تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناكَ حاجاتٌ للإنسانِ في المُجتمَعِ مِنْ جِهةِ التأثُرِ كحاجتِهِ لبائعِ الخُضارِ والفواكِهِ واللّحومِ وجميعِ الإستهلاكيِّاتِ ، وللطَبيبِ والمهندسِ والبنَّاءِ والمحامي و..... الخ ،
إنَّ الإسلامَ يُنَظِّمُ الحياةَ البشريَّةِ في مُختلفِ ميادينها الاقتصاديَّةِ والسِّياسيَّةِ والثَّقافيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وقد بُنِي دينُنا كلُّه على النِّظام، فالنِّظامُ هو محورِ حياةِ المُسلمِ، بلِ الكونُ كُلُّه يَسيرُ في نظامِ: البشرِ... الكائناتِ... اللَّيلِ والنَّهارِ... السَّماءِ... الفلَكِ ،
فخلقَ اللهُ عزّ وجلّ هذا الكونُ على أساسٍ مُنظّم، فوَضَعَ كلَّ شيءٍ في موضِعِهِ وجَعَلَ لَهُ مُهمّةً عليه أنْ يؤدّيها في هذه الدُّنيا، قال الله تعالى: { وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } سُورةُ يس، الآيات 37-40.، وقوله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } سُورةُ الرُّومِ، الآيات 22-24
وكذلكَ نظرةَ الإسلامِ للنِّظامِ في تعاملاتِ البشرِ واضحةٌ، فالاستئذانُ شرطٌ ، ومَنْ لا يؤذَن لهُ لا يدخلُ: "إذا استأذن أحدكم فلم يؤذن له - ثلاثا - فليرجع". وللأكل آدابٌ منظَّمة: "سمِّ الله، وكل بيمنيك، وكل ممَّا يليك"، والالتزام بالعهود والعقود شرط: "المؤمنون عند شروطهم" الشيخُ الطُّوسيِّ، الخلاف،ج2، ص9.، وفي السفرِ: "إذا خرج ثلاثةٌ في سفرٍ فليؤمِّروا أحدهم" سننُ أبي داوودَ،ج2، ص34،باب الجهاد. ووصلَ النِّظامُ إلى ضَرورةِ إختيارِ اسمٍ صالحٍ للأولادِ بمجرَّدِ ولادتهم، ثمَّ حُسنُ تربيتهم: "إنَّكم تُدعَون يوم القيامة بأسمائكم، فأحسنوا أسماءكم" كنزُ العمالِ، ج16، ص418.
ووضعُ الإسلامُ كذلكَ قواعدَ في آدابِ التحيَّةِ والسَّلامِ: فيسلِّمُ الصغيرُ على الكبيرِ، والقليلُ على الكثيرِ، والراكبُ على الماشيِ، والمارُّ على الجالسِ.
و في الصلاة: "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسوُّوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجاتٍ للشيطان"سننُ أبي داوودَ،ج1، ص157..
وفي الجهاد:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} سُورةُ الصَّفِّ، الآية 4..
وحتى في بعض الكفَّارات ككفَّارة الظهار: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ سُورةُ المُجادَلةِ، الآيتان 3-4..
هذا هو الإسلام، نظامٌ في كلِّ شيء، منذ الولادة وحتى الموت، في التعامل الشخصيّ ومع الآخرين ومع الكون كلِّه.
وعليه أيُّهَا المُسلِمُ هذا الكونُ المُنَّظمُ والخَلْقُ المُنَّظمُ كُلُّها لَكَ لِكي تَنْتَظمُ حياتُكَ فأينَ أنتَ مِنْ هذا ؟ هلْ تُحافظُ وتعملُ بالنِّظامِ أمْ تَتَغافلُ وتَهمِلُ هذا النِّظام ؟؟؟؟ اسأل نفسَكَ: هلْ ترميَ الفضلاتَ في الحاويةِ التي تضعَها البلديَّاتُ أمْ تَرميها في الشَّارعِ لتنتشرَ الروائحُ الكريهةُ ، ومِنْ ورائِها الأمراضُ الوبائيِّةِ ؟ وهلْ تلتزمُ بإشارةِ المرورِ لكي تُحافظَ على السَّيرِ العامِّ أمْ تُخالفُها ، وتَحْدثُ الفوضى وهَكذا في جميعِ أنظمةِ الحياةِ !!!! أينَ أنْتَ مِنْ تَطبيقِ النِّظامِ ؟؟؟ أجبْ مِنْ نَفسِكَ بِنفسِكَ؟؟؟؟؟ .
تعليق