بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.
يعتقد الإماميّة اعتقاداً جازماً بأنّ الإمام المهديّ قد وُلد فعلاً، وأنّه حيّ يُرزق إلى يومنا هذا، لأنّ الأرض لا تخلو من إمام، ويمتلكون على هذا المعتقد أدلّة قطعيّة يقينيّة لا يمكن أن يرقى إليها الشكّ، لأن هذه الأدلّة متنوّعة بين العقليّة والنقليّة التي تفيد اليقين القطعيّ بولادة الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وانطلاقاً من الدليل العقليّ على وجود حجّة لله تعالى في كلّ زمان، وأنّ هذا أمر ضروريّ لا يمكن إنكاره، نصل إلى الأدلّة النقليّة المتعدِّدة التي تصبّ في خانة الدليل العقليّ وتؤكِّده. وتتنوّع هذه الأدلّة النقليّة في عدّة اتجاهات محقّقة اليقين بولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
الدليل العقليّ على إثبات الولادة
ويتكوّن الدليل العقليّ[1] الذي سنعرضه من مقدّمات عدّة، مبتنية على قاعدة اللطف.
ومقدّمات هذا الدليل على الشكل الآتي:
المقدّمة الأولى: خلق الله - تعالى- الخلق لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، حتّى يصلوا إلى الكمال الفرديّ والعدالة الاجتماعيّة.
المقدّمة الثانية: هداية الخلق وإخراجُهم من الظلمات إلى النور، حتّى يصلوا إلى الكمال، يتوقَّف على وجود مُربٍّ عالم، وينبغي بحكم العقل أن يكون متَّصفاً بالكمال والعدل حتّى يملأها قسطاً وعدلاً.
المقدّمة الثالثة: وحيث إنّ الهداية من الله واجبة من باب اللطف والرحمة، وممّا كتب الله على نفسه، وليس من باب الوجوب على الله.
النتيجة: لا بدّ من وجود شخص كامل عالم في كلّ زمان، وهذا الشخص هو المعصوم عليه السلام.
فكما أنَّ العقل يدرك أنَّ الله -تبارك وتعالى- يجب أن يوجِد ويوفّر للخلق أسباب تكاملهم من عيون تبصر وآذان تسمع، فكذلك لا بدَّ من أن يوجِد لهم ما به يتكاملون من الناحية المعنويّة، وهو وجود الإمام المعصوم[2].
وحيث إنّ الحاجة إلى الهداية لا تختصّ بزمن دون آخر، أو أمّة دون أخرى، والدليل العقليّ لا يخصَّص، فوجود المعصوم لا يختصُّ بزمن أو أمّة، بل هو أمر مستمرّ. فالدليل العقليّ على وجود الإمام المهديّ يُثبِت وجوب وجود الإمام إلى آخر الزمان. كذلك يثبت وجوب وجود الإمام من أوّل الزمان، بمعنى الالتزام بوجود حجّة لله -سبحانه- على الناس قبل ولادة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وبعد رفع النبيّ عيسى. وهذا أمر ضروريّ. وهو ما أكّدته النصوص الإسلاميّة في القرآن والروايات.
________________________________
[1] فالعقل يجزم ويحكم بالعدل والحكمة لله سبحانه وتعالى، ويحكم بقبح أن يترك الله خلقه سدى من دون قيّم وإمام. والعقل يحكم بوجوب الإمامة بدليل اللطف، لما ثبت من كون الإمامة لطفاً من الله -تعالى-. فمقتضى كرمه تعالى أن يهيّئ لعباده وسائل الطاعة، ويصرفهم عن طرق الفساد، وهو لطف، والإمامة من الألطاف الإلهيّة التي لا يحسن التكليف من دونها، فجرت مجرى سائر الألطاف الإلهيّة، إذ الأمّة محتاجة إلى أخذ معالم دينها من الإمام، والإمام لا يكون عندنا إلّا مَن هو عالم بجميع ما تحتاج إليه الرعيّة، ولكن مع كون هذه الأدلّة عقليّة إلّا أنّها تثبت الإمامة بشكل عامّ، ومن ضمنها إثبات وجود الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، لكون العقل لا يستطيع إثبات الأمور الجزئيّة الخارجيّة، فهي لا يمكن إثباتها إلّا بالأدلّة الشرعيّة، وهي الآيات القرآنيّة وأحاديث المعصومين عليه السلام، ومع ذلك فإنّ إثبات الإمامة ووجوب وجود الإمام في كلّ زمان يكفي في إثبات وجود الحجّة الغائب في هذا الزمان.
[2] الدهنين، الشيخ علي، المعارف المهدويّة قراءة تمهيدية، إعداد وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، العراق النجف الأشرف، 1434هـ، ط1، ص42-4
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.
