إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلى المرأة ( لا تكوني كزوجة الملك في زمن النبي إدريس - ع - ) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلى المرأة ( لا تكوني كزوجة الملك في زمن النبي إدريس - ع - ) .

    إلى المرأة ( لا تكوني كزوجة الملك في زمن النبي إدريس - ع - ) .

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    المرأة كالرجل مكلفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم إطاعة أي مخلوق إذا كانت هذه الإطاعة تستلزم معصية الله سبحانه وتعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
    حتى لوكان هذا المخلوق هو الأب أو الأم أو الزوج .
    بل على المرأة إذا شاروها زوجها بعمل ما وكان في هذا العمل فيه ذنب وارتكاب ظلم للنفس أو ظلم للناس أن تبعده من ارتكابه بشتى الوسائل والطرق ولا تشجعه على ذلك العمل . ويحرم عليها ان تحثه عليه وان تشجعه على فعله والا نالها العقاب والعذاب .

    يحكى أنه كان في زمن إدريس عليه السلام ملك ظالم جبار ، وكانت له زوجة من الأزارقة . وذات يوم خرج ذلك الملك للتنزه في الحقول والبراري ، فمرَّ بأرضٍ خضرة نضرة ، فأعجبته خضرتها ونضرتها ، فسأل عن صاحبها فقيل له : إنها لفلانٍ من الناس .
    وأرسل الملك الجبار إلى صاحب الأرض ، فجاءهُ ، وهو على خير دينه . قال له الملك الجبار : أترك لي أرضك أتمتع بها ؛ قال صاحب الأرض : إنّ عيالي أحوج إليها منك. فقال له : بعني إياها . فأبى الرجل ورفض أن يبيع أرضه .
    وعاد الملك الجبار إلى قصره غاضباً مقهوراً ، وراح يفكر كيف يأخذ الأرض من صاحبها ، فأصابه همٌّ وغمٌّ كبيران . فلما رأته زوجته على تلك الحال ، سألته عن السبب ، فحكى لها قصته مع الرجل صاحب الأرض ، وما كان من أمره .
    قالت زوجة الملك الجبار : لماذا لا تقتله وتأخذ أرضه ؟ فإن كنت تكره أن تقتله بغير سبب ، فاترك الأمر إليّ وأنا أتدبره ، وأصيِّر أرضه لك .
    وبعثت زوجة الملك إلى جماعة من الأزارقة فجاؤوها ، فأمرتهم أن يشهدوا على صاحب الأرض أنّه على غير دين الملك ، فشهدوا عليه بذلك ، فقتله الملك وأخذ أرضه .
    وغضب الله سبحانه لذلك الرجل ، فأوحى إلى إدريس ، فكان بدء نبوته عليه السلام: أن إذا لقيت عبدي ذلك الملك الجبار، فقل له: أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن، حتى أخذت أرضه وأحوجت عياله من بعده.. أما وعزتي وجلالي لأنتقمنَّ له منك في الآجل ، ولأسلبنّك ملكك في الحياة الدنيا، ولأخربنَّ مدينتك، ولأطعمنّ الكلام لحم امرأتك، فقد غرّك حلمي عنك وأناتي .
    ذهب إدريس عليه السلام إلى ذلك الملك، بأمر ربه ، وأبلغه رسالته إليه، فما كان من الملك الجبار إلاّ أن طرد إدريس، وهدّده بالقتل، بعد ما زينت له امرأته ذلك، وهوَّنت عليه أمر إدريس ورسالته قائله له : لايهولنّك رسالة إله إدريس... أنا أرسل إليه من يقتله فتبطل رسالة إلهه .
    وكان لإدريس عليه السلام أصحاب مؤمنون يأنس بهم، فأخبرهم بخبر رسالة الله إلى الملك الجبار، وبردّه عليها. فأشفقوا على إدريس ، وخافوا عليه القتل ، وحذروه من الملك وزوجته.
