بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلَّمَا أوجَعَتْ الإنسانَ سِياطُ الظُلمِ وأرْهَقتُهُ عُقودُ الجَورِ والطُغيانِ ، وَسَلَبَتْ كرَامتَهُ ظروفُ الفَسادِ والإنْحِرافِ...
شحَّ بصَرُهُ وإشرَأبَ عُنُقُهُ تِجاهَ الإمامِ المُنقذِ صَاحبِ الزَّمانِعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ...
وتَوجَهَ إليهِ مِنْ أعماقِ نَفسِهُ ،وأطلَقَ آهاتَ الإستغاثةِ...
ورَفَعَ أنّاتَ الشَكوى وآهاتَ الألمِ...
يَستعجِلُ ظهورَ الإمامِ المُنقذِ...
وكلَّمَا شاهدَ المؤمنُ مظاهرَ الكُفرِ والنِفاقِ ، ورأى تَكاتُفَ أنظِمَةُ الجَورِ على سَحقِ مَبادئَ الإسلامِ ، وأزْعَجتُهُ مُعاملةَ الكَبتِ والأرهابِ الّتي يَعيشُها المؤمنونَ المخلصونَ في ظِلِّ سُلطاتِ الإنحرافِ...
كلَّمَا حدثَ ذلكَ إلتجأ المؤمنُ إلى اللهِ تعالى يَدعُوُهُ وَيَطلبُ إليِه الإسراعَ في خُروجِ أملِ الإنسانيّةِ وإمامِ الحقِّ صاحبِ العصرِ والزَّمانِعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ...
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ( المهدي من ولدي ، تكون له غيبة وحيرة وتضل فيها الأمم ، يأتي بذخيرة الأنبياءعَليهم السّلام فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ) كمال الدين : ص٢٧٢ ب٢٥ ح٥.
فتارةً تكونُ آهاتُ الإستغاثةِ على شِكلِ دُعاءٍ يَتوجَهُ بِهِ المؤمنُ إلى رَبِّهِ الحكيمِ جَلَّ وعَلا لِيُنجِزَ وَعْدَهُ بإظهارِ دينِ الحقِّ والعدلِ وخروجِ إمامِ العصرِ والزَّمانِعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ:- ( اَللّـهُمَّ اِنّا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْر تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ) دُعاءُ الإفتتاحِ
وتارةً تنفجرُ أحاسيسُ الألمِ في قلبِ المؤمنِ ، فَتَتدفقُ في قنواتِ الشِّعرِ الحَماسي المُثيرِ ، يا صاحبَ العصرِ أدْرِكنا فَليسَ لَنا وِردٌ هنئٌ ولا عيشٌ لَنا رغيدٌ...
طَالتْ عَلينا لياليُ الإنتظارِ فهلْ يا بنَ الزَكيِّ لليلِ الإنتظارِ غد...؟؟؟
وتارةً أُخرَى يَعربُ الإنسانُ عنْ تَضايقِهِ مِنْ واقعِ الطُغيانِ والإنحرافِ ، وتَلهُفِهِ لحياةِ السَّعادةِ والأمانِ بِتَساؤلِهِ عَنْ سبَّبِ تأخرِ ظهورِ الإمامِ المَهديِعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ إلى آخرِ الزَّمانِ ؟
فَلِمَاذا لَمْ يَخرجَ حَتى الآنَ ؟ أمَا يَكفي مَا عاشتُهُ الإنسانيّةُ مِنْ مشاكلَ وآلامَ عِبرَ التاريخِ ؟ أمَا آنَ بوضعِ حدٍ لمُعاناةِ هذا الإنسانُ المحرومُ ؟
قَدْ شاءَ اللهُ تعالى أنْ تكونَ المعركةُ أبَديَّةً تُرافقُ إستمرارَ الإنسانِ في الحياةِ
{ لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُۥ عَلَىٰ بَعْضٍۢ فَيَرْكُمَهُۥ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُۥ فِى جَهَنَّمَ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ } سُورةُ الأنفال الآية (37)
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَٰذِبِينَ } سُورةُ العنكبوت الآية (3) مِنْ جميعِ الأجيالِ وكلِّ العصورِ ،
وقَدْ كَشفتْ هذهِ المعركةُ الدَّائمةُ عَنْ سقوطِ الأغلبيّةِ الساحقةِ مِنَ النَّاسِ في أوحالِ الباطلِ ومزالقِ الشَّرِ ، وثبوتِ أقليّةِ مؤمنةِ صَمدتْ في مواقعِ الخيرِ ، وأصرّتْ على مواقفِ الحقِّ... لذلكَ أنَّ النصرَ غالباً وفي أكثرِ فتراتِ التَاريخِ ، ومناطِقِهِ حليفَ جَبهةِ البَاطلِ وعصاباتِ الشَّرِ...
وقَدْ تَوعدَ اللهُ الباطلَ بهزيمةٍ نَكراءٍ ، يَنتقمُ بَها للحقِّ وأتبَاعِهِ مِنَ البَاطلِ وفلولِهِ ، وذلكَ في معركةٍ حاسمةٍ لا تَبقى للباطلِ بعدَها باقيةً...
وقَدْ إختارتْ مَشِيئَةُ اللهِ الإمامَ المَّهديِ عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ ليكونَ قائدَ تلكَ المعركةِ الحاسمةِ... وتلكَ الجولةِ الأخيرةِ .
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ }
سُورةُ السَّجدَةِ الآية (22)
{ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } سُورةُ القَصصِ الآية (5)
اللهمَ عَجِّلْ لولِيكَ الفرجَ والنَّصر
تعليق