أجْرَيْتَ بَحْرَاً زَاخِرَ الأنْبَاءِ
*** أرْسَيْتَ مَوْجَاً مُثْقَلَ الأَّعْبَاءِ
وَنَشَرْتَ مِشْكَاةً مِن اللألاءِ
*** أذْهَلْتَ مِنْهَا طَالِعَ الأنْوَاء
يا مَرْفَأً فِيْهِ السَفِينَةُ تَهْتَدِي
*** بِرِكَابِها مِنْ خَبْطَةٍ عَشْوَاءِ
مابينَ مُجْرَاها ومُرْسَاها لنا
*** حُصْنَا مَنِيْعَا مِنْ حُمَى البُرَحاء
نَتَوَسَّمُ الإيمَانَ مِنْ أنْحَائِها
*** نُورَا يُخَفِّفُ وَطْأةَ الأرْزَاءِ
نستلهمُ الشَرَفَ العظيمَ بظلِها
*** مُتنقلينَ وَرِقَّةَ الأنْدَاءِ
يا سَادَتِي بِكُمُ اتَّخَذْتُ هِدِايَتِي
*** وَإليْكُمُ بِشَكِيمَةٍ إمْضَائِي
كَمِهَتْ عُيُونُ الشَامِتِينَ وَأبْصَرَتْ
*** عَيْنٌ لكُمْ تَهْفو إلى الآلاءِ
خَرِسَتْ بأفْوَاهِ المُجُونِ مَنَاطِقٌ
*** وَرَقَتْ فَضَائِلُكُمْ إلى العَلياءِ
للهِ دَرُكُمُ فَوَجْدِيَ صَادِيَاً
*** بَيْنَ الحَنَايَا كَامِنَ الأحْشَاءِ
ونَدَاهُ إنْ سَجَمَتْ عَلَيْهِ سَوَابِغٌ
*** مِنْكُمْ إلَيْهِ بِغُدْوَةٍ وَمَسَاءِ
شَرُفَ الوجودُ وَتُرْبَةٌ طابَتْ بكُمْ
*** وَعَلتْ مَنَابِرُكُمْ عُلُوَّ ذُكَاءِ
يا صَاحِبَ العَصْرِ القلوبُ تَفَطَّرَتْ
*** وَتَنَاثَرَتْ مِنْ شِدَّةِ البُرَحَاءِ
في كُلِّ يَومٍ تُسْتبَاحُ مَعَالِمٌ
*** والضَيْمُ يَعْلو رَايَةَ الأعْدَاءِ
لمْ يَبْقَ للإسلامِ إلا قبْضَةٌ
*** في رَاحِها جَمَراتُ ذي الأرْزَاءِ
حَمِيَتْ على مَرِ الزَّمَانِ جِمَارُها
*** وَتَلوَّنَتْ مِنْ حُمْرَةِ الأهْوَاءِ
وتلبَّسَتْ فِتَنٌ بجلبَابِ الهُدى
*** وتبَرَّجَتْ في زِينَةِ العُقلاءِ
حتى شَكا القرآنُ مِنْ هِجْرَانِهِ
*** وكذاكَ حَالُ السُّنَّةِ الغَرَّاءِ
يا صَاحِبَ العَصْرِ النُفوسُ تَخاذلتْ
*** وتغَرَّبَتْ في سَاحَةِ اللُقَطاءِ
فرَأتْ بأنَّ الدِينَ نَهْجٌ سَالفٌ
*** والنَّهْلُ مِنهُ طريقةُ الغُرَبَاءِ
ورَأتْ بأنَّ العِزَّ في طلبِ العُلا
*** تَرْكُ الشَرِيعَةِ مِن دَوَاءِ الدَّاءِ
واليومَ أضْحَتْ للتقِيةِ حُكْمُها
*** بَينَ الأنَامِ عَلى خُطىً حَذَّاءِ
فالمؤمِنونَ تعَاهَدوها بَعدما
*** كانتْ لهُمْ حِرْزَا مِن الأعْدَاءِ
واليومَ بَينَ المؤمِنينَ أخَالُها
*** حِصْنَا تَقِيهُمَ كثرةَ الجُهَلاءِ
يا صَاحِبَ الشَأنِ العظيمِ ألمْ يَئِنْ
*** مِنكَ الظُهُورُ وفَرْجَةُ الكُرَبَاءِ
قدْ مَزَّقَ الشَوقُ اصْطِبَارَ قلوبِنا
*** والعَينُ دُونَ رؤاكَ فِي أقْذاءِ
كَم أرَّقَ العشاقَ طولُ غيابِكم
*** والصَبُ قدْ سَلَبَ الكَرَى بِخَفَاءِ
عَجِّلْ فَرُوحِي فِدْوَةٌ لكَ سَيدِي
