاه الَّذَّي توَطَّنَ في قَلبِه يَحِنُّ ويَئِنُ لمَعْشوقِهِ ، وكُلَّما سَمِعَ هذا المَقْطَعُ مِنَ الدُّعاءِ زادَ في إنقيادِه وطاعَتِهِ لِرَبِّه علَّه يرويَ ظَمَأَ الفُراقِ ولَوعَةَ الإشْتياقِ ، يَتَألمُ لِألَمِ الإمامِ ويَتَغَرَّبُ لِغُربَةِ الإمامِ ويَحْزَنُ لِحُزْنِ الإمامِ ويَفْرَحُ لِفَرَحِ الإمامِ ويَسْعَدُ لِسعادَةِ الإمامِ عجّل الله فرجه .