تعالوا نتأملُ في كلامِ موسىعليه السّلام بعدَ أن سقى لإبنَتَي النّبيِّ شُعَيْبٍ عليه السّلام ففي نهجِ البلاغةِ قال (وإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتُ بِمُوسَى كَلِيمِ اللَّه حَيْثُ يَقُولُ :{ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } - واللَّه مَا سَأَلَه إِلَّا خُبْزاً يَأْكُلُه - لأَنَّه كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ الأَرْضِ - ولَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُالْبَقْلِ تُرَى مِنْ شَفِيفِ صِفَاقِ بَطْنِه - لِهُزَالِه وتَشَذُّبِ لَحْمِ).نَهْجُ البَلاغَةِ ، خُطَبُ الإمامِ عَليٍّعليه السّلام ج 2 ص 58
موسى عليه السّلام في أوّلِ شَبابِه قويُّ جسيمٌ { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } نَشَأَ وتَرعْرَعَ في نعيمِ فرعونَ ،
(ومِنْ ذلكَ ما حكاهُ اللهُ سبحانه عن نّبيِّه موسى عليه السّلام في أوائلِ نشوئه بمصرَ ، حينَ وَكَزَ القبطيَ فقضى عليه : " قالَ ربِّ إنّي ظلمتُ نفسي فاغفرْ لي ، فغَفَرَ له إنّه هو الغفورُالرحيمُ" القصص : 16 ، وقولُه حينَ فرَّ مِنْ مِصرَ فبَلَغَ مَدْينَ وسَقى لإبنَتي شعيبٍ ثم تولى إلى الظلِ فقال:{ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } ( القصص : 24 ) .
وقد إسْتَعْمَلَ عليه السّلام في مَسْألتَيهِ مِنَ الأدبِ بعدَ الالتجاءِ باللهِ والتَعَلُقِ بِربُّوبيَّتِهِ أنْ صَرَّحَ في دعائِه الأوّل بالطلبِ ، لأنّه كانَ مُتعلِقا بالمغفرةِ واللهُ سُبْحانَهُ يُحِبُ أنْ يَستغفرَ كما قال : {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } البقرة : 199 ، وهو الَّذي دَعا إليهِ نوحٌ ومِنْ بعدِه مِنَ الأنبياءِ عليهم السّلام ، ولم يُصَرِح بحاجتِه بعينِه في دعائِه الثاني الذي ظاهرُهُ بحسبِ دلالةِ المقامِ أنّهُ كانَ يُريدُ رفعَ حوائجَ الحَياةِ كالغِذاءِ والمَسْكَنِ مثلاً بل إنّما ذَكَرَ الحَاجَةَ ثُمَّ سَكَتَ فما للدُّنْيا عندَ اللهِ مِنْ قَدَر) ، تَفْسِيرُ المِيزَانِ-السَيِّدُ الطَّبَاطَّبائيُّ- ج 6،ص 278 .
فلمْ يلجأَ موسى عليه السّلام الى نَعيمِ الدُّنْيا لأنّه يَعْرِفُ زَوالَهُ وأنّ خالقَ هذا الكونِ هو الباقي ، إسْتَشْعَرَ عليه السّلام قوّةَ اللهِ وضعفَه ، فهو الملجأُ ، وأنتَما أيٌّها الموالِ , إيَّتُها المواليةُ لا تغترّاَ بمَظاهِرِ الدُّنيا وزَخارِفِها وما لَدَيكَ ولَدَيكِ مِنْ جسمٍ وجمالٍ وشبابٍ وقوّةٍ فأنْتُما مَحْضُ إحتياجٍ ونقصٍ وكما في دعاءِ كُميل بنَ زيادٍ (يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ) فَكِّرا دائمًا بمُفيضِ النِّعمِ عليكما كيفَ تُصْبِحا وتُمْسيا وتَباتا برضِاهُ وطاعتَهُ ومحبتَهُ ، يقيناً النِّتيجَةُ تكونُ تَقْوى وإنقيادُّ وخوفُّ ورجاءُّ للهِ وباللهِ وفوزٌ بِدَّاريَ الدُّنْيا والآخرة .
موسى عليه السّلام في أوّلِ شَبابِه قويُّ جسيمٌ { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } نَشَأَ وتَرعْرَعَ في نعيمِ فرعونَ ،
(ومِنْ ذلكَ ما حكاهُ اللهُ سبحانه عن نّبيِّه موسى عليه السّلام في أوائلِ نشوئه بمصرَ ، حينَ وَكَزَ القبطيَ فقضى عليه : " قالَ ربِّ إنّي ظلمتُ نفسي فاغفرْ لي ، فغَفَرَ له إنّه هو الغفورُالرحيمُ" القصص : 16 ، وقولُه حينَ فرَّ مِنْ مِصرَ فبَلَغَ مَدْينَ وسَقى لإبنَتي شعيبٍ ثم تولى إلى الظلِ فقال:{ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } ( القصص : 24 ) .
وقد إسْتَعْمَلَ عليه السّلام في مَسْألتَيهِ مِنَ الأدبِ بعدَ الالتجاءِ باللهِ والتَعَلُقِ بِربُّوبيَّتِهِ أنْ صَرَّحَ في دعائِه الأوّل بالطلبِ ، لأنّه كانَ مُتعلِقا بالمغفرةِ واللهُ سُبْحانَهُ يُحِبُ أنْ يَستغفرَ كما قال : {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } البقرة : 199 ، وهو الَّذي دَعا إليهِ نوحٌ ومِنْ بعدِه مِنَ الأنبياءِ عليهم السّلام ، ولم يُصَرِح بحاجتِه بعينِه في دعائِه الثاني الذي ظاهرُهُ بحسبِ دلالةِ المقامِ أنّهُ كانَ يُريدُ رفعَ حوائجَ الحَياةِ كالغِذاءِ والمَسْكَنِ مثلاً بل إنّما ذَكَرَ الحَاجَةَ ثُمَّ سَكَتَ فما للدُّنْيا عندَ اللهِ مِنْ قَدَر) ، تَفْسِيرُ المِيزَانِ-السَيِّدُ الطَّبَاطَّبائيُّ- ج 6،ص 278 .
فلمْ يلجأَ موسى عليه السّلام الى نَعيمِ الدُّنْيا لأنّه يَعْرِفُ زَوالَهُ وأنّ خالقَ هذا الكونِ هو الباقي ، إسْتَشْعَرَ عليه السّلام قوّةَ اللهِ وضعفَه ، فهو الملجأُ ، وأنتَما أيٌّها الموالِ , إيَّتُها المواليةُ لا تغترّاَ بمَظاهِرِ الدُّنيا وزَخارِفِها وما لَدَيكَ ولَدَيكِ مِنْ جسمٍ وجمالٍ وشبابٍ وقوّةٍ فأنْتُما مَحْضُ إحتياجٍ ونقصٍ وكما في دعاءِ كُميل بنَ زيادٍ (يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ) فَكِّرا دائمًا بمُفيضِ النِّعمِ عليكما كيفَ تُصْبِحا وتُمْسيا وتَباتا برضِاهُ وطاعتَهُ ومحبتَهُ ، يقيناً النِّتيجَةُ تكونُ تَقْوى وإنقيادُّ وخوفُّ ورجاءُّ للهِ وباللهِ وفوزٌ بِدَّاريَ الدُّنْيا والآخرة .