إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

4- النَّفسُ التي تَهُمُ بالحَسنةِ والتي تَهُمُ بالسَيئةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 4- النَّفسُ التي تَهُمُ بالحَسنةِ والتي تَهُمُ بالسَيئةِ:-

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    النَّفسُ هذهِ التركيبَةُ الإلهيَّةُ بِحسبِ إرادتِهِ عّزَوجّلَّ وبِما يُناسبُ الإختبارَ لَها في هذهِ الحياةُ الدُّنيا والَّتي يتكونُ مِنها الإنسانُ ، وأنعمَ عِليها بالفطرةِ كَي تكونَ حُّجةٌ عَليها في يومِ الحِسابِ ، لقولِهِ تَعالى في كتابِهِ العزيزِ {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سُورةُ الرومِ آية (30) .
    أي وَجِه وَجهَكَ للدِّينِ فألزِمِ الاستقامةَ على نهجِ اللهِ تَعالى في هذا الدِّينِ ، ففي هذا الدِّينِ إستجابةٌ لِكلِّ مُتطلباتِ، وإستيعابٍ لِكلِّ حاجاتِ الإنسانِ في الحالاتِ السويّة، ، وإستيعابٍ لِكلِّ شخصيَّةِ الإنسانِ بأبعادِها المُختَلِفَةِ ، فالغَريزةُ الَّتي أودَعَها اللهُ في خلقِ الإنسانِ لا تَختلفُ مِنْ عصرٍ إلى عصرٍ، ولا زمانٍ إلى زمانٍ، ولا مكانٍ إلى مكانٍ ، وعلى الإنسانِ أنْ يَعتَرِفَ بهذهِ القيمومةِ مِنْ دينِ اللهِ عَليهِ ويَتقبلَها ويَخضعُ لها ، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ يَجهلونَ دورَ الدِّينِ في حياةِ الإنسانِ، ويقولُ الإمامُ الباقرُ عليه السّلام – في تفسيرِ هذه الآيةِ -( فَطَرَهُمُ على مَعرفَتِهِ أنَّهُ رَبَّهمُ، ولَوْلاَ ذَلكَ لم يعلموا - إذا سئلوا - مَنْ ربَّهم ولا مَنْ رازَقَهم ) البحار: 3 / 279 / 13.
    وعَليِهِ فَمِنْ جُملةِ ما تتَصرفُ بِهِ الغريزةُ بحثاً عَنِ إشباعِ صَحيفةِ المؤمنِ بالحسناتِ أو إشباعِ صحيفةِ الفاسقِ بالسَّيِّئاتِ ، وهذا بحثٌ في حياةٍ مُمكن أنْ يَملئُها هذا بالحسناتِ وذاكَ بالسَّيِّئات وثالثٌ يَخلطُ صَحيفتِهِ بِهما {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } سُورةُ التَّوبةِ آية (102) .
    والمُهمُّ في هذا كُلِّهِ ، صاحبُ الحسناتِ هو مِنَ الفائزينَ يقيناً ولكنَّ صاحبَ السَّيِّئاتِ والخالطِ لَهما كيفَ لهما أنْ يتخلَصا مِنَ السَّيِّئاتِ ؟؟؟؟ والجوابُ الواضحُ والصَّريحُ = التَّوبَةَ ثم التَّوبَةَ ثم التَّوبَةَ
    هيَ طريقُ الخَلاصِ مِنْ بلاَيا السَّيِّئاتِ والذنوبِ الّتي أثقلَتْ ظهورَ أصحابِها كَما وَرَدَ في هذهِ الرَّواية :- ( عَنْ أبي عبدِاللهِ ، أو عَنْ أبي جعفرٍ عليهما‌ السّلام قال : إنَّ آدم عليه‌ السّلام قال : ياربِّ سلَّطَتَ عَليَّ الشَّيطانَ و أجْرَيتَهُ مِني مَجرى الدَّمِ فاجعَلْ لي شيئاً ، فقالَ : يا آدمُ جَعلتُ لكَ أنَّ مَنْ هَمَّ مِنْ ذُّرَّيَّتِكَ بسَّيِّئةٍ لمْ تُكتبُ عليِهِ ، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ علَيِهِ سَّيِّئةً ، ومَنْ هَمَّ مِنهمُ بحسنةٍ فإنْ لمْ يَعمَلْها كُتِبَتْ لهُ حَسنةً ، وإنْ هو عَمِلَها كُتِبَتْ لهُ عشراً. قالَ : ياربِّ زِدنِي ، قالَ : جعلتُ لكَ أنَّ مَنْ عَمِلَ مِنْهم سَّيِّئةٍ ثُمَ إستغفرَ غُفِرَتْ لَهُ ، قالَ : ياربِّ زِدنِي ، قالَ : جَعلتُ لَهمُ التَّوبةَ وبَسطتُ لَهمُ التَّوبةَ حتى تَبلغَ النَّفسُ هذهِ ، قالَ : ياربِّ حَسبي) الكافي « ج ٢ ص ٤٤ » .
    أي أنَّ الشَّيطانَ لا يُفارقُ أبنَ آدمَ طِوالِ حياتِهِ الى مَوتِهِ ، والمَقصودُ أنَّ بابَ التَّوبَةِ مَفتوحٌ إلى أنْ تبلغَ النَّفسُ الحلقومَ وتَتحقَّقُ الغَرغَرَةُ فإذا بَلغتْ هذه فلا تَّوبةَ لأنَّهُ وقتُ المُعاينةِ والتَّوبةُ إنَّما يكونُ في حالِ الغيبِ وإنَّما قالَ آدمُ عليه السّلام : حَسبي لِعلمِهِ بأنَّ أكثرَ أولادَهُ إلّا مَنْ أخذتْ يدَهُ الشَّقَّاوةُ الأبديَّةُ تَدرُكُهُمُ الرَّحمةُ الواسعةُ وتُدخِلَهمُ في بابِ التَّوبَةِ ولو كانَ شيءٌ أنفعُ لأولادِهِ مِنْ هذهِ النِّعَمةُ المبسوطةُ لطلَبَهُ عليه السّلام.


    مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X