هذا الذي بين يديك أيها القارئ العزيز هو ملخص لترجمة المحاضرة الأولى من سلسلة محاضرات (جمال الدين وبدائعه) التي ألقاها سماحة الأستاذ بناهيان في العشرة الأولى من شهر محرم عام 1435هـ. في حسينية آية الله حق شناس بمدينة طهران.
الضرورة الفردية لإدراك جمال الدين: من لم يدرك جمال الدين يتورط بالعجب
هناك أسباب عديدة تدعونا لإدراك جمال الدين والسلوك الديني. أحد هذه الأسباب هو أنه ما لم يدرك الإنسان جمال الدين جيدا ولم يتمتع به، يوشك أن يصاب بمرض العجب. ولا يخفى عليكم أن مرض العجب تقريبا من الأمراض الشائعة التي لا علاج لها. فمن الصعب جدا أن يكون الإنسان صالحا بلا أن يعتريه عجب. فإذا أردتم أن لا تقعوا في العجب، لابد أن تتمتعوا بهذا الفعل الحسن وتدركوا جماله. فمن يدرك جمال الدين وبداعته، يشعر بالدَّين تجاه الدين وربّه، لا أن يطلبهما. إن هذا الإنسان الذي يشعر بكونه طالبا ومحقا لله سبحانه ويرى أنه لم يحصل على شيء إزاء ما قدمه من جهد وعمل سوى المشقة والعناء، فهذا هو الذي يبتلى بالعجب. هذا هو الدليل الفردي والباطني لضرورة إدراك جمال الدين.
الضرورة الاجتماعية لإدراك جمال الدين: تبليغ الدين والتأثير على الآخرين
واحدة من الضرورات الاجتماعية في سبيل إدراك جمال الدين هو أن اليوم وفي سبيل مواجهة هذا العالم الذي لا ينفك عن عرض مظاهره الجميلة لنا، يجب علينا في المقابل أن نظهر جمال الدين. فلا يمكن أن نستخدم منهج الاستدلال دائما في مواجهة أهل الدنيا ومن شغف بها. لابد لنا من تجسيد هذه الحقيقة لأصحاب الفكر المادّي وهي أن حياتنا أجمل من حياتكم، لا أن نعطيهم جوابا آخر ونناقشهم أن «ليس الجمال كل شيء» و «ينبغي للإنسان أن يصبّ فكره في مسائل أهمّ وليس الجمال في تلك الأهمية!»
لا يستطيع أحد أن يواجه حلاوة الدين وجماله/ إن جمال الدين هو اللغة المشتركة في مسار تبليغ الدين
لابد لنا من إدراك جمال الدين وأن نلقي أنظارنا إلى الدين برؤية جمالية، كي نتمكّن من نقل مظاهر جمال الدين إلى الغير وبالتالي يستسلم الجميع لجمال الدين وبدائعه. فلا يستطيع أحد أن يواجه جمال الدين بجمال أبهر. فلابدّ أن يظهر التمتّع بالدين على ملامحنا وسلوكنا. لماذا ترى المسيحيين قد انجذبوا للإمام الحسين(ع) ومجالسه؟ لأنهم يشاهدون حبّنا لهذا الجمال.
كثيرا ما يتفاعل الناس مع الجمال، بيد أنه لا يمكن الحديث عن كثير من المواضيع، إذ ليست لنا لغة مشتركة مع أبناء العالم غير لغة الجمال. ينطوي ديننا على مظاهر الجمال ومن شأنه أن يكسب قلوب أهل العالم، ولكن وللأسف قد حبسناه خلف أبواب مغلقة. فلابد من إدراك بدائع الدين وجماله في مسار تبليغ الدين كي نتمكن من تبليغ هذه المظاهر.
لقد قال الإمام الخميني(رض) في وصيته: «اذا تجلّى - من تحت قناع المعارضين للاسلام والاصدقاء ذوي الافهام المعوجّة - هذا الوجه بذلك الجمال الجميل الذي دعى اليه القران والسنة في جميع الابعاد، فسيعمّ الاسلام العالم وتخفق رايته المجيدة في كل مكان. ما اشدها وما افجعها من مصيبة ان تكون لدى المسلمين بضاعة لا نظير لها من صدرالعالم الى نهايته، ومع ذلك لم يستطيعوا ان يعرضوا هذه الجوهرة الثمينة التي يبحث عنها كل انسان بفطرته الحرّة.»[صحيفة الإمام(الفارسية)/ج21/ص429]
یتبع إن شاء الله...
