تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللّهم صلِ على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالَ مُوسى (عليه السّلام)(إلَهي، فَمَا جَزاءُ مِنْ كَفَّ أذَاهُ عِنِ النَّاسِ وبَذلَ مَعروفَهُ لَهمُ؟ قالَ: يَا مُوسى، تُنَادِيِهُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ: لَا سَبيلَ لِي عَليكَ). الأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢٧٦.
أذى النَّاسِ خُلقٌ سَيءٌ يَصدُرُ مِنَ النَّفوسِ الضَعيفَةِ لِغَرضِ إيذاءِ النَّاسِ والتَعدي على كَرامَاتِهمُ وأمْلاكِهِمُ وهو فِعلٌ مَقيتٌ يَكرَهَهُ اللهُ تَعالى وَرَسُولَهُ وأُولِي الأمرِ وجَميعِ النَّاسِ ، وَمِنْ مُكَنونَاتِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ والّتي تَأخذُ صِاحِبَها إلى مَهاويَ الرَدَى ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ } ﴿سُورَةُ الأحزابِ 69﴾
وحرمةُ المُؤمنِ هذهِ تَقتَضِي مُراعاةً خَاصةً فِي تَعاملِ النِّاسِ مَعَهُ، والحَدِّ الَأدنَى لِهذِهِ المُراعاةِ هُوعَدمُ أَذيّتَهُ وَهذا مَا أكدَّتْ عَلَيِه الأحاديثُ الوَاردةُ عِنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وأهلِ بَيتِهِ عليهم السلام
فَعَنْ الرَّسُولِ الأكرمِ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّهُ قالَ: (مِنْ آذى مُؤمِنَاً فَقَدْ آذانِي) المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج64، ص 72
عَنِ الإمامِ الصَادِقِ عليه السلام: (قال الله عَزَّ وَجَّلَ: لِيَأذنُ بحربٍ مِنّي مِنْ آذى عَبْدِيَ المُؤمن) الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص 350
﴿ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾(سُورَةُ إبراهيم 12)
و تتحقّق الأذيّة بأمور كثيرة منها:
*** إشهَارُ السِّلاحِ:-
عَنِ الرَّسُولِ الأكرمِ صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أشارَ إلى أَخيِهِ المُسلِمِ بِسِلاحِهِ لَعَنَتُهُ المَلائكَةُ حَتى يُنَحِيِهِ عَنْهُ) الطبرسي، حسين، مستدرك الوسائل، ج9، ص 148.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بن مُسلمٍ عَنِ الإمامِ البَاقِرِ عَلَيه السّلام أنَّهُ قالَ: (مَنْ شَهَرَ السِّلاحَ فِي مَصَرٍ مِنَ الأمْصَارِ فَعَقَرَ، إقْتَصَ مِنْهُ وَنُفِيَ مِنْ تَلكَ البَلدِ ، وَمَنْ شَهَرَ السِّلاحَ فِي غَيرِ الأمْصارِ، وَضَرَبَ، وَعَقَرَ، وَأخَذَ الأموالِ، وَلَمْ يَقُتلْ، فَهَوَ مُحَاربٍ وَجَزاؤهُ جَزاءَ المُحاربِ وأَمْرُهُ إلَى الإمامِ إنْ شَاءَ قَتَلَهُ، وإنْ شَاءَ صَلَبَهُ، وإنْ شَاءَ قَطَعَ يَدَهُ وَرِجلَهُ. وإنْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وأَخَذَ المَالَ، فَعَلَى الإمامِ أنْ يَقْطَعَ يَدَهُ اليُمنَى بالسِرقَةِ، ثُمَّ يَدفَعَهُ إلى أولياءِ المَقتُولِ فَيتبعُونَهُ بالمالِ، ثم يَقتلونَهُ) الهندي، الفاضل، كشف اللثام، تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، قم، 1416هـ، ج10، ص 642.
مسألةُ إشهارُ السِّلاحِ والتَهديدِ بِهِ مَسألةٌ شائعةٌ ومُنتشرةٌ فِي مُجتمعاتِنَا سواءٌ كَانَ لأمرٍ شَخصي أمْ لأمرٍ عَائلِي أمْ لأمرٍ عَشائريٍّ ولأجلِ مَوضوعٍ تَافهٍ أو مَصلحةٍ دُّنيويَّةٍ أو منزلةٍ عشائريَّةٍ ، فهُناكَ مَنْ يَنبري لإرضاءِ الشيخِ الفُلاني أو الوَجيهِ الفُلاني فَيَشْهرُ السِّلاحَ بوَجهِ النَّاسِ ، وَهذا مَا لا يُرضيَ اللهُ عَندمَا يَكونَ تَعسفياً بوجهِ الآخريِنَ ،
وأيضًا مَسألةَ إطلاقِ النَّارِ في الهواءِ إبتهاجاً لأمرٍ دُّنيوي كَعراضاتِ العَشائرِ أوَ لِمبارياتِ كُرةِ القَدمِ أو للأعراسِ مَمَا يُؤدي إلى القتلِ في بعضِ الأحيانِ أوَ لِترويعَ الصغارِ والرُضَّعِ والكُهول فَهذا الفعلُ لايناسبُ الشَّريعةِ السمحاءِ وهذا مَعلومٌ مِنْ سُهولةِ الشَريعةِ وسَماحتِها الّتي تَمدّح بِها رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِقولِه: (جِئتُكم بالشَّريعةِ السهلة السمحاء) الكافي ٥ : ٤٩٤ حديث ١، باب «كراهيّةُ الرَهبانيَّةِ وتركُ البَاه» وفيه: (لمْ يَرْسُلَنِيَ اللّهُ تَعالى بالرُّهبانيَّةِ ولَكنْ بَعثنِي بالحَنيفيّةِ السَهلةِ السَمِحَةِ). ، ومِنْ رَفعِ الحرَجِ والمَشَقّةِ في الدِّينِ بِقَولِهِ تَعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ سُورَةُ الحجِّ ٧٨.
فاطلاقُ النَّارِ وَلَو في الهَواءِ، لَا علَى وجهِ حقٍّ، وَهَو مِنَ المُحرَّماتِ الشرعيَّةِ، لِمَا يُوجِبُهُ مِنْ خَطرٍ على الأرواحِ وأذيَّةٍ للناسِ، كَما أفتى بِذَلكِ المراجعُ الكِرامِ ،
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } سُورَةُ الأحزاب 58.
تعليق