*** أهْلِي وَمَالِي رهنةُ الإمْضَاءِ
عَجِّلْ فَإنَّ الدينَ يَسْتَجْدِيكَ مَا
*** حَلتْ بِهِ مِنْ فِتنَةٍ شَعْوَاءِ
عَجِّلْ فَدَاكَ العِلمُ والبَحْرُ الذي
*** لولاكُمُ مَا قِيمَةُ العُلمَاءِ؟!
يا صَاحِبَ العَصْرِ الحَيَاةُ تَوَقَفَتْ
*** عَنْ لحْنِهَا المَنْشُودِ بالصَّفْوَاءِ
صَمَّاءُ عَجْمَاءُ البَيَانِ وليْتَها
*** وَعَتْ الحَيَاةَ بِصُحْبَةٍ وَوَفَاءِ
عَجِّلْ وفُتَّ الصَّخْرَ مِنْ جُلْمُودِهِ
*** والطوْدَ دَكَّا يا بَنِي النُّجَبَاءِ
عَجِّلْ وشُدَّ الأمْتَ والعِوَجَ الذي
*** طَمَسَتْهُ أيْدِي الجَوْرِ والفَحْشَاءِ
وخُذْ القِصَاصَ مِن الذينَ تَوَاثَبُوا
*** يَوْمَ الطفوفِ بِفَلْذَةِ الزَّهْرَاءِ
واثأرْ لِجَدِكَ مِنْ أُمَيَّةَ وَالأُلى
*** أحيوا شَعَائِرَهُمْ بِلا اسْتِحْيَاءِ
فَمَتى نَرَى مِنْ مَغْرِبٍ يا سَيدي
*** بَزَغَتْ لنا شَمْسُ الضُحَى بِجَلاءِ
ومَتى نَرَاهُ مُنَادياً مَنْ في السما
*** ظَهَرَ الإمَامُ بِصَرْخَةِ الأنْبَاءِ
إيهٍ أيا حَامِي الشَّرِيعَةِ إنَّنَا
*** فَوْقَ الجِمَارِ نَسِيرُ في إمْضَاءِ
هَذِي جِمَارُ الإنْتِظَارِ تَحُوْطُنَا
*** وأنِينُ أخْمَصِنا مِن الأحْشَاءِ
يا صَاحِبَ العَصْرِ البِدَارَ فَإنَّنَا
*** نَفْدِيْكَ بِالأرْوَاحِ وَالأشْلاءِ
شوقي أحمد
*** أرْسَيْتَ مَوْجَاً مُثْقَلَ الأَّعْبَاءِ
وَنَشَرْتَ مِشْكَاةً مِن اللألاءِ
*** أذْهَلْتَ مِنْهَا طَالِعَ الأنْوَاء
يا مَرْفَأً فِيْهِ السَفِينَةُ تَهْتَدِي
*** بِرِكَابِها مِنْ خَبْطَةٍ عَشْوَاءِ
مابينَ مُجْرَاها ومُرْسَاها لنا
*** حُصْنَا مَنِيْعَا مِنْ حُمَى البُرَحاء
نَتَوَسَّمُ الإيمَانَ مِنْ أنْحَائِها
*** نُورَا يُخَفِّفُ وَطْأةَ الأرْزَاءِ
نستلهمُ الشَرَفَ العظيمَ بظلِها
*** مُتنقلينَ وَرِقَّةَ الأنْدَاءِ
يا سَادَتِي بِكُمُ اتَّخَذْتُ هِدِايَتِي
*** وَإليْكُمُ بِشَكِيمَةٍ إمْضَائِي
كَمِهَتْ عُيُونُ الشَامِتِينَ وَأبْصَرَتْ
*** عَيْنٌ لكُمْ تَهْفو إلى الآلاءِ
خَرِسَتْ بأفْوَاهِ المُجُونِ مَنَاطِقٌ
*** وَرَقَتْ فَضَائِلُكُمْ إلى العَلياءِ
للهِ دَرُكُمُ فَوَجْدِيَ صَادِيَاً
*** بَيْنَ الحَنَايَا كَامِنَ الأحْشَاءِ
ونَدَاهُ إنْ سَجَمَتْ عَلَيْهِ سَوَابِغٌ
*** مِنْكُمْ إلَيْهِ بِغُدْوَةٍ وَمَسَاءِ
شَرُفَ الوجودُ وَتُرْبَةٌ طابَتْ بكُمْ
*** وَعَلتْ مَنَابِرُكُمْ عُلُوَّ ذُكَاءِ
يا صَاحِبَ العَصْرِ القلوبُ تَفَطَّرَتْ
*** وَتَنَاثَرَتْ مِنْ شِدَّةِ البُرَحَاءِ
في كُلِّ يَومٍ تُسْتبَاحُ مَعَالِمٌ
