السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الاخوة والاخوات
سؤال اليوم الذي قد يطرح في اذهان البعض الا وهو ( هل حصل للامام الحسين المهانة والذل في واقعة كربلاء ) اقول :الاخوة والاخوات
هنالك بلا شك من يعتقد ذلك على أي حال ، ومنه جاء قول الشاعر : (ويصيح واذلاه اين عشيرتي ... وسراة قومي اين اهل ودادي ) وحاشاه سلام الله عليه وليس هذا الا من الكذب على المعصومين سلام الله عليهم. فيكون بطبيعة الحال من اشد المحرمات ، بل هو لاينوي ذلك في قلبه فضلا عن ان يقوله ا وان يصيح به كما يزعم هذا الشاعر . وفي مقابلة قول الشاعر (فأبى ان يعيش الا عزيزا ... او تجلى الحتوف وهو صريع ) .
بل القول بالذلة مخالف للقران الكريم الذي يقوله ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) . والحسين كان في زمانه ولا زال امام المؤمنين واولى المؤمنين بصفات الايمان . ومن هنا جاء قوله سلام الله عليه ( الا ان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنين بين السلة والذلة وهيهات من الذلة يابى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ) وهو واضح جدا بالاعتزاز بالايمان والصمود في جانب الحق . وليس هذا من التكبر الباطل في شيء وانما هو من الاعتزاز بالله ورسوله . حسبنا ان نسمع قوله : من ارد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان وغنى من غير مال وطاعة من غير ذلة ، فليتحول من ذل معصية الله الى طاعته .
وليس لهم كبرياء مستقلة عن كبرياء الله عز وجل ز ولاشك ان الحسين واصحابه من خيرة من يكون مصداقا وتطبيقا لهذه النصوص .
بل هو العزيز في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فلصموده وصبره واما في الاخرة فللمقامات العليا التي ينالها بالشهادة .
نعم احبتي لاشك ان المسكر المعادي وقادته ارادوا اذلاله وحاولوا اهانته . وهذا اكيد الا ان شيئا من ذلك لم يحصل . لان الذلة الحقيقة انما تحصل لو حصلت المبايعة للحاكم الاموي والخضوع له .
تلك هي الذلة التي تجنبها الحسين عليه السلام بكل جهده وضحى بنفسه . واما الصمود في ساحة القتال فلن يكن ذلة لا في نظر اصدقائه ولا في نظر اعدائه ولا في نظر ربه جل وعلا .
وفي هذا المقام خطرت ببالي الاية الكريمة ( ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة ) دالة على حصول الذلة لجيش النبي صلى الله عليه واله في واقعة بدر واذا صح وصف جيش النبي صلى الله عليه واله بذلك صح وصف غير بطريق اولى . فلماذا نتحاشى عن وصف الحسين وجيشه بالذلة ؟ !!
اقول : ان الاية الكريمة غير دالة اصلا على ثبوت الذلة بمعنى المهانة للنبي صلى الله عليه واله وجيشه . ولو دلت على ذلك لوجب تاويلها بما يناسب الحال . شانها في ذلك شان الظواهر القرانية التي دل الدليل على عدم امكان التعبد بظاهرها . وذلك من وجوه .
الوجه الاول : ان المنظور هو الذلة بالمعنى العرفي يعني ان الانطباع هو ذلك بغض النظر عن الاحساس به .
الوجه الثاني : ان المنظور في الاية هو الذلة لولا العناية الالهية ، وبالاستقلال عنها والا فمن غير الحتمل حصول الذلة مع وجود تلك العناية . ولا شك ان تلك العناية موجودة باستمرار مع طرف الحق سواء كان الرسول صلى الله عليه واله او الحسين روحي له الفداء او أي شخص مهم دينيا او الهيا .
الوجه الثالث : ان الاية وان صرحت بالذلة الا انها لم تصرح بمن يكونون اذلاء امامه . فلو تصورنا انهم اذلاء امام الاعداء لورد اشكال ز ولكن يمكن ان نفهم ان المراد كونهم اذلاء امام الله جل وعلا ونجعل التبشير بالنصر كقرينة متصلة على ذلك يعني انه جل وعلا انما نصرهم لانهم كانوا اذلة امامه وخاشعين له ومتوسلين به .
اذن فالاية الكريمة لاتدل بحال على تحقيق الذلة الفعلية اينما كان .
ولو دلت على ذلك لتعارضت مع الايات الاخرى جزما كقوله تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) فتكون هذه الايات اولى بالصحة ويكون من الواجب تاويل تلك الاية الكريمة ان تنزلنا – جدلا- عن التاويل امكن اسقاط دلالتها مع دلالة الايات الاخرى ومعه لايبقى دليل على وجود الذلة .وهيهات من الذلة .
اعتذر جدا جدا اولا/ للاطالة
ثانيا / لعل بعض مفردات الالفاظ التي استخدمتها صعبة على المتلقي الكريم اذ ان بين طياتها الفاظ فلسفية وعبارات اصولية .
ثالثا / اسال الله ان نوفق لاكمال سلسلة الاسئلة الافتراضية ولايكون ذلك الا بتوفيق الله اولا وببركة دعائكم لهذا العبد الفاني .
تعليق