اللهم صل على محمد وآل محمد
هل تعلم أنّ من مظاهر عبقريّة الإمام الصادق عليه السلام رأيه في الرضاعة السليمة وتوجيهه الأمهات إلى إرضاع الطفل وهو راكد إلى الجهة اليسرى من أمّه؟ وطوال قرون مممتدّة ظلت الحكمة من هذه النصيحة خافية على الكثيرين حتى في عصر النهضة والتجديد ولم يقع أحد على الفوائد المرتجاة من تطبيقها عملياً عند الرضاعة إلى أن توصّل الغرب من خلال دراساته أنّ الطفل في أيّامه الأولى يكون أهدأ وأقلّ بكاءً لو نام إلى الجانب الأيسر لأمّه. وأمّا إن نام إلى الناحية اليمنى فهو يستيقظ في فترات قصيرة متقطّعة وينخرط في البكاء. وقد أنفقت جامعة كورنيل وقتاً طويلاً في بحث هذا الموضوع إلى أن تمّ اكتشاف الأشعة التي يسّرت على الأطباء رؤية الجنين في رحم أمّه وتصويره فتبيّن أنّ ضربات قلب الأم تحدث أمواجاً تنتشر في جسمها وتصل إلى سمع الطفل ولأن الطفل اعتاد على سماع ضربات قلب أمّه منذ كان جنيناً في الرحم فهو يرتبط بأمّه ويتعلّق بها ويشعر بهدوء وراحة بالقرب من نبضات قلبها وهذا هو *السر* في أنّ حمل الطفل من ناحية اليسرى للأم يجعله أكثر إطمئناناً وهدوءاً وهو مايفتقر إليه الجانب الأيمن للأم. فلولا جهود المعهد العلمي الجامعي لما عرفنا أهمّيّة النظريّة التي ساقها الإمام الصادق عليه السلام في هذا المقام ومؤدّاها أنّ الرضاعة السليمة تقتضي من الأم توسيد طفلهاإلى جانبها الأيسر لا الأيمن. وقد ارتأى مركز الولادة ورعاية الطفل التابعة لجامعة كورنيل تجهيز جميع فروعه ووحداته بجهاز يوضع في غرفة الأطفال الحديثي العهد بالولادة ومهمّته بث صوت شبيه بنبضات قلب الأم وزوّدت أسرّة الأطفال بجهاز مهمّته نقل صوت هذه الضربات إليهم. ومعروف أنّ قلب الشخص البالغ السليم يدقّ عادة ٧٢ مرّة في الدقيقة، ومن التجارب التي أجريت على الأطفال زيادة عدد نبضات القلب إلى ١٢٠ نبضة في الدقيقة فانزعج الأطفال وارتفع عقائرهم بالبكاء فأعيدت النبضات إلى وضعها الطبيعي فكفّ الأطفال عن البكاء وجربت عدّة مرات والنتيجة واحدة. وأجريت تجربة أخرى وضع مجموعة من الرضع في غرفة بها جهاز يقلّد ضربات قلب الأم ووضع مجموعة أخرى في غرفة يخيّم عليها الهدوء فتبيّن لهم أنّ المجموعة الأولى الذين يسمعون صوت النبضات يزيد وزنهم بسرعة تفوق سرعة الوزن لدى أطفال المجموعة الثانية. وروي الدكتور (سولك) أنّ الأطفال الذين يستيقظون ليلاً يهتدوا لثدي أمهم الأيسر بظلمة الليل من دون مساعدة إذ أنّه يهتدي بسماع ضربات قلب الأم ولا تعليل سوى ذلك لهذه الظاهرة
-----------------------------------------
من الإمام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب (مترجم)
تعليق