إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

4- شرط مناجاة موسى عَلَيِه السَّلام مَعَ اللهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 4- شرط مناجاة موسى عَلَيِه السَّلام مَعَ اللهِ:-

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    للنبِّيِّ مُوسى عَلَيِه السَّلام خاصيَّةُ التَكليمِ مَعَ اللهِ ومُناجاتِهِ وعَلينَا أنْ نَستفيدَ مِنها في تَعزيزِ وتحديثِ عِلاقَتِنَا مَعَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وهذا يَتُمُّ مِنْ خلالِ إستغلالِ هذهِ الميزةِ في كُلِّ ظَرفٍ مِنْ ظُروفِ حَياتِنَا كَي نَنعُمَ بالإطمئنانِ الإيماني والقلبِي والمَعيشِي والإجتماعِي لقولِهِ تَعالى في كِتابِهِ العزيزِ : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29) } سُورَةُ الرَّعدِ ، وأيضًا ذَكَرتْ الرَّواياتُ هذا الإطمئنانُ فَعَنْ الإمامِ الجوادِ عَلَيِه السَّلام : (القَصدُ إلى اللهِ تَعَالى بالقلوبِ، أَبلغُ مِنْ إتعابِ الجوارحِ بالأعمالِ) مِيزانُ الحِكمَةِ ج3 ص2601 ، ولهذا السَبَّبُ كانَ موسىعَلَيِه السَّلام يُناجِي ربَّهُ لِملئ قَلبَهُ بِالحُبِ الإلهِيِ وَمِنْ جُملَةِ المُناجاةِ في الكَافي: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيِه السَّلام قَالَ:
    (مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ أَنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ‏ :
    فَقَالَ يَا رَبِّ أَ قَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي فَقَالَ مُوسَى فَمَنْ فِي سِتْرِكَ يَوْمَ لَا سِتْرَ إِلَّا سِتْرُكَ قَالَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَنِي فَأَذْكُرُهُمْ وَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ فَأُحِبُّهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصِيبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِسُوءٍ ذَكَرْتُهُمْ فَدَفَعْتُ عَنْهُمْ بِهِمْ‏) أصول الكافي ٢: ٤٩٦- ٤٩٧.
    ومِنَ المُحتَمَلِ أنَّ النَّبِيِّ مُوسَى عَلَيِه السَّلام فِي الحَديثِ المَذكورِ يَعرضُ عَجْزَهُ عَنْ كَيفيَّةِ دُعَائِهِ للهِ تَعالى فيقولُ: إلهي أنتَ مُنزهٌ مِنَ الإتصافِ بالقُربِ والبُعدِ، فأنَا مَتردِّدٌ لا أجِدُ دُعاءً يَليقُ بِعَظَمَتِكَ وجَلالِكَ، فاسمحْ لي أنْ أنُاديِكَ وعَلِّمني كَيفيَّةَ نِدائِكَ واهدِنِي إلى مَا يَتناسبُ ومقامَ قُدسِكَ في هذا المَجالِ
    والسَبَّبُ في التَردَّدِ أنَّ اللهَ تَعالى لَهُ إحاطةٌ وقَيموميَّةٌ، وَسِعةٌ وجوديَّةٌ تَعُمُّ جميعَ دائرةِ الوجودِ، وسَاحَتِهِ المُقَدَسَّةِ تَتَنزَهُ عَنِ القُربِ والبُعدِ الحِسيانِ والمَعنويانِ، لأنَّ ذَلكَ يَستَلزِمُ نَوعاً مِنَ التحديدِ والتَشبيهِ، والحقُّ المُتعَالي مُنَزهٌ عَنْ ذَلكَ.
    ومَا وَرَدَ في بَعضِ الآياتِ الشَرِيفَةِ مِنَ الكتابِ الإلَهِي الكَريمِ مِنْ تَوصيفِ الحَقِّ المُتَعالي بالقُربَ هو مِنْ بابِ المَجازِ والإستعارةِ.
    كقوله تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾(سُورَةُ البَقَرَةِ:186).
    وقوله عزّ من قائل:﴿نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾( سُورَةُ ق:16).
    قالَ الإمامُ الصادقِ عَلَيِه السَّلام :
    وَمِنْ أهمِّ المُراقباتِ الّتي يَنبغِي أنْ نُولِيها إهتِماماً مَسألةُ الوَرَعِ والإحجَامِ عَنِ المُحرّماتِ لِمَا لَهُ مِنْ أهمِّيَّةٍ خاصّةٍ وذَلكَ لأنَّها تُؤهلَنِي لِمُناجاةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، إذْ إتفقَ عُلماءُ الأخلاقِ أنَّ التَّخليَّةَ بِمَا تَعني إجْتنَابُ النَّفسِ للرذائلِ والمحرّماتِ تُعتبرُ أساساً للبِناءِ الأخلاقِي الّتي سُيقامُ على أرضِ النَّفسِ الإنسانيَّةِ، وبِالتالي فإنّ الوَرَعَ بِمَا يَعني المَلَكَةُ أو الحَالَةُ النَّفسيَّةُ الّتي تَعْصِمُ صَاحبَها عَنِ الدخُولِ فِي الشُبهاتِ والمُحرّماتِ بَلْ تَتعداها إلى بَعضِ المُباحاتِ مِنَ الطَّبيعيِّ أنْ تُشَكِلَ العمودَ الفقريِّ لحالةِ التَّخليَّةِ الأخلاقيَّةِ, ولِذَلكَ إعْتَبَرتِ الرِّواياتِ الشَريفةِ أنَّ الوَرَعَ أساسُ الدِّينِ وشِيمةِ المُخلِصينَ ومُصلحِ النُّفوسِ والأديانِ وعِمارةِ العِلمِ حَتَى وَرَدَ عَنِ الإمامِ عليٍّ عَلَيِه السَّلام : (وَرَعُ الرَجُلِ عَلى قَدَرِ دِينِهِ) - عُيونُ الحِكَمِ والمَواعِظِ، ص 503.
    عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: (جُلسَاءُ اللهِ غَداً أهلُ الوَرَعِ والزُهْدِ في الدُّنيَا )
    ميزانُ الحِكْمَةِ، ج4، ص 3512.
    وهذا درسٌ نَتَعَلَمَهُ مِنْ مُناجاةِ مُوسى للهش ومِنْ أهمِّ وَسائلِ المُناجاةِ هي وَسيلةُ الوَرَعِ عَنْ مَحارمِ اللهِ ، وَفَقَنا اللهُ وإياكُم كَي نَكونَ مِنْ أهلِهَا والحمدُ لله ربِّ العَالمين.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      لكم الحسنى وإن شاء الله وإياكم لعلى هدى

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X