بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالٌ تحيَّرتْ فيهِ العقولُ وأشرأَبَّتْ لإجلِهِ الأعناقُ وزَاغتْ بِسببِهِ الأبصارُ ، فالمُحبُّ يُريدُ جَواباً لأجلِ لُقياهُ والتَنعُّمُ بطَلعَتِهِ البَهيَّةِ (مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ؟ تُرى.. أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَؤُمُّ المَلاَ، وَقَدْ مَلاْتَ الأرضَ عَدْلاً ) دُعاءُ النُّدبَةِ؟! والعدو يبحث بكل ما أؤتيَ بقوةٍ وعلمٍ وحيلةٍ ودهاءٍ كي يقتله أو يؤخر ظهوره وهو العاجز عن ذلك ( وَأذَقْتَ أعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَأبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَت الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ أصُولَ الظّالِمين ..) دُعاءُ النُّدبَةِ ؟؟؟!!! ،
الجوابُ :- كثرت الأقاويل والأنباء بشأن ظهور المهدي المنتظر، والذي يُعتبر من أبرز علامات الساعة، فقد حدّد الله سبحانه وتعالى عمر هذه الدّنيا إلى أجلٍ معيّن وميعاد، كما جعل لانتهائها علاماتٍ وأمارات رحمةً بالعباد لعلّهم يرجعون إلى جادّة الصّواب والطّريق المستقيم.
ويتحقّقُ بفضلِ سياستِهِ العادلةُ رغَدُ العيشِ والرّخاءِ لجميعِ المُسلمينَ، فمَنْ هو هذا الرّجلُ المنتظرُ؟ وما هي علامات ظهوره؟
وتُشير الرَّوايات إلى أنَّ هذا الرّجل اسمه يوافق اسم النّبي الكريم فهو محمّد بن الحسن العسكري عليهما السَّلام ، وقد سُمّي مهدياً لأنّ حكمه حكمُ رشادٍ وهدى، وقد وصفَ في الأحاديثِ النّبويّة بعلاماتٍ خلقيّة منها أنّه أجلى الجبهة، وأقنى الأنف، وهذه العلامات الخلقيّة تدلّ على جمال صورته وحسنه وهو شبيه موسىعليه السَّلام .
وعن ظهور المهدي المنتظرعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ ، تواترت الأحاديث النّبويّة الشّريفة في مسألة خروجه عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ ، فهو إذن جزء من اعتقاد المسلم ولا يجوز إنكار ظهوره ، ويخرج المهدي المنتظرعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ .
كَمَا جاءَ في الأحاديثِ النّبويّةِ الشّريفةِ في زمنٍ تموجُ فيِهِ الفتنُ بالأمّةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ ويَستشري الظُّلمُ بشكلٍ كبيرٍ، فتكونَ مُهمّةُ المهدي المنتظرعجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ هي تطبيقُ أسسِ العدالةِ والمساواةِ بينَ المُسلمينَ وسياستَهم وفقَ شريعة الله سبحانه وتعالى ومنهجه القويم،المتمثلُ بمحمدٍ وآلِهِ الطَّاهرينَصلواته عليهم أجمعين وهذا يظهرُ من خلالِ الجَوَابُ الذي ورد بِرسائلِ الإمامِ المهديِّ عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ لِثقةِ الإسلامِ الشيخِ المُفيدِ (قدس) ( نَحنُ وإنْ كُنَّا ثَاوينَ بمكانِنِا النَّائي عَنْ مَساكنِ الظالمينَ حَسَبَ الّذي أراناهُ اللهُ تَعالى لنَا مِنَ الصَّلاحِ ولِشيعَتِنَا المؤمنينَ في ذلكَ ما دَامتِ دَولةِ الدُّنيَا للفاسقينَ فإنِّا نُحيطُ علماً بأنبائِكُم ولا يعزبُ عنَّا شئٌ مِنْ أخبَارِكُم ومَعرِفَتِنَا بالذُّلِ الّذي أَصَابَكم مُذْ جَنَحَ كثيرٌ مِنكمُ إلى مَا كانَ السَّلفُ الصَالحُ عَنْهُ شاسعاً ونَبَذُوا العَهدَ المأخوذَ وراءَ ظهورِهِم كأنَّهم لا يعلمونَ على إنِّا غيرُ مُهملِينَ لمُراعَاتِكُم ولا نَاسينَ لذِكرِكُم ولَولَا ذلكَ لَنَزَلَ بِكُم اللأواءُ (الشدة وضيق المعيشة) أو إصْطَلَمَكُم (استأصلكم) الأعداءُ فاتَّقوا اللهَ جَلَّ جَلَّالُهُ وظَاهرونَا على إنتياشِكُم( أنقاذكم )مِنْ فِتنَةٍ قَدْ أنَافتْ (طال وارتفع) عَلِيكُم يَهلكُ فشيها مَنْ حمَّ (قَرُبَ) أَجَلُهُ ويَحمَى عَنْها مَنْ أدْرَكَ أمَلُهُ وهيَ أمارةُ الأُزوفِ (الإقتراب) ومباثّتَكُم بِأمرِنَا وَنَهْيِنَا واللهُ مُتمُّ نورِهِ وَلوَ كَرِهَ المشركونَ) حياةُ الإمامِ المهديِّ عَلَيه السَّلام - الشيخُ باقرِ شريفِ القُرشي - ج ١ - الصفحة ٧٣-74 .
تعليق