بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته.
العشق إنّما هو تابع لدرک جمال المعشوق ، والإدراک إمّا أن يكون حسّيآ أو خياليآ أو عقليآ أو عرفانيآ، فالعشق يكون حسّيآ أو خياليآ أو عقلائيآ أو عرفانيآ، وعشق الإنسان في مقام الروحانيّة إنّما هو العشق العقلائي والعرفاني ، ويصل الإنسان إلى عشقه الإنساني بفطرته العاشقة ، كما يصل إلى العلم بفطرته العالمة ، والعشقان الأوّلان دنيويان ومن المادّيات ، والآخران اُخرويّان وأنّهما أبديّان ويستوجبان معرفة الله وعبادته ، فإنّه سبحانه هو المعبود والمعشوق الحقيقي للإنسان .
والعشق الحسّي إنّما هو للجمال الحسّي ، كما أنّ العشق الباطني للجمال الباطني .
والإنسان في بداية الأمر يعشق نفسه ، ويحبّ ذاته ، وبهذا العشق يصل إلى معشوقه الحقيقي وهو الله سبحانه ، أي يصل إلى الكمال المطلق والجمال المطلق الذي هو بلا نهاية ، فهو الوجود الواحد الأحد، وهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، والفطرة العاشقة تطلب الجمال اللامتناهي ، وهذا ما يحكم به العقل السليم والفطرة التوحيدية التي لا غبار عليها.
وأمّا العشق عند الغربيين ، وعند دعاة التمدّن والتحضّر، فإنّما هو حبّ الشهوات والملاذ، كما عند فرويد وأتباعه ، فعندهم العشق يعني إشباع الغريزة الجنسية بأيّ نحوٍ كان .
وقد وصف أمير المؤمنين هؤلاء بقوله 7 :
«أقبلوا على جيفةٍ قد افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبّها، ومن عشق شيئآ أعشى بصره وأمرض قلبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، ويسمع باُذن غير سميعة ، قد خرقت الشهوات عقله ، وأماتت الدنيا قلبه »[1] .
وهذا نتيجة العشق الحسّي والخيالي إذا كان هدفآ ومحورآ في حياته الإنسانية ، وفي الحديث الشريف :
«رأس الآفات الوله بالدنيا».
والعقل هو المخلوق الأوّل لله سبحانه ، فهو العاشق الأوّل لله، وورد في الأحاديث الشريفة :
«بالعقل تنال الخيرات ».
و«أعقل الناس أقربهم من الله».
و«أسعد الناس العاقل ».
فالسعيد هو العاشق ، وعشقه يدلّه على الخيرات ، وبها يتقرّب إلى الله سبحانه ، فالعقل يجذب الإنسان إلى ربّه فيعبده ، ويتّقيه حقّآ.
قال رسول الله 9 :
«أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسرٍ أم على يسر»[2] .
ومن رأى جمال الله اطمأنّت نفسه ، ويأتيه الخطاب الإلهي :
(يَا أيَّـتُهَا النَّـفْسُ المُطْمَـئِـنَّةُ27 آرْجِعِي إلَى رَبِّکِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً28فَادْخُلِي فِي عِبَادِي29 وَآدْخُلِي جَـنَّـتِي )[3] .
وفي مناجاة الذاكرين لسيّد الساجدين :
«إلهي بک هامت القلوب الوالهة ، وعلى معرفتک جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئنّ القلوب إلّا بذكرک ، ولا تسكن النفوس إلّا عند رؤياک ».
والعاشق يرى في كلّ شيء وجه معشوقه ، ويقول أمير المؤمنين عليّ 7 :
«فما رأيت شيئآ إلّا ورأيت الله قبله ومعه وبعده ».
فيخاف العاشق هجران معشوقه ، فلا يغفل عنه ولا يعصيه ، ونسمع الإمام الصادق 7 يقول :
عجبت لمن يدّعي حبّ الله كيف يعصيه ، فإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع .
وبالعشق العقلائي يصل الإنسان إلى العشق العرفاني ، والأوّل يستلزمه معرفة جمال الصفات والأسماء، والثاني يستوجب شهود الجمال ونفي الأغيار ورفع الحجب ، فيرى الجمال المطلق ومطلق الجمال ، بحسب طاقته البشرية .
(وَيَرَى الَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ الَّذِي اُنزِلَ إلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ هُوَ الحَقَّ )[4] .
----------------------
[1] () نهج البلاغة : الخطبة 108.
[2] () الكافي :2 83، باب العبادة ، الرواية 3.
[3] () الفجر: 27 ـ 30.
[4] () سبأ: 6.
