نبع الرحمة
في غرفة منعزلة يقبع فيض الحنان والرحمة مهملاً وبين زواياها تسكن تلك اليدان اللتان لم يترك العمر
والجهد مكاناً إلّا ووضع عليه تعرجاً لا يمكن إخفاؤه.
إن تألمت من الوحدة والإهمال لا تجد من يسمع تأوهاتها، وإذا أنّت ألماً لاقت الإعراض والتجاهل.
ليس هناك أحد مستعد لأن يضحي بدقائق قليلة من وقته ليجلس إليها يكلّمها ويسأل عن حالها ويلبي احتياجاتها
ويشعرها بأهميتها ووجودها في هذه الحياة.
إنها خبرة متراكمة فكلّ تجربة مرّت بها زادتها نضوجاً وحكمة، ولكن لا ترى من يستشيرها أو يحاول الاستفادة
من درايتها ونظرتها الواعية التي اكتسبتها من حياتها الحافلة بالخبرات.
ومَن ينكر تضحياتها وعطاءها فهو جاحد ومَن يقصر في حقها فهو ناكر لأتعابها في تربية أبنائها، فإذا كنا
ناجحين موفقين فهو ببركة جهدها ودعائها الدائم وتضرعها المستمر حتى نكون بأفضل حال.
إذن لنحمل بين أيدينا أزهاراً ملونة بالود، تلفها ابتسامة رقيقة، وعيوناً تلهج اعتذاراً متوجهين إلى ذلك النبع
الصافي، طالبين الصفح عن التقصير، فالأم تبقى نبع الرحمة.
وسن نوري الربيعي
تم نشره في المجلة العدد73
في غرفة منعزلة يقبع فيض الحنان والرحمة مهملاً وبين زواياها تسكن تلك اليدان اللتان لم يترك العمر
والجهد مكاناً إلّا ووضع عليه تعرجاً لا يمكن إخفاؤه.
إن تألمت من الوحدة والإهمال لا تجد من يسمع تأوهاتها، وإذا أنّت ألماً لاقت الإعراض والتجاهل.
ليس هناك أحد مستعد لأن يضحي بدقائق قليلة من وقته ليجلس إليها يكلّمها ويسأل عن حالها ويلبي احتياجاتها
ويشعرها بأهميتها ووجودها في هذه الحياة.
إنها خبرة متراكمة فكلّ تجربة مرّت بها زادتها نضوجاً وحكمة، ولكن لا ترى من يستشيرها أو يحاول الاستفادة
من درايتها ونظرتها الواعية التي اكتسبتها من حياتها الحافلة بالخبرات.
ومَن ينكر تضحياتها وعطاءها فهو جاحد ومَن يقصر في حقها فهو ناكر لأتعابها في تربية أبنائها، فإذا كنا
ناجحين موفقين فهو ببركة جهدها ودعائها الدائم وتضرعها المستمر حتى نكون بأفضل حال.
إذن لنحمل بين أيدينا أزهاراً ملونة بالود، تلفها ابتسامة رقيقة، وعيوناً تلهج اعتذاراً متوجهين إلى ذلك النبع
الصافي، طالبين الصفح عن التقصير، فالأم تبقى نبع الرحمة.
وسن نوري الربيعي
تم نشره في المجلة العدد73
تعليق