تويت
الكثير من القضايا يتحدّاها الزمن ويُضعفها حتى يقيم الحجّة بشواهده وتجاربه وبراهينه على فشلها أو بطلانها ثم بعد ذلك يُجيد في أرشفتها ضمن رفوف النسيان والإندثار ويشكل نهائي .. و هذا ليس مصير القضايا الباطلة فقط وانما حتى القضايا التي يشوبها الباطل في بعض جوانبها المهمة فنراها وبشكل ذاتي وبتدخل الزمن تتخلّى عن باطلها لتبقى حقةً ناصعة ، قال تعالى { كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } الرعد ١٧ ، وقال تعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الانبياء ١٨ .
والإسلام عموماً ومذهب أهل البيت خصوصاً والقضية المهدوية على الوجه الأخص هي من أوضح أشكال ومصاديق هذا المفهوم وتجلّيات هذه الحقيقة .
فالزمن هو من أكبر الأمور التي تراهن عليها المهدوية ، وهي بنت الزمان والقائم عليها هو إمام الزمان وصاحبه وولي أمره بإذنٍ وتخويل من الله تعالى ..
ولهذا أن من يعتقد بهذه القضية ترى نفسه متعلقةً دائماً بالمستقبل ومرتقباً لكل جديد ومحاولاُ اسقاطه على خارطته الزمنية والعقدية فيما يخص هذه القضية المباركة .. فالتطورات الاجتماعية والعلمية والسياسية والفكرية والعسكرية .. الخ كلها عبارة عن مظاهر متنوّعة لصيرورة هذه القضية ومراحل تشكيلها ووضع لمسات في صورتها ..
#١٥_شعبان_ولادة_الأمل