الحادي عشر من شعبان المعظّم ولادةُ شبيه الرسول وحفيده علي الأكبر (عليهما السلام)
١٥ آذار ٢٠٢٢ ٨:١٢
استبشَرَ البيتُ العلويّ في مثل هذا اليوم الحادي عشر من شهر شعبان المعظّم، بولادة قمرٍ من الأقمار العلويّة وهو عليّ الأكبر(عليه السلام)، فقد كان عظيماً من عظماء الشبيبة الهاشميّة الذين جسّدوا إرادة الإسلام وتضحياته.
سطَعَ نجمُه في أفق الطفّ وفوق بطحاء كربلاء مجاهداً في سبيل الإسلام ومبادئ أبيه سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).
والأكبر هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، كنيته أبو الحسن، وأمّه ليلى بنت أبي عروة بن مسعود الثقفيّ.
ولعليّ الأكبر(عليه السلام) مقامٌ عظيم عند أهل البيت(عليهم السلام)، ونجد ذلك الأمر واضحاً عندما خرج يوم عاشوراء للقتال بعد أن استأذن أباه الإمام الحسين(عليه السلام)، فنظر إليه الإمام (عليه السلام) وأرخى عينيه وبكى ورفع شيبته الكريمة نحو السماء وقال: (اللّهمّ اشهدْ على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلامٌ أشبه الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومَنْطِقاً برسولك الكريم، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إلى وجهه، اللّهمّ امنعْهم بركات الأرض وفرّقهم تفريقاً ومزّقهم تمزيقاً واجعلْهم طرائقَ قدداً ولا تُرْضِ الولُاة عنهم أبداً، فإنّهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يقاتلونا).
هكذا كانت منزلة علي الأكبر(عليه السلام) عند أبيه الإمام الحسين وأهل بيته(عليهم السلام)، وفي الزيارة الشريفة نرى الإمام الصادق(عليه السلام) يخاطبه قائلاً: (بأبي أنت وأمّي من مذبوحٍ ومقتولٍ من غير جرم)، فللّه درّك يا سيّدي يا عليّ الأكبر على هذا المقام وهذه المنزلة العظيمة.
ويوصَفُ (سلامُ الله عليه) أنّه كان جميلاً حسن المنظر أشبه الناس بجدّه رسول الله محمد(صلّى الله عليه وآله) خَلْقاً وخُلُقا ومَنْطِقاً، وشُجاعاً لا يهاب الحروب وقد اكتسبها من جدّه أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام)، وكان (سلام الله عليه) موصوفاً بجميع المحامد والمحاسن كآبائه الطاهرين، معروفاً بالزّهد والعبادة وقِرى الضيف وإطعام المساكين وإكرام الوافدين.
يقع قبره الشريف عند رجلَيْ والده الإمام الحسين(عليه السلام)، ويُستحبّ عند الزيارة الوقوف عند الرجلين وزيارة علي بن الحسين بهذه الزيارة: ((اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ)).
فسلامٌ عليه يوم وُلِدَ ويوم استُشْهِد ويوم يُبعث حيّاً.
من شبكة الكفيل العالمية
تعليق