يعتقد الإماميّة اعتقاداً جازماً بأنّ الإمام المهديّ قد وُلد فعلاً، وأنّه حيّ يُرزق إلى يومنا هذا، لأنّ الأرض لا تخلو من إمام، ويمتلكون على هذا المعتقد أدلّة قطعيّة يقينيّة لا يمكن أن يرقى إليها الشكّ، لأن هذه الأدلّة متنوّعة بين العقليّة والنقليّة التي تفيد اليقين القطعيّ بولادة الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وانطلاقاً من الدليل العقليّ على وجود حجّة لله تعالى في كلّ زمان، وأنّ هذا أمر ضروريّ لا يمكن إنكاره، نصل إلى الأدلّة النقليّة المتعدِّدة التي تصبّ في خانة الدليل العقليّ وتؤكِّده. وتتنوّع هذه الأدلّة النقليّة في عدّة اتجاهات محقّقة اليقين بولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
الدليل العقليّ على إثبات الولادة
ويتكوّن الدليل العقليّ[1] الذي سنعرضه من مقدّمات عدّة، مبتنية على قاعدة اللطف.
ومقدّمات هذا الدليل على الشكل الآتي:
المقدّمة الأولى: خلق الله - تعالى- الخلق لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، حتّى يصلوا إلى الكمال الفرديّ والعدالة الاجتماعيّة.
المقدّمة الثانية: هداية الخلق وإخراجُهم من الظلمات إلى النور، حتّى يصلوا إلى الكمال، يتوقَّف على وجود مُربٍّ عالم، وينبغي بحكم العقل أن يكون متَّصفاً بالكمال والعدل حتّى يملأها قسطاً وعدلاً.
المقدّمة الثالثة: وحيث إنّ الهداية من الله واجبة من باب اللطف والرحمة، وممّا كتب الله على نفسه، وليس من باب الوجوب على الله.
النتيجة: لا بدّ من وجود شخص كامل عالم في كلّ زمان، وهذا الشخص هو المعصوم عليه السلام.
فكما أنَّ العقل يدرك أنَّ الله -تبارك وتعالى- يجب أن يوجِد ويوفّر للخلق أسباب تكاملهم من عيون تبصر وآذان تسمع، فكذلك لا بدَّ من أن يوجِد لهم ما به يتكاملون من الناحية المعنويّة، وهو وجود الإمام المعصوم[2].
وحيث إنّ الحاجة إلى الهداية لا تختصّ بزمن دون آخر، أو أمّة دون أخرى، والدليل العقليّ لا يخصَّص، فوجود المعصوم لا يختصُّ بزمن أو أمّة، بل هو أمر مستمرّ. فالدليل العقليّ على وجود الإمام المهديّ يُثبِت وجوب وجود الإمام إلى آخر الزمان. كذلك يثبت وجوب وجود الإمام من أوّل الزمان، بمعنى الالتزام بوجود حجّة لله -سبحانه- على الناس قبل ولادة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وبعد رفع النبيّ عيسى. وهذا أمر ضروريّ. وهو ما أكّدته النصوص الإسلاميّة في القرآن والروايات.
________________________________
[1] فالعقل يجزم ويحكم بالعدل والحكمة لله سبحانه وتعالى، ويحكم بقبح أن يترك الله خلقه سدى من دون قيّم وإمام. والعقل يحكم بوجوب الإمامة بدليل اللطف، لما ثبت من كون الإمامة لطفاً من الله -تعالى-. فمقتضى كرمه تعالى أن يهيّئ لعباده وسائل الطاعة، ويصرفهم عن طرق الفساد، وهو لطف، والإمامة من الألطاف الإلهيّة التي لا يحسن التكليف من دونها، فجرت مجرى سائر الألطاف الإلهيّة، إذ الأمّة محتاجة إلى أخذ معالم دينها من الإمام، والإمام لا يكون عندنا إلّا مَن هو عالم بجميع ما تحتاج إليه الرعيّة، ولكن مع كون هذه الأدلّة عقليّة إلّا أنّها تثبت الإمامة بشكل عامّ، ومن ضمنها إثبات وجود الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، لكون العقل لا يستطيع إثبات الأمور الجزئيّة الخارجيّة، فهي لا يمكن إثباتها إلّا بالأدلّة الشرعيّة، وهي الآيات القرآنيّة وأحاديث المعصومين عليه السلام، ومع ذلك فإنّ إثبات الإمامة ووجوب وجود الإمام في كلّ زمان يكفي في إثبات وجود الحجّة الغائب في هذا الزمان.
[2] الدهنين، الشيخ علي، المعارف المهدويّة قراءة تمهيدية، إعداد وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، العراق النجف الأشرف، 1434هـ، ط1، ص42-4
تعليق