    وفعلاً، بعثت امرأة الملك الجبار جماعة من قومها الأزارقة ، ليقتلوا إدريس عليه السلام، فتفرقوا يبحثون عنه فلم يجدوه، وعرف أصحاب إدريس عليه السلام بالأمر، فقالوا له: خذ حذرك يا إدريس، واخرج من هذه المدينة، فإن الملك قاتلك إن لم تفعل .
    جمع إدريس عليه السلام في المدينة رهطاً من أصحابه، ولما كان السحر ناجي ربه قائلاً: يارب، إنّ الملك الجبار توعدني بالقتل، فماذا أفعل؟ فأوحى الله إليه: أن أخرج من مدينته، وخلني وإياه ، فوعزتي لأنفذنَّ فيه أمري.
    فقال إدريس عليه السلام : إنّ لي إليك يا ربّ حاجة ؟ فقال الله جل وعلا: سلها، تُعطها يا إدريس. قال إدريس عليه السلام : أسألك يا ربّ أن تمسك السماء على أهل هذه المدينة و ما حولها ، فلا تمطرهم حتى أسألك ذلك . قال الله سبحانه وتعالى : إذن تخرب المدينة ويجوعَ أهلها. فقال إدريس عليه السلام: وإن خربت ، وإن جاعوا.. قال تعالى : إني أعطيتك يا إدريس ما سألت..
    وأخبر إدريس إصحابه بحبس المطر عن المدينة ، وخرج وخرجوا معه وهم عشرون رجلاً ، ثم تفرقوا في القرى ، وآوى إدريس عليه السلام إلى كهفٍ في الجبل ، وقد وكّل الله به ملكاً يأتيه بطعامه وشرابه عند كل مساء .
    وخربت المدينة ، وأنهار مُلكُ الملك الجبار ، إذ سلّط الله عليه جباراً آخر ، سلبه مُلكه وقتل زوجته وأطعم الكلاب لحمها .
    وظلّت السماء محبوسة القطر عشرين سنة لا تمطر ، حتى صار أهل تلك المدينة يجمعون الطعام من القرى المجاورة ، ويتمنون أن يرجع إدريس إليهم ، ليدعو ربه أن يبعث المطر . ثم إنهم أجمعوا أمرهم على أن يتوبوا إلى الله ، ويسألوه أن يُرسل السماء عليهم مدرارا .
    وهكذا كان ، فقاموا على الرماد ، ولبسوا المسوح ، وحثوا التراب على رؤوسهم ... فتاب الله عليهم ، وهو التواب الرحيم .
    وأوحى الله إلى إدريس عليه السلام ، أن قد تاب قومك ، وقبلت أنا توبتهم ، وكنت أنت قد سألتني أن أمنع المطر عنهم ، وألا أرسله إلاّ إذا سألتني ذلك ، فسلني يا إدريس ... فقال إدريس عليه السلام : أللهم إني لا أسألك . فأوحى الله عز وجل إلى الملك الذي كان يأتيه بطعامه وشرابه، أن يمتنع عن ذلك. فلما أمسى إدريس لم يؤت بطعام ولا شراب ، فجاع وحزن .. وكذلك في اليوم التالي ، فلما اشتد جوعه ناجى ربّه قائلاً : يا رب ، حبست عني رزقي من قبل أن تقبض روحي ... فأوحى الله إليه : يا إدريس ، جزعت أن حبست عنك طعامك ثلاثة أيام ولياليها، ولم تجزع ولم تنكر جوع أهل مدينتك وجهدهم عشرين عاماً ، وقد سألتك لجهدهم ورحمتي إياهم ، أن تسألني أن أمر السماء عليهم، فلم تسألني وبخلت عليهم بمسألتك إياي، فأذقتك الجوع فقلَّ اصطبارك ، وظهر جزعك ، فاهبط من موضعك ، واطلب لنفسك المعاش ، فإني قد وكلتك في طلبه إلى حيلك .
    وهبط إدريس عليه السلام من كهفه ، وراح يطلب أكلة من جوع ، فرآى الدخان يتصاعد من احد منازل المدينة، فقصده فإذا فيه امرأة عجوز تقلي قرصين على مقلاة. فقال لها : أطعميني أيتها العجوز، فإنني جائع مجهود. قالت العجوز: ياعبد الله، ما تركت لنا دعوة إدريس فضلاً نطعمه أحدا... وحلفت له أنها لا تملك شيئاً غير القرصين ، ثم قالت له : إذهب واطلب المعاش من غير أهل هذه المدينة .
