الشيخ حيدر السندي ·
البعض يقول: لماذا لا توجد اثار حسية نستفيدها من صاحب الزمان ، نحن نعلم انه كالشمس اذا حجبتها السحاب و انه لولا الحجة لساخت الارض بأهلها الخ من الروايات، الا انه لماذا لا نلمس اثار حسية منه عجل الله تعالى فرجه مثلا توجيه عام الى اخرها من الاثار الحسية... فبماذا نجيب عنه؟
أولاً: لا يمكن الجزم بعدم وجود آثار حسية، فمن المحتمل أن ما نشاهده من آثار الإيمان بفضل دوره في الغيبة، فينبغي أن يقال في مقام السؤال بعبارة أدق : لماذا لا توجد آثار نجزم أنها له ()؟
وثانياً: عند المؤمن المصدق بقول المعصومين () علم بأن حفظ الكون والنظام من آثار وجود الحجة () الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها، و بيمنه رزق الورى و بوجوده ثبتت الأرض والسماء، وفي ذلك روايات قطعية.
والسائل فرض نفسه يعلم بهذا ثم قال: (لماذا لا توجد آثار حسية نستفيدها من صاحب الزمان ) ، ومن حقي أن أسأله إذا كان يقول: ( نحن نعلم أنه كالشمس إذا حجبها السحاب وأنه لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) فكيف لا يرى أثراً حسياً وهو يرى انحفاظ الأرض وبقاء نظامها دون أن تسيخ وتنهار بأهلها؟!
وثالثاً: إن غيبة الإمام () لم تتحقق جزافاً بلا علة وسبب، ومن المحتمل أن أسباب الغيبة تقتضي أيضاً أن لا يرى عامة الناس تأثير الإمام ( ) حسّاً.
و الإمام غاب بأمر الله تعالى ، والله عز وجل (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)، وليس للعباد إلا الخضوع والتسليم، بعد قيام الدليل على وجود الإمام وعصمته وغيبته.
فمثلاً روى الشيخ الطوسي (ره) عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر () قال: قال لي: "يا بني إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله الله في أديانكم، فإنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة يغيبها حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به يا بني إنما هي محنة من الله امتحن بها خلقه. الغيبة ج١ص١٩٠.
وهذا النص يفيد أن غيبة الإمام فتنة واختبار، فهي من تطبيقات قوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
فكما ابتلى الله الناس بالنفس الأمارة والشيطان، و الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، و ابتلاهم بالإنعام و الإكرام، كذلك ابتلاهم بغيبة إمامهم، ونحتمل قوياً أن هذا الابتلاء يشمل عدم إظهار انتساب بعض الآثار إليه ( ).
الشيخ حيدر السندي