أردت أن أغضب عند خطأ طفلي ، فخجلت من نفسي ، لأنني ما غضبت على أخطائي في كبري ، فكيف بمن يخطئ في صغره . والله تعالى رفع قلم الحساب والعقاب عنه ، فكيف لي أن اشدد عليه الحساب والعقاب .
أردت أن أغضب على زوجتي ، فاستحيت من الله تعالى ، حيث قال ( والله يسمع تحاوركما ) ومن أمير المؤمنين عليه السلام الذي أوصاني ، فقال ( الله الله في الضعيفين ) .
أردت أن أغضب على أخي المؤمن بعدما اخطأ في حقي ، فتذكرت قوله تعالى : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) .
أردت أن أغضب على الناس ، فتذكرت قول الله تعالى ، حيث قال ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) .
أردت أن أغضب على خصمي بعد قدرتي عليه ، فتذكرت وصية أمير المؤمنين علي عليه السلام لنا حين قال : ( إذا قدرت على خصمك ، فاجعل العفو شكرا على المقدرة ) .
أردت أن أغضب على أخطاء أصحاب المروء ة ، فتذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام : ( أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم ، فما يعثر منهم عاثر إلا ويد الله ترفعه ) .
أردت أن أغضب على من هو أقوى مني ، فتذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام ، ( من غضب على من لا يقدر على ضره ، طال حزنه ، وعذب نفسه ) .
أردت أن أغضب على سائر العباد ، فتذكرت قول نبي الرحمة صلى الله عليه وآله حيث أوصانا فقال : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
فبعد كل هذا على من أصب غضبي ؟ وبمن أخرج عن طوري ؟!.
تعليق