أبو بكر لم يعمل بما عمل به رسول الله (ص) في أرض فدك .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لو جمعنا وربطنا متون الروايات الصحيحة المذكورة في كتب ومصادر علماء أهل السنة والجماعة بعضها من بعض لوجدنا بعض الحقائق المذكورة في مجموع هذه المتون ولكن يحتاج المرء الى التأمل والالتفات البسيط لكشفها .
ومن هذا القبيل مسألة فدك التي طالبت بها فاطمة الزهراء (ع) من أبي بكر لكن الأخير امتنع عن إعطائها أي شيء وقال لها بعض الكلام وهذا منه : ( و لأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) واليكم نص هذه الرواية :
اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه قال : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيــبر فقال أبوبكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و لأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكـر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ....... ) - 1 -
والسؤال هو : هل عمل أبو بكر في ارض فدك بما عمل به رسول الله محمد (ص) ؟؟؟
الجواب : كلا لم يعمل بما عمل بها النبي الاكرم محمد (ص) ويؤسفني القول أنه كان كاذبا في ادعائه هذا ولنشاهد ذلك معاً ومن كتب علماء اهل السنة والجماعة وبروايات صحيحة :
*** روى القندوزي في ينابيع المودة فقال : ( .... خامسا : قول الله تعالى : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا } - 2 - خصوصية لهم خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) ، قال (ص) لفاطمة (ع) : هذه فدك وهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك ) - 3 -
*** وروى الشيخ محمد البيومي فقال : ( وروى الهيمثي في مجمعه ، عن أبي سعيد ، قال : لما نزلت : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ( الإسراء : 26 ) } دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدكا.
- .... قال : رواه الطبراني ، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، وصححه المتقي في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، عن أبي سعيد ، قال : لما انزلت : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ( الإسراء : 26 ) } قال النبي (ص) : يا فاطمة لك فدك ، قال : أخرجه الحاكم في تاريخه ، وابن النجار - ( وانظر : فضائل الخمسة 3 / 136 ) - 4 -
اذا من خلال هاتان الروايتان الصحيحتان نستنتج أن أبا بكر لم يعمل بما عمل به النبي الاكرم محمد (ص) في فدك ، ولو أراد العمل بما عمل به النبي (ص) لأعطى وسلم فدك لفاطمة الزهراء (ع) .
******************************
الهوامش :
1 - صحيح البخاري كتاب المغازي ، غزوة خيبر ج 4 ، ص 1594 ، ح 3398 *** صحيح مسلم ، ج 3 ، ص 1380 ، ح 52 *** مسند احمد بن حنبل ، ج 1 ، ص 9 ، ح 55 قال محقق المسند شعيب الأرناؤوط صحيح على شرط البخاري ومسلم *** صحيح ابن حبان ، ج 11 ، ص 152 ، ح 4823 قال محقق الكتاب شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح *** سنن البيهقي ، ج 6 ، ص 300 *** نصب الراية للزيلعي ، ج 2 ، ص 360 *** طبقات ابن سعد ج 2 ، ص315 *** تاريخ المدينة لابن شبه النميري ، ج 1 ، ص 197 - 198 .
2 - الاسراء ، الاية 26 .
3 - القندوزي ، ينابيع المودة لذوي القربى ، ج 1 ، ص 138 و ص 359 .
4 - محمد بيومي ، السيدة فاطمة الزهراء (ع) ، ج 1 ، ص 140 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لو جمعنا وربطنا متون الروايات الصحيحة المذكورة في كتب ومصادر علماء أهل السنة والجماعة بعضها من بعض لوجدنا بعض الحقائق المذكورة في مجموع هذه المتون ولكن يحتاج المرء الى التأمل والالتفات البسيط لكشفها .
ومن هذا القبيل مسألة فدك التي طالبت بها فاطمة الزهراء (ع) من أبي بكر لكن الأخير امتنع عن إعطائها أي شيء وقال لها بعض الكلام وهذا منه : ( و لأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) واليكم نص هذه الرواية :
اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه قال : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيــبر فقال أبوبكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و لأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكـر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ....... ) - 1 -
والسؤال هو : هل عمل أبو بكر في ارض فدك بما عمل به رسول الله محمد (ص) ؟؟؟
الجواب : كلا لم يعمل بما عمل بها النبي الاكرم محمد (ص) ويؤسفني القول أنه كان كاذبا في ادعائه هذا ولنشاهد ذلك معاً ومن كتب علماء اهل السنة والجماعة وبروايات صحيحة :
*** روى القندوزي في ينابيع المودة فقال : ( .... خامسا : قول الله تعالى : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا } - 2 - خصوصية لهم خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) ، قال (ص) لفاطمة (ع) : هذه فدك وهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك ) - 3 -
*** وروى الشيخ محمد البيومي فقال : ( وروى الهيمثي في مجمعه ، عن أبي سعيد ، قال : لما نزلت : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ( الإسراء : 26 ) } دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدكا.
- .... قال : رواه الطبراني ، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، وصححه المتقي في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، عن أبي سعيد ، قال : لما انزلت : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ( الإسراء : 26 ) } قال النبي (ص) : يا فاطمة لك فدك ، قال : أخرجه الحاكم في تاريخه ، وابن النجار - ( وانظر : فضائل الخمسة 3 / 136 ) - 4 -
اذا من خلال هاتان الروايتان الصحيحتان نستنتج أن أبا بكر لم يعمل بما عمل به النبي الاكرم محمد (ص) في فدك ، ولو أراد العمل بما عمل به النبي (ص) لأعطى وسلم فدك لفاطمة الزهراء (ع) .
******************************
الهوامش :
1 - صحيح البخاري كتاب المغازي ، غزوة خيبر ج 4 ، ص 1594 ، ح 3398 *** صحيح مسلم ، ج 3 ، ص 1380 ، ح 52 *** مسند احمد بن حنبل ، ج 1 ، ص 9 ، ح 55 قال محقق المسند شعيب الأرناؤوط صحيح على شرط البخاري ومسلم *** صحيح ابن حبان ، ج 11 ، ص 152 ، ح 4823 قال محقق الكتاب شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح *** سنن البيهقي ، ج 6 ، ص 300 *** نصب الراية للزيلعي ، ج 2 ، ص 360 *** طبقات ابن سعد ج 2 ، ص315 *** تاريخ المدينة لابن شبه النميري ، ج 1 ، ص 197 - 198 .
2 - الاسراء ، الاية 26 .
3 - القندوزي ، ينابيع المودة لذوي القربى ، ج 1 ، ص 138 و ص 359 .
4 - محمد بيومي ، السيدة فاطمة الزهراء (ع) ، ج 1 ، ص 140 .
تعليق