السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الاخوة والاخوات ، تبركا بمحمد وال ومحمد ، احببت ان اقدم لكم سلسلة مواضيع عبارة عن اسئلة افتراضية تختص بالقضية الحسينية راجيا من الله التوفيق ولايكون ذلك الا ببركة دعائكم .كثيرا ما تطرح تساؤلات عند ذكر واقعة الطف وماجرى على ابي عبد الله (ع) ومن جملة هذه الاسئلة التي لعها تطرح على الاقل المجزي في قلوب الناس ان لم تكن في الظاهر والتي سوف اطرحها سؤال تلو الاخر واناقشها واجيب عليها ان وفقنا الله تعالى لذلك .
السؤال الاول / لماذا لم يعمل الامام الحسين (ع) بالتقية ؟
لاشك ان التقية واجبة عندنا بنص القران الكريم والسنة الشريفة واجماع علماءنا . اما القران ففي اكثر من اية كقوله تعالى ( الا ان تتقوا منهم تقاة) واما السنة الشريفة فاكثر من نص كقوله ( عليه السلام) : ( التقية ديني ودين ابائي ) وغير ذلك . واما الاجماع فهو واضح لمن استعرض فتاوى علماءنا ، بالحكم يعتبر من ضروريات الدين .
اذن احبتي من هذا كله نفهم ان التقية واجبة . وهذا ماحدا بالمعصومين عليهم السلام جميعا العمل بها الا الامام الحسين (ع) . فلماذا لم يعمل بها الامام (ع)؟ .
اذ ان من الواضح ان احدا من المعصومين لم يتحرك مثل حركته . بل كانت الثورات متعددة والحروب في داخل الاسلام وخارجها موجودة . وهم معرضون عنها لايشاركون باي شيء منها ، حتى لو كان الثوار او المحاربون كذرية الحسين او الحسين . الذين تحركوا خلال العهدين البائدين الاموي والعباسي بكثرة حتى عد منهم في ( مقاتل الطالبين ) عشرات الا ان المعصومين سلام الله عليهم ، لم يكونوا من بينهم باي حال من الاحوال .
بل كانوا يسلكون مسلكا مغايرا لذلك تماما عملا بالتقية الواجبة التي يحسون بضرورتها التشريعية والواقعية عليهم سلام الله .
لايستثنى من ذلك الا واحد معين منهم هو الامام الحسين (عليه السلام) في حركته العظيمة . فلماذا كان ذلك ؟
اعتقد هنالك اسباب متصورة لذلك وفيها عدة امور وان لم تكن كلها صحيحة . الا انني اذكر التي قد تخطر على بال القارىء الاعتيادي ايضا : -
الامر الاول ك ان الاخبار الدالة على وجوب التقية لم تكن صادرة في زمن الحسين عليه السلام ، لانها صدرت في عهد الامامين الصادقين عليهم السلام وهما عاشا بعد واقعة الطف بحوالي قرن من الزمن واذا لم تكن هذه الاخبار موجودة فعلا فلا دليل على وجوب التقية يوم حركة الحسين عليه السلام . ومن هنا لم يعمل بها .
الا ان هذا الامر غير صحيح لاكثر من جواب : .
اولا: ان هذه الاخبار المشار اليها تدلنا على حكم واقعي ثابت في الشريعة يعلم به المعصومون جميعا سلام الله عليهم بما فيهم الحسين عليه السلام . فانهم جميعا عالمون بجميع احكام الشريعة المقدسة .
ثانيا : ان الايات الكريمة دالة على ذلك ايضا وقد كانت موجودة ومقروءة في زمن الحسين (عليه السلام) .
الامر الثاني : ان الحسين عليه السلام كسائر المعصومين عليهم السلام ، عمل بالتقية ردحا طويلا في حياته ، وانما ترك العمل بها من ناحية واحدة فقط ، وهي الناحية التي ادت الى مقتله في واقعة الطف . وهي رفض الطلب الصادر من قبل الحاكم الاموي بالبيعة له وتهديده بكل بلاء اذا لم يبايع . الامر الذي استوجب صموده عليه السلام ضد هذا المعنى حتى الشهادة .
الامر الثالث : ان الادالة الدالة في الكتاب والسنة على مشروعية التقية ، ليست دالة على الالزام والوجوب بها بل الجواز على ماسيتضح لكم احبتي ان شاء الله ، ومن هنا يمكن القول ان الامام الحسين كان مخيرا يومئذ بين العمل بالتقية وبين تركها ولم يجب العمل بالتقية في حقه مادام مخيرا فقد اختار الجانب الافضل في نظره وهو فعلا الافضل في الدنيا والافضل في الاخرة وهو نيله للشهادة بعد صموده ضد الانحراف والظلم والضلال .
ومن هنا ايضا كان عمل اصحاب الائمة والمعصومين عموما مع العلم انعم كانوا عارفين بالاحكام متفهين في الشريعة مرتفعين في درجات الايمان .
تعليق