الضرورة الفردية لإدراك جمال الدين: من لم يدرك جمال الدين يتورط بالعجب
هناك أسباب عديدة تدعونا لإدراك جمال الدين والسلوك الديني. أحد هذه الأسباب هو أنه ما لم يدرك الإنسان جمال الدين جيدا ولم يتمتع به، يوشك أن يصاب بمرض العجب. ولا يخفى عليكم أن مرض العجب تقريبا من الأمراض الشائعة التي لا علاج لها. فمن الصعب جدا أن يكون الإنسان صالحا بلا أن يعتريه عجب. فإذا أردتم أن لا تقعوا في العجب، لابد أن تتمتعوا بهذا الفعل الحسن وتدركوا جماله. فمن يدرك جمال الدين وبداعته، يشعر بالدَّين تجاه الدين وربّه، لا أن يطلبهما. إن هذا الإنسان الذي يشعر بكونه طالبا ومحقا لله سبحانه ويرى أنه لم يحصل على شيء إزاء ما قدمه من جهد وعمل سوى المشقة والعناء، فهذا هو الذي يبتلى بالعجب. هذا هو الدليل الفردي والباطني لضرورة إدراك جمال الدين.
الضرورة الاجتماعية لإدراك جمال الدين: تبليغ الدين والتأثير على الآخرين
واحدة من الضرورات الاجتماعية في سبيل إدراك جمال الدين هو أن اليوم وفي سبيل مواجهة هذا العالم الذي لا ينفك عن عرض مظاهره الجميلة لنا، يجب علينا في المقابل أن نظهر جمال الدين. فلا يمكن أن نستخدم منهج الاستدلال دائما في مواجهة أهل الدنيا ومن شغف بها. لابد لنا من تجسيد هذه الحقيقة لأصحاب الفكر المادّي وهي أن حياتنا أجمل من حياتكم، لا أن نعطيهم جوابا آخر ونناقشهم أن «ليس الجمال كل شيء» و «ينبغي للإنسان أن يصبّ فكره في مسائل أهمّ وليس الجمال في تلك الأهمية!»
لا يستطيع أحد أن يواجه حلاوة الدين وجماله/ إن جمال الدين هو اللغة المشتركة في مسار تبليغ الدين
لابد لنا من إدراك جمال الدين وأن نلقي أنظارنا إلى الدين برؤية جمالية، كي نتمكّن من نقل مظاهر جمال الدين إلى الغير وبالتالي يستسلم الجميع لجمال الدين وبدائعه. فلا يستطيع أحد أن يواجه جمال الدين بجمال أبهر. فلابدّ أن يظهر التمتّع بالدين على ملامحنا وسلوكنا. لماذا ترى المسيحيين قد انجذبوا للإمام الحسين(ع) ومجالسه؟ لأنهم يشاهدون حبّنا لهذا الجمال.
كثيرا ما يتفاعل الناس مع الجمال، بيد أنه لا يمكن الحديث عن كثير من المواضيع، إذ ليست لنا لغة مشتركة مع أبناء العالم غير لغة الجمال. ينطوي ديننا على مظاهر الجمال ومن شأنه أن يكسب قلوب أهل العالم، ولكن وللأسف قد حبسناه خلف أبواب مغلقة. فلابد من إدراك بدائع الدين وجماله في مسار تبليغ الدين كي نتمكن من تبليغ هذه المظاهر.
لقد قال الإمام الخميني(رض) في وصيته: «اذا تجلّى - من تحت قناع المعارضين للاسلام والاصدقاء ذوي الافهام المعوجّة - هذا الوجه بذلك الجمال الجميل الذي دعى اليه القران والسنة في جميع الابعاد، فسيعمّ الاسلام العالم وتخفق رايته المجيدة في كل مكان. ما اشدها وما افجعها من مصيبة ان تكون لدى المسلمين بضاعة لا نظير لها من صدرالعالم الى نهايته، ومع ذلك لم يستطيعوا ان يعرضوا هذه الجوهرة الثمينة التي يبحث عنها كل انسان بفطرته الحرّة.»[صحيفة الإمام(الفارسية)/ج21/ص429]
یتبع إن شاء الله...
تعليق