    وكان إدريس عليه السلام لا يقوى على المشي من شدة الجوع، فقال لها : يا أمة الله .. أطعميني ما أُمسك به روحي، وتحملني به رجلاي حتى أطلب ... قالت : إنما هما قرصان : واحد لي والآخر لابني، فإن أطعمتك قرصي مِتُّ من الجوع ، وإن أعطيتك قوت ابني مات هو الآخر . فقال لها : إنّ ابنك صغير يكفيه نصف قرص فيحيا به ، وأنا يكفيني النصف الآخر فأحيا به .. فأكلت العجوز قرصها ، وقسمت الآخر نصفين ، فأعطت إدريس نصفاً وابنها النصف الآخر .
    وما أن رأى ابن العجوز إدريس يأكل من قرصه ، حتى اضطرب ومات .. فقامت أمه : يا عبد الله ، قتلت ولدي جزعاً على قوته ... قال إدريس عليه السلام : فأنا أحييه لك بإذن الله ، فلا تجزعي .
    وأخذ إدريس بعضدي الصبي ثم قال : أيتها الروح الخارجة من جسم هذا الغلام ، بإذن الله تعالى ، إرجعي إلى بدنه بإذن الله .. أنا إدريس النبي . فرجعت الروح إلى بدن الصبي بإذن الله ..
    سمعت المرأة كلام إدريس ، ورأت ابنها وقد عادت إليه الحياة بعد موته ، فقالت : أشهد إنك لأنت إدريس ... وخرجت من بيتها تصرخ بأعلى صوتها : أبشروا بالفرج ، فقد عاد إدريس إلى مدينتكم .
    ومضى إدريس عليه السلام حتى وصل إلى موضع مدينة الملك الجبار الأول ، فتهافت الناس عليه، من أطراف المدينة ، تهافت الفراش على النور ، وراحوا يرجونه أن يرحمهم ، ويدعو الله لهم ، حتى يأتيه الملك الجبار الثاني ، الذي سلب ملك الجبار الأوّل ، ماشياً حافياً مع أهل مدينته ، ليتأكد أنهم تابوا إلى الله ، ولن يؤذوه من جديد .
    وعرف الجبار بأمر إدريس عليه السلام ، فبعث أربعين رجلاً ليأتوه به ، فلما وصلوا إليه ، أخبروه أنهم لمبعوثين ليأخذوه إلى الملك ، فدعا إدريس عليهم ، فماتوا جميعهم .
    وأرسل الملك الجبار بعدهم خمسمئة رجل ، عسى أن يأتوه بإدريس عليه السلام . فلما وصلوا إليه ، وعلم أنهم جاؤوا ليأخذوه إلى الملك ، قال لهم : أما ترون مصارع أصحابكم ، فإياكم أن تفعلوا ما أمركم به الملك الجبار ، فيكون مصيركم كمصيرهم .
    فقالوا : يا إدريس ، أما عندك من رحمة ... أهلكتنا بالجوع والعطش عشرين عاماً ، وتريد أن تدعو علينا بالموت ؟ أفلا تدعو الله أن يمطر السماء ؟ قال إدريس عليه السلام : لن أفعل حتى يأتيني ملككم ، وأهل مدينتكم مشاة حفاة .
    ورجع الرجال إلى الملك الجبار ، وراحوا يرجونه أن يمشي معهم حافياً إلى إدريس عليه السلام ، وإلا هلكوا جميعاً ، فسار الملك الجبار ومن خلفه أهل المدينة إلى إدريس ، حتى ركعوا بين يديه ، فقال إدريس عليه السلام : أمّا الآن ، فسأدعو ربي أن يرسل السماء عليكم مدرارا .
    دعا إدريس عليه السلام ربه أن تمطر السماء عليهم وعلى نواحيهم ، فما هي إلا لحظة حتى ظللتهم غمامة من السماء ، فأبرقت وأرعدت ، ثم هطلت عليهم حتى ظنوا أنه الغرق ) - 1 -

    ***************************
    الهوامش :

    1 -
    كمال الدين للصدوق ص127
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X