*** والضَيْمُ يَعْلو رَايَةَ الأعْدَاءِ
لمْ يَبْقَ للإسلامِ إلا قبْضَةٌ
*** في رَاحِها جَمَراتُ ذي الأرْزَاءِ
حَمِيَتْ على مَرِ الزَّمَانِ جِمَارُها
*** وَتَلوَّنَتْ مِنْ حُمْرَةِ الأهْوَاءِ
وتلبَّسَتْ فِتَنٌ بجلبَابِ الهُدى
*** وتبَرَّجَتْ في زِينَةِ العُقلاءِ
حتى شَكا القرآنُ مِنْ هِجْرَانِهِ
*** وكذاكَ حَالُ السُّنَّةِ الغَرَّاءِ
يا صَاحِبَ العَصْرِ النُفوسُ تَخاذلتْ
*** وتغَرَّبَتْ في سَاحَةِ اللُقَطاءِ
فرَأتْ بأنَّ الدِينَ نَهْجٌ سَالفٌ
*** والنَّهْلُ مِنهُ طريقةُ الغُرَبَاءِ
ورَأتْ بأنَّ العِزَّ في طلبِ العُلا
*** تَرْكُ الشَرِيعَةِ مِن دَوَاءِ الدَّاءِ
واليومَ أضْحَتْ للتقِيةِ حُكْمُها
*** بَينَ الأنَامِ عَلى خُطىً حَذَّاءِ
فالمؤمِنونَ تعَاهَدوها بَعدما
*** كانتْ لهُمْ حِرْزَا مِن الأعْدَاءِ
واليومَ بَينَ المؤمِنينَ أخَالُها
*** حِصْنَا تَقِيهُمَ كثرةَ الجُهَلاءِ
يا صَاحِبَ الشَأنِ العظيمِ ألمْ يَئِنْ
*** مِنكَ الظُهُورُ وفَرْجَةُ الكُرَبَاءِ
قدْ مَزَّقَ الشَوقُ اصْطِبَارَ قلوبِنا
*** والعَينُ دُونَ رؤاكَ فِي أقْذاءِ
كَم أرَّقَ العشاقَ طولُ غيابِكم
*** والصَبُ قدْ سَلَبَ الكَرَى بِخَفَاءِ
عَجِّلْ فَرُوحِي فِدْوَةٌ لكَ سَيدِي
*** أهْلِي وَمَالِي رهنةُ الإمْضَاءِ
عَجِّلْ فَإنَّ الدينَ يَسْتَجْدِيكَ مَا
*** حَلتْ بِهِ مِنْ فِتنَةٍ شَعْوَاءِ
عَجِّلْ فَدَاكَ العِلمُ والبَحْرُ الذي
*** لولاكُمُ مَا قِيمَةُ العُلمَاءِ؟!
يا صَاحِبَ العَصْرِ الحَيَاةُ تَوَقَفَتْ
*** عَنْ لحْنِهَا المَنْشُودِ بالصَّفْوَاءِ
صَمَّاءُ عَجْمَاءُ البَيَانِ وليْتَها
*** وَعَتْ الحَيَاةَ بِصُحْبَةٍ وَوَفَاءِ
عَجِّلْ وفُتَّ الصَّخْرَ مِنْ جُلْمُودِهِ
*** والطوْدَ دَكَّا يا بَنِي النُّجَبَاءِ
عَجِّلْ وشُدَّ الأمْتَ والعِوَجَ الذي
*** طَمَسَتْهُ أيْدِي الجَوْرِ والفَحْشَاءِ
وخُذْ القِصَاصَ مِن الذينَ تَوَاثَبُوا
*** يَوْمَ الطفوفِ بِفَلْذَةِ الزَّهْرَاءِ
واثأرْ لِجَدِكَ مِنْ أُمَيَّةَ وَالأُلى
*** أحيوا شَعَائِرَهُمْ بِلا اسْتِحْيَاءِ
فَمَتى نَرَى مِنْ مَغْرِبٍ يا سَيدي
*** بَزَغَتْ لنا شَمْسُ الضُحَى بِجَلاءِ
ومَتى نَرَاهُ مُنَادياً مَنْ في السما
*** ظَهَرَ الإمَامُ بِصَرْخَةِ الأنْبَاءِ
إيهٍ أيا حَامِي الشَّرِيعَةِ إنَّنَا
*** فَوْقَ الجِمَارِ نَسِيرُ في إمْضَاءِ
هَذِي جِمَارُ الإنْتِظَارِ تَحُوْطُنَا
*** وأنِينُ أخْمَصِنا مِن الأحْشَاءِ
يا صَاحِبَ العَصْرِ البِدَارَ فَإنَّنَا
*** نَفْدِيْكَ بِالأرْوَاحِ وَالأشْلاءِ
شوقي أحمد
تعليق