مذكراتي العزيزة
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم صيف حار جداً كنت كثير التضجر من هذا الحر والإنقطاع
المستمر للتيار الكهربائي فنظرت لي والدتي وهي مستفهمة عن حالي فسألتها : أمي إن الله تعالى هو أرحم الراحمين ، اليس كذلك ؟؟؟؟
فأجابتني : بلا شك ياولدي العزيز
فقلت لها :إذن لماذا هذا الحر الشديد ،ألا ينبغي أن يرحمنا
الله تعالى من هذه الحرارة فيخففها عنا قليلاً
ابتسمت امي وقالت : حبيبي هذا الحر بحد ذاته رحمة لنا
فقلت لها متعجباً : وكيف يا أمي ؟؟؟؟
فقالت : حبيبي إن الله تعالى يعلم صالح الأمور اكثر منا ، ففي هذه الحرارة
لانعلم أي الأمراض والجراثيم تقتل ،ثم إن هذا العرق
الذي تفرزه أجسامنا تخرج معها سموماً الله وحده يعلم ماهي
ثم إن كل شيئ يأتي من الله تعالى فهو جميل وخير
اتعلم إن الإمام الصادق {عليه السلام} : كان يدعو الله تعالى بقوله :
(( اللهم اجعل صيفنا صيفاً وشتاءنا شتاءاً ))
لأن كل شيئ يخلقه الله لنا فيه المنفعة والفائدة وإن التضجر هذا هو نوع
من الإعتراض على حكم الله جل وعلا
ثم إننا تحت سقف بيتنا وأمام اجهزة التبريد ونشرب ماءاً بارداً كلما أردنا
أن نرتوي ، فما الذي يقوله اولئك المجاهدين وهم في سوح القتال وتحت الشمس الحارقة لا يظلهم سقف وإذا عطشوا شربوا ماءاً حاراًوهم يلبسون الملابس السميكة ويحملون السلاح والعتاد ، ونحن بفضل
الله تعالى وبفضلهم منعمين مرتاحين في بيوتنا وآمنين
فقلت لأمي : لقد خجلت من نفسي ومن تذمري نعم ساعدهم الله وكان
في عونهم
فقالت امي : من واجبنا وحقهم علينا أن ندعو لهم كل حين بالنصر
والظفر على اعداء الدين
ويجب ان ندعو لهم بدعاء اهل الثغور دائماً ليحفظهم الله تعالى
وندعو لهم بعد كل صلاة بالثبات والظفر والصبر
فقلت لأمي : هل ممكن أن نقوم انا وأصدقائي بعمل نتشارك به
معاً لنصرة المجاهدين ؟؟؟؟
فقالت أمي : نعم حبيبي قل لأصدقائك ليقوموا بذكر
الصلاة على محمد وآل محمد لنصرة مجاهدينا الأبطال
خرجت من المنزل وبيدي قصاصات وزعتها على اصدقائي كل واحد
له عدد من هذا الذكر العظيم وحدثتهم بما حدثتني امي
فتجمعنا وبدأنا الذكر جميعا واحسسنا بأننا قدمنا شيئاً لأبطالنا المجاهدين
ونسينا أمر الحر
وصرنا ندعو لهم بالظفر والنصر والسلامة
تعليق