الجواب سيكون على شكل نقاط:
الأولى: المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام لايُقاس بهم أحد مهما وصل من مراحل علمية وأخلاقية عالية، لأنهم إختيار إلهي محض وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
: " نحن أهل البيت لا نقاس بالناس "
وفي لفظ: " لا يقاس بهم بشر .بحار الأنوار: ٢٥ / ٣٨٤ - إلزام الناصب: ١ / ٤٠.
الثانية: رغم عظم شخصية أبو الفضل العباس عليه السلام وسمو نسبه وارتفاع منزلته عند الله وعند الأئمة فهو الشخص الوحيد الذي قبّل يديه ثلاثة من المعصومين عليهم السلام أولهم والده أمير المؤمنين حين ولادته ، والثاني هو الإمام الحسين عليه السلام حين إستشهاده، والإمام الثالث هو ابن أخيه زين العابدين حين قام بدفن جسده الشريف . وهذه منزلة لم تكن لأي شخص لا قبله ولا بعده، ولكن المعصوم عليه السلام تبقى منزلته وأفضليته تختلف عن باقي البشر بل حتى الأنبياء عليهم السلام فهم دون الخالق عزوجل وفوق المخلوقين .،
وقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل) (عوالي اللئالي 4/77 ح 67 ـ وعنه في البحار 2/22 ح 67 ـ
وفي لفظ آخرعلماء أمتي أفضل من أنبياء بني أسرائيل)مفتاح الفلاح للشيخ البهائي ..
الثالثة:اثبات العصمة بالمعنى المعتبر للنبي والإمام لا سبيل إلى احرازها إلا من قبل الله سبحانه، لأنه أمر باطني،لأنها معتبرة في الإمام والنبي عليهما السلام ، والعصمة قد ثبتت لهم وللسيدة الزهراء (عليها السلام) بنص الآية الشريفة ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) الأحزاب 33.
الرابعة:
أما الإمامة فهي منصب إلهي يضعها الله تعالى حيث يشاء، وبمقتضى النص هي منحصرة في الأئمة الإثني عشر، ونحن مأمورون بطاعة الأئمة فهم مفترضو الطاعة، وقد أمرنا الله تعالى بذلك عن طريق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ،قال رسول الله صلى الله عليه و آله: "(( إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر، أولهم علي، و آخرهم ولدي المهدي))ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج: 3، الباب: السابع و السبعون، ص: 447
والنتيجة أننا يمكن أن نقول للعالم في حالة وجود قرينة مثلا إمام الصلاة أو إمام المسجد أو إمام الأمة بمعنة القائد ،أما لفظ الإمام من دون قرينة حالية أو مقالية قد توهم بعض العوام من الناس أن عدد الأئمة لايقف عند العدد المشهور وهو إثنى عشر إمام عليهم السلام
وإطلاق لفظ الإمام على سيدنا العباس عليه السلام فيه مسامحة أيضا، فهو سيد هاشمي عظيم وعبد صالح وله منزلة ومكانة عالية عند الله عزوجل وعند أهل البيت عليهم السلام وإبن إمام وأخو إمام ، ولكنه ليس بإمام وليس من الأئمة عليهم السلام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف
أسعد الله تعالى أيامكم بذكرى ميلاد سيدنا قمر العشيرة وحامل اللواء عليه السلام
تعليق