الزرافة هي ذلك الحيوان الذي يعدّ من أطول الحيوانات قامة طولها يزيد على ستة أمتار هذا الحيوان من أشدّ المخلوقات تيقظاً وخفةً زوّدها الله بعينين جاحظتين تستطيعان أن تَرَيَا ثلاثمائة وستين درجة وهي واقفة رأسها كالبرج وعيناها تجوسان الأفق كلّه من كلّ الزوايا وتزن طنّاً واحداً وإذا عدت تجاوزت سرعتها الستين كيلو متراً في الساعة.
لها أطول رغامى في الكائنات التي خلقها الله رغامتها تزيد على متر ونصف رأسها ضخم أريد من هذا الموضوع شيئاً واحداً أنّ هذا الرأس الضخم وهذه الرقبة الطويلة التي تزيد على مترين إذا أرادت أن تضع رأسها في الأرض لتأكل ممّا عليها ينهمر الّدم كلّه إلى رأسها فإذا تدفق الدم إلى رأسها احتقنت شرايين الدماغ فإذا رفعت رأسها فجأة فلا بدّ أن تصاب بالدُّوار والإغماء قطعاً لذلك جهَّزها الله بآليّة عجيبة حيّرت العلماء؛ شرايين رأس هذه الزرافة من طبيعة خاصّة؛ لهذه الشرايين عضلات إذا جاءها الدم تتسع بفعل انبساطها حتى تستوعب جميع الدم الذي جاء إلى الرأس بفعل الجاذبية ولكلّ هذه الشرايين صمّامات؛ حينما ترفع رأسها فجأة تغلق الصمّامات كلّها فتبقى هذه الكميّة من الدم في رأسها؛ ثمّ تفتح شيئاً فشيئاً، عندها يعود الدم تدريجيّاً إلى بقيّة شرايين الجسم وآليّة هذه الشرايين تلفت النظر؛ إذا جاءها الدم كثيفاً توسّعت واستوعبت، فإذا رفعت الزرافة رأسها فجأة أغلقت الشرايين صمّاماتها محتبسة الدم فيها كي لا تصاب بالدّوار والإغماء .
من جهّزها بهذا الجهاز؟ من جعل لهذه الشرايين هذه العضلات؟ أليس هو العليم الحكيم الخالق القادر الغنيّ الحميد؟ ( صنع الله الذي أتقن كلّ شيء)
وإنّ قلب الزرافة يدفع في الدقيقة الواحدة خمساً وخمسين لتراً من الدم.
فأي شيء وقعت عينك عليه هو آية دالّة على عظمة الله وتدلّ على أنّ الله هو الواحد الديّان الفرد الصمد الواحد الأحد
---------------------------
من آيات الله في الآفاق