العشق إنّما هو تابع لدرک جمال المعشوق ، والإدراک إمّا أن يكون حسّيآ أو خياليآ أو عقليآ أو عرفانيآ، فالعشق يكون حسّيآ أو خياليآ أو عقلائيآ أو عرفانيآ، وعشق الإنسان في مقام الروحانيّة إنّما هو العشق العقلائي والعرفاني ، ويصل الإنسان إلى عشقه الإنساني بفطرته العاشقة ، كما يصل إلى العلم بفطرته العالمة ، والعشقان الأوّلان دنيويان ومن المادّيات ، والآخران اُخرويّان وأنّهما أبديّان ويستوجبان معرفة الله وعبادته ، فإنّه سبحانه هو المعبود والمعشوق الحقيقي للإنسان .
والعشق الحسّي إنّما هو للجمال الحسّي ، كما أنّ العشق الباطني للجمال الباطني .
والإنسان في بداية الأمر يعشق نفسه ، ويحبّ ذاته ، وبهذا العشق يصل إلى معشوقه الحقيقي وهو الله سبحانه ، أي يصل إلى الكمال المطلق والجمال المطلق الذي هو بلا نهاية ، فهو الوجود الواحد الأحد، وهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، والفطرة العاشقة تطلب الجمال اللامتناهي ، وهذا ما يحكم به العقل السليم والفطرة التوحيدية التي لا غبار عليها.
وأمّا العشق عند الغربيين ، وعند دعاة التمدّن والتحضّر، فإنّما هو حبّ الشهوات والملاذ، كما عند فرويد وأتباعه ، فعندهم العشق يعني إشباع الغريزة الجنسية بأيّ نحوٍ كان .
وقد وصف أمير المؤمنين هؤلاء بقوله 7 :
«أقبلوا على جيفةٍ قد افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبّها، ومن عشق شيئآ أعشى بصره وأمرض قلبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، ويسمع باُذن غير سميعة ، قد خرقت الشهوات عقله ، وأماتت الدنيا قلبه »[1] .
وهذا نتيجة العشق الحسّي والخيالي إذا كان هدفآ ومحورآ في حياته الإنسانية ، وفي الحديث الشريف :
«رأس الآفات الوله بالدنيا».
والعقل هو المخلوق الأوّل لله سبحانه ، فهو العاشق الأوّل لله، وورد في الأحاديث الشريفة :
«بالعقل تنال الخيرات ».
و«أعقل الناس أقربهم من الله».
و«أسعد الناس العاقل ».
فالسعيد هو العاشق ، وعشقه يدلّه على الخيرات ، وبها يتقرّب إلى الله سبحانه ، فالعقل يجذب الإنسان إلى ربّه فيعبده ، ويتّقيه حقّآ.
قال رسول الله 9 :
«أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسرٍ أم على يسر»[2] .
ومن رأى جمال الله اطمأنّت نفسه ، ويأتيه الخطاب الإلهي :
(يَا أيَّـتُهَا النَّـفْسُ المُطْمَـئِـنَّةُ27 آرْجِعِي إلَى رَبِّکِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً28فَادْخُلِي فِي عِبَادِي29 وَآدْخُلِي جَـنَّـتِي )[3] .
وفي مناجاة الذاكرين لسيّد الساجدين :
«إلهي بک هامت القلوب الوالهة ، وعلى معرفتک جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئنّ القلوب إلّا بذكرک ، ولا تسكن النفوس إلّا عند رؤياک ».
والعاشق يرى في كلّ شيء وجه معشوقه ، ويقول أمير المؤمنين عليّ 7 :
«فما رأيت شيئآ إلّا ورأيت الله قبله ومعه وبعده ».
فيخاف العاشق هجران معشوقه ، فلا يغفل عنه ولا يعصيه ، ونسمع الإمام الصادق 7 يقول :
عجبت لمن يدّعي حبّ الله كيف يعصيه ، فإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع .
وبالعشق العقلائي يصل الإنسان إلى العشق العرفاني ، والأوّل يستلزمه معرفة جمال الصفات والأسماء، والثاني يستوجب شهود الجمال ونفي الأغيار ورفع الحجب ، فيرى الجمال المطلق ومطلق الجمال ، بحسب طاقته البشرية .
(وَيَرَى الَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ الَّذِي اُنزِلَ إلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ هُوَ الحَقَّ )[4] .
----------------------
[1] () نهج البلاغة : الخطبة 108.
[2] () الكافي :2 83، باب العبادة ، الرواية 3.
[3] () الفجر: 27 ـ 30.
[4] () سبأ: 6.